23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

الرسول الأعظم قدوة المسلمين و ليس حسنة ملص

الرسول الأعظم قدوة المسلمين و ليس حسنة ملص

بين الحين و الآخر يتداول مستخدمو موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك قصة عن أمانة حسنة ملص بإعادة مبلغ زائد من المال أعطاه لها أمين صندوق المصرف بطريق الخطأ و خسة من يسرق الأموال العامة في الوقت الحالي متمنين بأن يقتدوا بحسنة ملص لإعادة الأموال التي سرقوها.
كانت حسنة ملص، حسب ما تقول القصة، في العقد الرابع والخامس والسادس من القرن الماضي تمتلك ملهاً ليلياً، يدر عليها الكثير من الأموال، مما جعلها تفتح حساباً لها في مصرف الرافدين، هذا المصرف في أحد الأيام حدث نقص في أمواله، بمقدار 300 دينار عند تدقيق الحساب اليومي، فإضطرت إدارة المصرف الى الإتصال بجميع العملاء المحترمين، إلاّ حسنة ملص. بعد إجراء الكثير من الإتصالات، على أمل إسترجاع المبلغ المفقود، أعتذر جميع العملاء من الإدارة، مؤكدين أنهم لم يستلموا ذلك المبلغ الكبير، فقرر مدير المصرف جمعه من قبل موظفي المصرف، و لن يسمح لأحدهم بالخروج ما لم يتم جمع المبلغ المفقود، فتم جمعه و إعادته الى الصندوق. و في صباح اليوم التالي، دخل الى المصرف إبن حسنة ملص و توجه إلى مدير المصرف قائلاً: أستاذ أمي تبعث لك سلامها، و أرسلت لك مبلغ 300 دينار، توهّم أمين الصندوق وأعطاه لها بالخطأ، تفضل خذه.
لقد فات على من يتخذ حسنة ملص قدوة بأنه وقع في مخالفة شرعية لقوله سبحانه و تعالى “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” (الأحزاب 21)، فالأولى أن نتخذ رسول اللّـــه الأعظم صلى اللّـــه عليه و آله و صحبه و سلم قدوة لنا، و ليس صاحبة ملهى ليلي، و خاصةً كان يسمى بالصادق الأمين و نحن ندعي بأننا مسلمون نتبعه و هو شفيعنا في الآخرة.
و كذلك فات على هؤلاء بأن من يسرق الأموال العامة فإنه يصرفها في ملهى حسنة ملص، فَبِئْسَ القصة التي يتداولونها و بِئْسَ القدوة التي يتخذونها!
ملاحظة: أُسْوة، إِسْوة: قُدوة، مِثال صالِح للتَّشَبُّه به.