إستنكار ورفض وإدانة والبعض يخجل ويتردد , ويطالب المجتمع الدولي بأن يفعل كذا وكذا , ولا حياة لمن تنادي.
الوحوش تصول وتجول والضحايا تتوالى والجمع يتظاهر ويترقب , ويتشكى ويتظلم ولا حول ولاقوة عنده إلا التوسلات , والخنوع والتواري خلف جدران الويلات.
أمة دولها تعزز سلوك أعدائها وتشجعهم على المزيد من الصولات , والإنتهاكات السافرة لحقوق الحجر وليس البشر وحسب.
الأخ يتعاون مع عدوه على أخيه لكي يضمن الإستحواذ والبقاء في كرسي الجور والطغيان والتداعيات.
وتتوارد القصائد والخطابات الفارغة التي لا تجدي نفعا , ويحسبها الناس أقصى ما في الإمكان , من قدرة على المقاومة والتغني بالأمجاد الخائبات.
لماذا لا يقر الحكام بالحقيقة المريرة , بأن دولهم منزوعة السيادة ومصادرة الإرادة , وهم ينفذون وحسب , ومن لا ينفذ يكون مصيره مشؤوم , كما حصل لمن ما كنا نتصورهم يبلغون ما آلوا إليه من الذل والهوان والإمتهان , وتعاملوا معهم كأنهم شيئ مذموم.
المجتمعات مخترقة ممزقة , والثروات مقبوض عليها , والفقر هدف مهم , والحرمان من أبسط الحاجات وسيلة إلهائية , للحكم والنهب والسلب وتأمين مناهج الفساد والغنيمة النكراء , وأبواق المساوئ تلعلع في أروقة وسائل التواصل والإعلام , وآليات غسل الأدمغة وتبهيم البشر وتعطيل العقول في ذروة نشاطاتها.
فكيف تتغير الأحوال , والمجتمعات في غفلة ورعب , ولا قانون يحمي , ولا دولة ذات هيبة ومقام في البلاد؟
كلماتٌ من بديعِ العجزِ جاءتْ
دونَ فعلٍ وبقولٍ إستعانتْ
قالَ قالوا ثمّ قلنا وتبعنا
وانتهينا بديارٍ إستكانتْ
شاءتِ الأفكارُ إنّا مُبتغاها
فعَدونا خلفَ وهمٍ فتوارتْ