22 نوفمبر، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

الرصاص يوحدنا

امر مؤسف ان يوحدنا الرصاص ونختلف على كل تفاصيل البلاد. فرحون لان اهالي الرمادي والفلوجة اطلقوا الرصاص الحي ابتهاجا بفوز منتخبنا الشبابي ببطولة اسيا لكرة القدم. الرصاص هناك اصبح هو الاخر يبحث عن هوية. الجيش يطلقه  وثوار العشائر وداعش والفرق يكمن في النيات. حتى النيات مختلف عليها. نفوز على السعودية اليوم  وقد نخسر غدا مع ايران. فلا رصاص الا على صدورنا, وصدور اطفالنا الذين امتلات بهم مستشفيات الوطن. اما الثمن فهو الفرح الوهمي مرتين.. مرة بالكاس ومرة بالفوز على “داعش”.  هكذا كتبوا منهم نواب ونائبات في البرلمان في الفي سبوك فيما يشبه ان يكون فضيحة اخلاقية بكل المقاييس. فرحنا طارئ دائما وحزننا سرمدي. نبحث عن أي حكيم شاكر حتى نحوله الى حائط مبكى ننثر عليه دموع الفرح في ليلة يستلب فيها الوطن ولن تخفف من الامه سوى مكالمة طارئة هي الاخرى من جوزيف بايدن. 
في الظروف العادية كل الفرق والمنتخبات الوطنية من البرازيل حتى “جرف الصخر” تمنح ابطالها عند الفوز قلادة النصر والاوسمة وربما الرواتب وقطع الاراضي. وعند الخسارة لا احد يندب حظه العاثر باستثناء ملاحق الرياضة في الصحف وبرامجها في الفضائيات. لكن الوطن اهم من كرة قدم قد  تربحها مرة وتخسرها مرات. التوحد في المسرات لا يعني لوم الاخر المختلف والانتصار الوهمي عليه في لحظة طارئة. امر مؤسف ان يتحول انتصارنا في كرة القدم الى خسارة لما نحاول ترميمه من مفاهيم. تذكروا ان تصنيفنا الكروي حسب قواعد الفيفا لا يسر الخاطر. نقترب ان نكون دولة فاشلة كرويا ايضا وعندكم الحساب في باقي ملفات الفشل. في عام 2007 ربحنا اسيا كرويا وعلى السعودية ذاتها وخسرناها عدة مرات. كان الملك عبد الله اول المهنئين للرئيس جلال طالباني. كان ثمة بقية عقل وبقايا حكمة.
امر مؤسف ان نختزل مشاكلنا وهمومنا بانتصار كروي اخرجناه من دائرة المحبة والسلام الى دائرة الكراهية والحرب المفتوحة. حكيم شاكر بطل لكن بدرجة ضحية. نتفق عليه اليوم حين لايلغي الحكم هدفا نظيفا لاحد اشباله ونصب عليه جام غضبنا حين لايتمكن حارس مرمانا من رد كرة من ضربة جزاء. السؤال الازلي الواجب الطرح دائما وابدا هو الى متى تبقى هويتنا مرهونة برصاصة واحدة. مرة طائشة مثل رصاص كرة القدم ومرة لاتخطئ الهدف حين يكون هذا الهدف اما “اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق” مثلما يقول علي بن ابي طالب. ليس ماهو امر واقسى  في ان يتحول الجيش الى خصم داخل الوطن. يطلق عليك الرصاص عندما تصنفه الهويات الفرعية الى عدو. ويطلق الرصاص معك عندما يسجل فتى دون الثانية والعشرين هدفا في مرمى الخصم حيث يتجه الرصاصان رصاص الجيش ورصاص المختلفين معه الى الهواء حيث لا عدو وهمي .. سوى السماء. 

أحدث المقالات