إنه الرحالة الكبير الذي يرحل تاركاً منزله ليجوب في كل الأماكن التي يريدها ليعيش فيها ويجول في الزمن والتاريخ ليعايش الأحداث كلها ويلتقي بالشخصيات المعروفة ويخاطبهم بكل هدوء ودون أي ازعاج ويكتب عنهم بكل رحابة صدر .
يختار في كل مرة احدهم ويعيش معه تلك الفترة بحذافيرها ، من مشاركة الناس العاديين يومياتهم والملوك والامراء وحتى قطّاع الطرق وينقلها للأخرين بكل حرفية وإتقان تراه يجوب في قاهرة المعز وتارة اخرى في ارض سيناء وتارة أخرى في الإسكندرية وصعيد مصر.
يضع يده على الجدران ويسلك الطرق السالكة والوعرة والمخيفة والصحراء وينحني ليأخذ حفنة من الرمال ويخترق أبواب السجون المخيفة ويلتقي بالحراس ويخاطبهم بكل لطف ويلتقي بالسجناء ويرافق القوافل ذهاباً وإياباً .
يرجع الى مكان اقامته ويكتب ما شاهده وما قرأه باسلوب شيق ومتزن وراقي ويجعل من يقرأ ما يسطر من حروف وكلمات وعبارات يعيش الأحداث ولا يريد ان يترك المكان ويتشوق للذهاب إلى تلك الأماكن بنفسه ليستمتع مرتين مرة عند قراءة ما كتبه الرحالة ومرة اخرى ليعيش الاجواء كما هي ويعيد شريط الذاكرة المكتوبة من قبل الرحالة نفسه .
كتب لنا عن الراهب هيبا وعن اوكتافيا الوثنية والأنباط وعمرو بن العاص وإبن سينا وقلعة فردقان التي سجن فيها وأخذنا في جولة مع ابن سينا والسجان الرؤوف وفترة حكم الفاطميين والحاكم بأمر الله وست المُلك وإبن الهيثم والشيخ الاسود .
كتب لنا الاحداث كما هي وهذه المرة على يد الرحالة نفسه دون تدخل الخلفاء والملوك والامراء وقادة الجيوش ورجال الدين .
انه الرحالة يوسف إبن زيدان