18 ديسمبر، 2024 10:41 م

الرشيد مولود ومدفونُ إيران خليفة حُرَّة الدنيا بغداد

الرشيد مولود ومدفونُ إيران خليفة حُرَّة الدنيا بغداد

مدينةُ الرِّي بتشديد وكسر حرف راء رِيّ بمعنى رواء (بالفارسيَّة: شهر ری يعني اسمُها مدينة المُلك وتُنطق بالعربيَّة بالرَي بفتح الرّاء وبالفارسيَّة بكسر راءها) حاضِرةٌ تاريخيَّة مِن رَوابض جَنوب شرقيّ طهران عاصمة الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة. فتحَ الرِّي “ نعيم بن مُقرن ” في عهد الخليفة الثاني عُمر بن الخطاب، ونُسب إليها عُلماء مِنهم فخر الدِّين الرّازيّ صاحب تفسير مفاتيح الغيب، والكيميائيّ مُحمَّد بن زكريا الرّازيّ والفلكي عبدالرَّحمن الصُّوفي. طوسُ مدينةٌ تاريخيَّة أثريَّة نُقل عن مُؤرّخين اغريق يونان بأنَّ في زمن أخمينين مدينة طوس كانت تسمى «Susia» مركز حكومة باترتي شَمال شرقيّ الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة. هُدِمت مدينة طوس بواسطة تولوي ابن جنكيزخان واعاد بنائها اوغدي (اوكتاي) وليّ عهد جنكيز خان. تُسمى في الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة بمشهد الرّضا غريب طوس [شهر توس با مجموعه ارک وبرج وبارو] کانت کُبری مُدن خراسان القدیمة حتی غزوّ المغول وهدمهم لها. بعد القرن السّابع لم ترجع إلی ما کانت عليه مِن قبل؛ إذ هاجر مَن بقي مِن أهلها رویداً إلی قریة سناباد لَـلَّتي كانت قبل تمصّر مشهد إحدى قرى ولاية طوس، وبعد أن اُستشهد الإمام الرّضا في مدينة نوقان [دهخدا، علي أکبر، لُغتنامه دهخدا (معجم دهخدا)، طهران، جامعة طهران، 1377هـ ش] نقله المأمون إلى بُستان حميد بن قحطبة الطّائي (البقعة الهارونيَّة) في قرية سناباد ودفنه هناك بقرب قبره أبيه هرون [الشَّیخ المُفید، محمد بن محمد بن نعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد، قم، سعید بن جبیر، 1428هـ] وبعد أن التحقت قرى أُخرى بسناباد وبمرور الزَّمن نشأت مدينة مشهد [الیعقوبي، أحمد بن أبي یعقوب، تاریخ الیعقوبي، بيروت، الأعلمي للمطبوعات، 2010م]. في كتاب نزهة القلوب ذُكر اسم مدينة طوس وقيل فيه «انها مدينة في بلاد فارس جميلة وبيئتها مِن حيث الجَّو مطلوبة ولطيفة انها مِثل مُدن أران واصفهان في عِراق/ ارک». طوسُ مسقط رأس کبار عُلماء واُدباء فارس، مِنهم الشّاعر أبو القاسم الفردوسي الطّوسيّ صاحب کتاب شاهنامه، ومُعاصره أسدي الطُّوسيّ صاحب کتاب “لغتِ فرس” أوَّل معجم فارسيّ في القَرن الخامس. ومِن العُلماء السُّنَّة أبو حامد مُحمَّد الغزالي الطُّوسي، ومِن عُلماء الشّیعة شیخ الطّائفة مُحمَّد الطُّوسيّ مُؤسس الحوزة العِلمیَّة فی النجف في القرن الخامس وخواجة نصیر الدِّین الطُّوسي فی القرن السّابع. لم يَبقَ في موقعها الأصل سوى الأطلال وبقايا خراب، مکان قریب مِن مدینة مشهد على مسافة 24كم. الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة عمَّرت مقبرة الفردوسي الطُّوسي في أطلال طوس وصارت موقع آثار سياحي طرح بازسازی زادگاه وآرامگاه فردوسی [ویرایش].

أبو جعفر هرون بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور (149هـ 766م- 193هـ 809م)، أُمُّه الخيزُران بنت عطاء أُمُّ وَلَد يمانيَّة جرشيَّة. الخليفة العبّاسي الخامس. وُلدَ في مدينة الرّي وتوفي في مدينة طوس (مشهد الجُّمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة). بويع بالخلافة وعُمره 22 سنة ليلة الجُّمُعة التي توفي فيها أخوه موسى الهادي عام 170هـ. ​​

قالَ المُتصوّفُ الحلّاج على صليبه:

ركعتانِ في العُشق لا يصحّ وضوؤهما إلّا بالدَّم، وعلى نهج الحلّاج، أنشأ جميل حسين السّاعدي:

قالت صحبت َ العشْـق َقُلْــ * ــتُ وفيهِ يوما ً مُنتهــايْ

فصَلاةُ عُشقي لنْ يكو * نَ وضوؤها إلاّ دمايْ

ما عادَ لي وطن ٌ أحثُّ إليه ِــ مُشتـاقا ًــ خُطايْ

كمْ مرّة ٍ أصبحْت ُ كهْــ * ــلا ً ثُم َّ عُدْت ُ إلى صِبايْ.

أنشدَ الفتى جميل السّاعديّ حتى بلغَ مُفرَدَة الرَّويّ القافية: سمايْ، وأينَ سُموّ سَماوات رُوح الشّاعِر مِن قيح (صاب) قُبح مُستنقع ناظم سبعينيّ آسِن باخِر نتِن عُتل مُعتل مُختل خَرف عَتِه سَفِه تفِه صَهٍ له: مُفاعلَتُنْ مُفاعلتنْ فعالا * أظـنّهُ يشتكي قيلاً وقالا: عَطِنُ مُسـتـنـقـع ضِفدع ينقّ في فيه ماء آسن!.

الحاج عطا الحاج يُوسُف منصور:

ماذا أقولُ وما مُنايْ * و[الحُبُّ يسكنُ في حشايْ]

أجميلُ يابنَ السّاعديِّ * سَعِدتَ كم عثرتْ خُطايْ

[بين الورودِ] بعطرها * وقِرايَ مِنها ما قِرايْ

جمرٌ إذا طافتْ بهِ * ذِكرى الحبيبِ ومُنتهايْ.

غريبُ طوس:
https://www.youtube.com/watch?v=eLhJkAqNdcU