تأملات في آيات مختارة من القرآن الكريم
الرزق: (لمن سعى وليس لمن دعى).
من أهم القضايا التي تشغل بال الإنسان هي قضية الرزق. الرزق هو المعيشة والموارد التي تساعد الإنسان على العيش وتلبية احتياجاته الأساسية. يعتقد الكثيرون أن الرزق يأتي من الله وأنه لا يعتمد على جهود الإنسان. لفهم هذه المقولة، يجب أن نفهم أن الرزق ليس مجرد مجموعة من الأموال أو الثروات المادية التي يمكن أن يكتسبها الإنسان. الرزق يشمل أيضا المعرفة، الصحة، الحب، والسعادة. وبالتالي، فإن الرزق يعتمد على المجهودات التي يقوم بها الإنسان لتحقيق هذه الرغبات والتوثيق في جمع هذه الموارد وتحسينها. وبالنظر إلى الجانب الديني، يعتقد الكثيرون أن الله يقسم الرزق بين البشر بحسب ما يستحقونه. الإنسان لا يمكنه أن يجلب الرزق بنفسه بتعبيرة أخرى، ليس بإمكان الإنسان أن يخطط لحدوث الأمور بالضبط كما يريد. بدلاً من ذلك، يجب على الإنسان أن يسعى لتحقيق أهدافه وأحلامه وأن يعمل بجد لاكتساب المهارات والمعرفة التي تعزز فرصه في الحصول على الرزق المطلوب. ومن وجهة نظر إدارة الأعمال، فإن الرزق يتوقف على قدرة الفرد على استغلال الفرص التجارية والابتكار والتكيف مع التغيرات في سوق العمل. الأشخاص الذين يسعون باستمرار لتحقيق النجاح والتفوق في حياتهم المهنية هم أولئك الذين غالباً ما يستفيدون من فرص الرزق الأكبر. فعلى سبيل المثال، إذا قام شخص بالتحسين المستمر لذاته ومهاراته وتوسيع شبكته الاجتماعية والمهنية، فإنه سيلحظ زيادة فرص العمل وتحقيق النجاح المالي. اما من الناحية النفسية، فإن الشخص الذي يعتقد أن الرزق يتوقف على جهوده الشخصية ومساعيه سيكون أكثر استعداداً للعمل بجد والتحمل من تحديات الحياة. يصبح لديه رؤية أوضح للأهداف التي يسعى لتحقيقها ويركز على المهام القادمة بدلاً من التوقعات السلبية أو الاشتكاكات المعينة. وبهذا الشكل، يتحول العبء النفسي إلى محفز لتطوير مهاراته وتنفيذ الأعمال. ويمكننا أن نستـنتـج أن الرزق يأتي لأولئك الذين يعملون بجد ويسعون باستمرار لتحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المنشودة. الرزق يعتمد على المعرفة والمهارات والاستعداد للاستثمار في الفرص والابتكار. ومع ذلك، لا يمكننا أن ننكر دور الله في تأمين الرزق، والتوجيه والمعونة التي يقدمها لمن يتعبون ويسعون لتحقيق الرزق الذي يستحقونه. ويمكننا القول أن الرزق لمن سعى وليس لمن دعى هي مقولة تحمل رسالة قيمة. فليكن هدفنا أن نكون من السعاة الذين يعملون بجد وإصرار لتحقيق النجاح واحتساب الأجر الذي يستحقونه. كما يعتبر الرزق أحد أهم الأمور التي يسعى الكثير من الناس للحصول عليها في حياتهم. ومن العبارة المعروفة “الرزق لمن سعى وليس لمن دعى”، يتضح أن الجهد والعمل الجاد هما المفتاح لتحقيق الرزق والازدهار. والحياة تعتبر مستقرة ومجهزة بالمسار الثابت للجميع، حيث توفر فرص التجربة والتقدم للجميع، ولكن من لديه النزعة للعمل الجاد والمواظبة على جهوده، سيكون بإمكانه تحقيق مكاسب أكبر في المستقبل. فالرزق لا يأتي دون جهود، فبذل المزيد من الجهد يزيد من فرص النجاح والتقدم. قد يختلف الرزق من شخصٍ لآخر بناءً على معايير مختلفة، ولكن العامل المشترك في حصول الجميع على الرزق هو السعي والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف. فعندما يحاول الإنسان بنفسه ليكون أكثر ابتكاراً وإنتاجيةً في مجاله، يزيد فرص تحقيق الرزق المادي والروحي. كما أن المجتهدون يتمتعون بروح المبادرة والجد والاجتهاد في سعيهم نحو الرزق. فعندما يكون الإنسان عازمًا على تحقيق هدفٍ محدد، فإنه ينخرط قلبه وعقله وروحه في سبيل تحقيق ذلك الهدف. يكون قادرًا على تحمل الصعاب والتغلب على التحديات، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية. ويعتبر الرزق أمرًا شاملاً يتضمن كل جوانب الحياة، سواءً كانت مادية أم روحية، بما في ذلك الصحة الجيدة والعمل المربح والعلاقات الاجتماعية الناجحة والسعادة العامة. إن الأشخاص الذين يسعون من أجل هذه الجوانب المختلفة في حياتهم هم الذين يتحقق لهم الرزق. لكن هل يعني ذلك أن الدعاء غير مهم لتحقيق الرزق؟ بالطبع لا. إذ لا يمكن نكران أهمية الدعاء والاعتماد على الله في تحقيق الرزق وكل الأمور في الحياة. الدعاء يساهم في تقوية العزيمة والأمل والثقة بأن الله سيمدنا برزقنا وينفذ لنا حاجاتنا. وباختصار، إن أهمية العمل والجهد الدؤوب في تحقيق الرزق لا يمكن إنكارها. فالرزق لمن سعى وبذل المجهود المطلوب لتحقيق أهدافه. ومع ذلك، لا ننسى دور الدعاء والاعتماد على الله في توجيه خطواتنا وتحقيق نجاحنا.
عرض النص المقتبس.