7 أبريل، 2024 2:33 ص
Search
Close this search box.

الرغيف والرغيف!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الطعام سلاح وقوة سيادية وقدرة على المطاولة والتحدي , والمجتمعات التي لا تطعم نفسها تعيش ضعيفة , ومحكومة بإرادة الآخرين الذين يوفرون لها الطعام.
والعجيب في دول الأمة الإثنين والعشرين , وعلى مدى القرن العشرين , لم تعمل على تحقيق التكامل الغذائي , أي أن تكون قادرة على إطعام شعوبها.
فالسودان – على سبيل المثال – كان يمكنها أن تكون سلة الغذاء العربي , غير أنها إنشغلت بما يدمرها ويقضي على دورها , وقيمتها الإقتصادية فصارت تعاني من المجاعات , والصراعات الداخلية.
ويبدو أن الحرب القائمة في أوكرانيا قد كشفت عورات العولمة , وتبين أن هناك دول تعتمد عليها العديد من الدول في الحصول على رغيف الخبز , وحالما تصاب بأزمة أو تتعرض لحرب , فأن الدول التي تعتمد عليها تصاب بالجوع , ويعز فيها رغيف الخبز.
فهل أن العولمة جردت الدول من قدراتها الذاتية على توفير الطعام؟
وهل أن العولمة إستعمار بأساليب ناعمة , وذلك بالقبض على مصير الشعوب بالطعام؟
إن ما يحصل في الواقع الكوكبي يوجب اليقظة والتحفز والتوثب , والإنطلاق للتركيز على الزراعة والثروة الحيوانية , لتأمين الطعام اللازم للحياة الحرة الكريمة.
وعلى مجتمعاتنا أن تدرك بأن الإقتصاد مفردات بسيطة مضت على تأكيدها الأجيال على مر العصور , وليس كما أوهمونا وضحكوا علينا , وكرهونا بالزراعة والتربية الحيوانية , حتى صرنا نعتمد على غيرنا في توفير الطعام لأفواهنا التي تأكل , ورؤوسها لا تفكر بكيف تنتج ما تأكل.
إن العمل على توفير الطعانم وإنتاجه من مرتكزات السلوك الوطني , ومن الأولويات السيادية لأي مجتمع , فالبلدان الجائعة فاقدة لكل شيئ , وعالة على مَن يطعمها , وبتعبير أقسى مستعبدة بمَن يملأ أفواهها.
فهل لنا أن نتحرر من عبودية الجوع , ونكون أحرارا أعزاء نأكل من عطاء أرضنا وتعب أيادينا؟
فازرع ولا تقطع لتكون!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب