قال الشاعر : أدهى المصائب في الدنيا وأعظمها… عقل يرى الشيئ مقلوبا ومعكوسا ؟
لقد راسلني على بريدي ألآلكتروني بعض الذين يعانون من ضلالة الفكر والمعتقد ومنهم المدعو ” عمر الشاوي ” وفي أخر رسالة له يدعي أنه عرض رسالتي لهم فأجاب عنها المدعو ” حامد الدليمي ” وحامد الدليمي هذا الذي يبدو أنه غير ملم بكتابة اللغة العربية , ولكنه سولت له نفسه أن ينكر وجود المحبة في القرأن الكريم وأن القرأن الكريم لايحمل ألآ الكراهية لغير المسلمين ؟ ثم تمادى في غيه فقال : أن ألآرتداد عن ألآسلام شجاعة ؟ ثم كرر موقف المدعو ” عمر الشاوي ” الضال , والذي يدعو فيه الى رفع كل أيات القتل من القرأن الكريم حتى يتم أصلاح ألآسلام في زعمه الضال ؟ ويسترسل المدعو ” حامد الدليمي ” ليعلن عن فرحه بوجود جماعة لهم تجتمع في الكاظمية والنجف ألآشرف ؟ وحامد الدليمي كعمر الشاوي يعتبرون الفتح ألآسلامي أحتلالا ؟ ومن عجيب ما يفترونه عن ألآمام علي “ع” أنه مسيحي وأنه كان ضد رسول الله محمد “ص” ؟ ولهم في هذا كلام يقول الفلاسفة عن سخف صاحبه ” تراب في فيه ” ؟
ولآن هراء هؤلاء وما يفترون من شبهات ضالة قد تسبب للبعض ممن لم يطلعوا على كلام الله في القرأن الكريم , ولا سيما الكلام المتعلق بمحبة الناس , وعدم كراهية غير المسلمين , لذلك سأعرض لكلام الله تعالى عن المحبة والتي وردت بصورة مباشرة وغير مباشرة في القرأن الكريم , وذلك حرصا على سلامة المعتقد لعامة المسلمين , وحرصا على سلامة الفهم لعموم غير المسلمين ممن نشترك معهم في أصول وقواعد ألآيمان العام وهو ” التوحيد ” ففي يوم القيامة يكون عدد المصلين كما ورد عن رسول الله “ص” وألآئمة ألآطهار “ع” من أهل بيته , يكون عدد المصلين يوم القيامة “120” صفا , ” 80″ صفا منهم من المسلمين و” 40″ صفا من غير المسلمين وهم الموحدون لله عزوجل .
في المحبة المباشرة :
قال تعالى ” قل أن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” – أل عمران – 31-
” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ” – يونس – 59-
” قل أن كان أباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ” – التوبة – 24-
” والذين تبوءوالدار وألآيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ” – الحشر – 9-
” لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم ألآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم ألآيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها ألآنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألآ أن حزب الله هم المفلحون ” – المجادلة – 22-
” ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وأذا لقوكم قالوا أمنا وأذا خلوا عضوا عليكم ألآنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم أن الله عليم بذات الصدور ” – أل عمران – 119-
المحبة غير المباشرة في القرأن الكريم
” يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ” – يونس- 57- والموعظة لاتصدر ألآ من المحب , وشفاء الصدور هو من الله تعالى القادر على كل شيئ , كل ذلك من عناوين المحبة للناس كل الناس .
” يا أيها الناس كلوا مما في ألآرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين ” – البقرة – 168- والذي هيأ كل ألآرزاق للناس , أنما ذلك تعبيرا عن محبة الله لكل الخلق .
” يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء وأتقوا الله الذي تساءلون به وألآرحام أن الله كان عليكم رقيبا ” – النساء – 1- والنفس الواحدة قد جعل الله لها المودة والرحمة وهو تعبير عن المحبة وألآرحام تعبير عن صلة الرحم التي هي من وشائج المحبة بين الناس .
” يا بني أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من أيات الله لعلهم يذكرون ” – ألآعراف – 26- وأنزال اللباس دليل المحبة والحرص على أعراض الناس .
” يسئلونك عن ألآهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من أتقى وأتوا البيوت من أبوابها وأتقوا الله لعلكم تفلحون ” – البقرة – 189- والذي جعل ألآهلة مواقيت للناس , أنما هو تعبير عن الحرص على مصالح الناس , وهذا الحرص والتنظيم هو من مظاهر المحبة للناس من قبل الله عزوجل .
أكتفي بهذا القدر المختصر عن وجود المحبة في القرأن الكريم , وهي محبة للناس وكل المخلوقات , فالماء والهواء والشمس والقمر , والثمار بأنواعها كلها مما أنعم الله بها على الخلائق كافة , والمنعم على شيئ أنما هو محب لذلك الشيئ أنسانا كان أو حيوانا أو نباتا أو جمادا , ونظرية الحركة الجوهرية التي قال بها الفلاسفة المسلمون وفي مقدمتهم صاحب الحكمة المتعالية ” صدر الدين الشيرازي ” 1050 هجرية , هي نظرية تقول بوجود الحركة الجوهرية في كل الموجودات بما فيها الجماد الممثل بالحجارة والتراب والجبال , والقرأن الكريم من أثبت ذلك , قال تعالى ” لو أنزلنا هذا القرأن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ” وقال تعالى ” … وأن من الحجارة لما يتفجر منه ألآنهار وأن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وأن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ” – البقرة – 74-
أما ماورد في كلام هؤلاء من ضلالة فهو قولهم أن القرأن يحرض على كراهية غير المسلمين وهو أفتراء ينم عن جهل بكتاب الله وعن عقد نفسية مألها الى مزيد من التيه والضياع .
ألآعتراف بألآخر في القرأن الكريم
” أن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى والصايئين من ءامن بالله واليوم ألآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” – البقرة – 62-
وأما ما قيل بحق النصارى الذين يؤمنون بالله واليوم ألآخر وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات ” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله ءاناء الليل وهم يسجدون ” – أل عمران – 113-
ثم مدح الله النصارى في القرأن الكريم وهذا دليل على عدم وجود الكراهية لغير المسلمين كما يدعي أصحاب الضلالة الجديدة قال تعالى ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا , ولتجدن أقربهم مودة للذين ءامنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون ” – المائدة – 82-
أما هراء أصحاب الضلالة الجدد حول دعاوى القتل في القرأن الكريم , والقرأن الكريم فيه أيات كريمة عن القتال وليس عن القتل كما يدعون , في القرأن الكريم رفض وتحريم لقتل النفس البريئة , قال تعالى ” من أجل ذلك كتبنا على بني أسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادفي ألآرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم أن كثيرا منهم بعد ذلك في ألآرض لمسرفون ” – المائدة – 32- نعم القرأن دعا الى قتال المعتدين من الكفار والمشركين وطواغيت ألآرض , وأعتبر القتال في سبيل الله مشروعا لآنقاذ ألآنسانية من الجبابرة والطواغيت وعبدة ألآوثان الذين لايرون ألآ مصالحهم , قال تعالى ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لايحب المعتدين ” – البقرة – 190- فحتى القتال في سبيل الله مشروط بعدم ألآعتداء على الناس بحجة القتال , وهناك لمحة أنسانية رائعة يسجلها القرأن في هذا المجال حيث أمر الله رسوله الكريم أن يقبل أجارة حتى المشركين أذا أستجاروا برسول الله , قال تعالى ” وأن أحد من المشركين أستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لايعلمون ” – التوبة – 6- أكتفي بهذا القدر المختصر وهو لآجل القراء والمتابعين , وليس لآجل أصحاب الضلالة الجدد الذين بلغت بهم حماقاتهم التعرض بالكلام السيئ على رسول الله “ص” وبألصاق التهم بألآمام علي “ع” وأخيرا ألآرتداد عن ألآسلام ؟ وهؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به …. ألآ الحماقة أعيت من يداويها ؟