18 نوفمبر، 2024 8:45 ص
Search
Close this search box.

الرجوع الى المربع الاول

الرجوع الى المربع الاول

المتتبع لما يُنشر في (المواقع الالكترونية) من مقالات ، يُصاب أحياناً ، بصدمةٍ شديدة إزاء ما يجد فيها من مفارقات وعجائب.
لقد قرأت مؤخراً مقالة كتبتها سيدة عراقية ، عن أوضاع الساحة العراقية الراهنة .
وبعد ان صبّت جام غضبها على المسؤولين العراقيين ووصفتهم بأقسى وأبشع الصفات ، دعت الى :
” عدم انتخاب أيّ من الاسماء التي جلست في البرلمان والحكومة ، للدورة الحالية والسابقة لثبوت فشلهم في كل شيءٍ وبدون نقاش “
ان هذه الدعوة انطوت على كثير من التسرع والاجحاف ، حيث شملت الجميع وبلا اسثتناء – بوجوب الاستبعاد .
في حين أنّ هناك عناصر صالحة لم تلوث بأدران التقصيرات والتجاوزات وقبض العمولات …، لاينبغي ان يُنْسى دَوْرُها النظيف وموقعها الوطني الشريف …وجاءت مقالتها مليئةً بالأمثال ..!!
حين ذكرت الشرائط المطلوبة في من ينبغي انتخابهم :
من قبيل :
( ذكاء وحنكة كما كان نوري السعيد )
ولقد اختارت رجلاً كان في طليعة الأسباب التي دعت أحرار العراق للعمل من أجل انقاذ البلد من العهد الملكي ، الذي عوّل على نوري السعيد ، وجعله صاحب النفوذ الأكبر في رسم سياسات العراق الداخلية والخارجية ، وجعلها تجري وفقاً لمصالح الاستعمار ..!!
ومن قبيل :
{ خبرة ادارية ، وكفاءة عملية ومهنية، لاخبرة جهادية ….}
انها هنا أرادات النيل من أصحاب النضال المجيد ، ضد الدكتاتورية الظالمة البائدة ، حيث استهانت ب(الخبرة الجهادية) ، والتي هي وسام رفيع لابُدَّ ان يعتز به كل عراقي وطني شريف .
ان مقارعة الظلم والظالمين جهادٌ لابُدَّ ان نفتخر به ، ولانبخسه حقه.
لكن اطلاق الأوصاف المقدّسة جُزافاً على من لم تكن لهم مواقف جهادية حقيقية ، هو الخطأ الكبير الذي يجب الا نقع فيه …
والغريب أنها ذكرت في ختام المقالة المذكورة ، الحافلة بالعجائب والغرائب ، قائمة بأسماء من تجد فيهم الأهلية والكفاءة لتسنمأعباء المسؤولية في المرحلة القادمة، فاذا هي مشحونة بأسماء من دعت الى استبعادهم كليّاً في أول مقالتها ..!!
ان بعض الاسماء التي وجدتْ فيها الأهلية والكفاءة ، متهمة بأنها هي المسؤولة عن كل ألوان التردي الأمني والخدمي في البلاد..!!
وهكذا تريد السيدة كاتبة المقال ان ترجعنا الى المربع الأول .
ليس المهم ان تكتب مقالة وتسارع لإرسالها الى المواقع الالكترونية، وانما المهم ان تكتب المقالة التي تسهم وبشكل ايجابي
 فاعل – في تنفيس الاحتقان القائم ، وتشتمل على الاضاءات النافعة، وتتضمن المقترحات المفيدة للخروج من عنق الزجاجة ، بعيداً عن الارتجال والانفعال ، ومن دون قيل وقال ….!!!!
 
[email protected]

أحدث المقالات