لا أناشد حكومة غير متمكنة من أمرها، إمتثالاً لحكمة الإمام علي.. عليه السلام: “لا رأي لمن لا يطاع” إنما أتوجه الى القناعات الشعبية الفارضة سطوتها على الشارع العراقي.. أمنياً وإقتصادياً، أناشدها بإسم شريعة الغاب التي ترتع بلاد الرافدين في حضيضها، راجية الحد من الإنتشار المريع لظاهرة “محلات الحجامة” التي باتت آفة تهدد الوعي الصحي وبالتالي تدمير الصحة العامة.
المشكلة تسربت الى مثقفين ومتعلمين وأناس ورعين.. دينياً ووجهاء إجتماعياً، يعني عقلاء، يستجيبون لخزعبلات الناصحين ضغطاً يحاصر الوعي، تحت مبدأ “شيفيدك عقلك إذا تسودنت الناس” إذ يلحفون بالحجامة، توكلاً على شريفة بنت الحسن، وعدم مراجعة طبيب أو مستشفى أو معاون طبي أو مضمد!
في حين من الثابت في مصادر موثوقة، أن الرسول.. صلى الله عليه وآله وسلم، والخلفاء الراشدين.. رضي الله عنهم، والأئمة المعصومين والعلماء من أمة محمد، الذين شبههم صلوات الله عليه وآله، بأنبياء بني إسرائيل، عندما يمرضون يستدعون طبيباً محترفاً يعودهم، مع عسل وقراءة في القرآن، بإعتبار فيهما شفاء للناس، كما تنص الآيات الكريمة في محكم التنزيل.
إنتحالاً ينسب المستفيدون “الحجامة” الى شخص الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، وهذا كلام يفنده العلم؛ من حيث لم نجد في أيما طرح قرآني كريم ولا حديث نبوي شريف او حكمة مقدسة لواحد من الخلفاء الراشدين أو الأئمة المعصومين، في مصدر معتمد، ما يحث على “الحجامة”!
المشكلة هي أن محلات الحجامة، مثل المولدات، تابعة لأناس مؤثرين، و… “من يجرؤ على أن يقول للأسد حلكك…”