22 ديسمبر، 2024 11:58 م

الرجم في الأسلام ( من يرجم من ! )

الرجم في الأسلام ( من يرجم من ! )

تمهيد :
الرجم ك ” تعريف ” ، هي عقوبة الرمي بالحجارة حتى الموت ، وهذه العقوبة شائعة في اليونان القديمة كما أنها موجودة في العديد من الديانات كاليهودية والأسلام .. / نقل من الويكيبيديا . أما ” معنى ” كلمة رجم ، فقد جاء في قاموس المعاني : أن معنى – ر ج م : الرَّجْمُ القتل وأصله الرمي بالحجارة ، و الرُّجْمَةُ كالعجمة واحدة الرُّجَم والرِّجَامِ وهي حجارة ضخام دون الرضام وربما جمعت على القبر ليسنم ، وقال عبد الله بن مغفل في وصيته لا تُرَجِّمُوا قبري أي لا تجعلوا عليه الرجم أراد بذلك تسوية قبره بالأرض وألا يكون مسنما مرتفعا ، كما قال الضحاك في وصيته ارسموا قبري رسما والمحدثون يقولون لا ترْجُمُوا قبري بالتخفيف ..

النص :
وبخصوص موضوعة الرجم وفق العقيدة الأسلامية .. سأطرح الأضاآت التالية / ومن يرغب بالتوسع هناك الكثير من المراجع يمكنه الرجوع أليها : 1 . أن الرجم / وفق النص القرأني ، نسخ لفظها وبقي حكمها ، لم تكن في سورة النور وإنما كانت في سورة الأحزاب كما عند ابن حبان في صحيحه من حديث أبي بن كعب ، قال : كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، وحكمها باق غير منسوخ كما ثبت عن عمر ، فقد أخرج ابن ماجه في سننه من حديث ابن عباس ، قال قال عمر بن الخطاب : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل ما أجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة من فرائض الله ألا وإن الرجم حق إذا أحصن الرجل وقامت البينة أو كان حمل أو اعتراف ، وقد قرأتها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة … قال الشيخ الالباني : صحيح ، وكذا أخرجه البيهقي في سننه بروايات وألفاظ مختلفة وقال : وفي هذا دلالة على أن آية الرجم حكمها ثابت وتلاوتها منسوخة وهذا مما لا أعلم فيه خلافا . / نقل بأختصار من موقع مركز الفتوى .
* من النص السابق يتبين أن أية الرجم ” نسخ لفظها وبقى حكمها ” ، ويتبين أيضا من الرواية ، أن عمر بن الخطاب كان من أكثر المتحمسين والمتشددين بفرضها ! .
2 . روى البخاري (6830) ومسلم (1691) عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب صعد المنبر فخطب الجمعة ، وكان مما قال : ( إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا ، وَعَقَلْنَاهَا ، وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوْ الِاعْتِرَافُ ) . زاد أبو داود (4418) : ( وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود . / نقل بأختصار من موقع الأسلام سؤال وجواب وموقع مركز الفتوى .
* في هذا النص يؤكد عمر بن الخطاب ، أن الرسول قد رجم وهم من بعده قد رجموا / أي الصحابة ، ويؤكد عمر أيضا ، أن الرجم ، منصوصا عليها في القرأن ، وهي فريضة ألهية ! .
3 . ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك من تعارض بين آية النور : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي …… { النور: 1 } إلى آخر الآية ، وآية الرجم ( الشيخ والشيخة … إلخ ) ، فهذه في حق الثيب المحصن فحكمه الرجم بالحجارة حتى الموت ، وآية النور في حق البكر فحكمه الجلد مائة جلدة مع التغريب كما في الحديث على خلاف في ذلك ، قال القرطبي : وهذه الآية ناسخة لآية الحبس وآية الأذى اللتين في ( سورة النساء ) .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب .
* الغريب بالأمر أنه في هذه النصوص هناك قياسات مختلفة للقصاص ، فأما الثيب / حكمها الرجم حتى الموت ، وأما البكر / حكمها الجلد ، علما أن الواقعتين هي ” زنى ” ! ، والتساؤل هل لله عقوبات مختلفة لذات الفعل .

القراءة :
أولا – من الموروث الأسلامي ، ومن ما طرح في أعلاه ، يتبين أن ( الرجم قد نسخ لفظها وبقى حكمها ) ، وهنا ندخل في أشكالية وهي : هل الله يغيير في أقواله ! وكيف لله ذلك والقرأن موجود منذ الأزل ، وفق الايات التالية :
(بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ ) ( البروج 21-22) ، ( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ، وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) ( الزخرف 3-4 ) ، ( إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون ) ( الواقعة 77 – 78 ) .. وروى البخاري في صحيحه ” من حديث عمران بن حصين -الطويل- وفيه عن محمد بن عبدالله :« كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السماوات والأرض » ، قال الحافظ ابن حجر ان المراد بالذكر هنا : هو اللوح المحفوظ .. ” … فكيف أن يغيير الله فيما كتب وما أقر وما أمر من فرائض وأحكام !! . وكيف أن يستقيم الامر بفريضة نسخ لفظها وبقى حكمها ! ، فأما أن يبقى لفظها وحكمها ، أو أن ينسخ اللفظ والحكم معا ، وذلك من أجل وضوح التطبيق .

ثانيا – نلاحظ أيضا فيما ورد في أعلاه ، أن عمر بن الخطاب يبين بخصوص ” الرجم ” ، التالي ، نقلا عن أبو داود (4418) : ( وَايْمُ اللَّهِ ، لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ : زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، لَكَتَبْتُهَا ) ، وهنا نتساءل هل القران كان في اللوح المحفوظ كما ذكرت في الفقرة أولا ، أم أن القرأن يتقبل أضافات وتعديلات الأخرين ، كعمر مثلا !! ، وأذا كان كذلك / أي يقبل الأضافات ، أذن هو كتاب أرضي يخضع للظروف الزمانية والمكانية ، وفق التغيرات المجتمعية والحياتية ! .

ثالثا – ليس كل فرق المسلمين متفقة على موضوعة الرجم ، فللشيعة رأي أخر ، لأنهم يقرون بأن أية الرجم محرفة ، ففي موقع / الشيعة العالمية ، يبينون التالي : أن كلمة الرجم قد جاءت بألفاظ عدّة وهي ( إذا زنيا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم . الشيخ والشيخة فارجموهما البتة بـما قضيا من اللذة . إن الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ) ، ويقولون : وإن كانت آية الكرسي سيدّة آي القرآن فإن آية الرجم سيدة آي التحريف حيث أخرجها البخاري في صحيحه في أكثر من موضع عن ابن الخطاب وقد ألـح عليها هذا في أكثر من موقف ومقام وأراد دمجها في المصحف الذي حاولوا إنجازه ليكون للمسلمين ملجأ – زعموا – ومصحفا رسميا للدولة في زمن أبي بكر ولكنهم فشلوا ، وحيث كان ابن الخطاب وحده لم يستطع دسها في القرآن ) ، ثم يضيف الموقع : ( ونذّكر هنا بما أخرجه ابن اشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد… وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده ، ويا ليت محاولته اقتصرت على دسها في المصحف بل ظلت هذه الفكرة تراوده بين الحين والآخر ويتلهف لفشله في تنفيذ مخططه ، حتى قام خطيبا كاشفا عما يستره في صدره منذ أول زمن أبي بكر وزاد على ذلك أنه يريد الآن إلحاقها في القرآن ولكنه يخاف من أن يقول الناس إن ابن الخطاب زاد في كتاب الله عز وجل ! ، وهذا قول عمر : ( لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي ) ، فهو لم يكن يخاف من رب الناس في دسها في كتاب الله ، لأنه يرى أن تلك الآية من القرآن وإلحاقها فيه أمر مطلوب ) ..
في هذه النقطة ، نرى أن الشيعة تشدد على دور عمر في تثبيت حكم الرجم ! ، وبذات الوقت تؤكد الشيعة على أن أية الرجم محرفة ! .
رابعا – بخصوص النص التالي ( الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ نَكَالًا مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ، أرى أنه هناك أشكالية في بنية هذا النص ، وهي : لما ورد هذا النص بهذا التوصيف العمري للزناة ! ، وهل هذا يفضي الى أن الرجال والنساء والشباب والشابات والأحداث غير مشمولين بهذا الحكم ! ، ولماذا جاء بهذه الصيغة ولم يأتي عاما مطلقا ! .

خاتمة
1 . هناك فلسفة توحش في الكثير من نصوص الموروث الأسلامي ، فعندما يقول عمر بن الخطاب : ” رجم رسول الله ورجمنا بعده ” ، هذا دليل على فلسفة دموية في العقاب ، لا يتخللها أي فسحة من السماح أو الغفران أو التوبة ، وكيف لرسول أن يرجم وهو قدوة لقومه ! ، وهذا الأمر يجرنا الى عرض فلسفة مناقضة أخرى للمسيح في ذات الحدث ، وهي متضاددة للأولى نصا وبنية ومفهوما ، ففي أنجيل يوحنا / أصحاح 8 : ( 1 أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون ، 2 ثم حضر أيضا إلى الهيكل في الصبح ، وجاء إليه جميع الشعب فجلس يعلمهم ، 3 وقدم إليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا . ولما أقاموها في الوسط ، 4 قالوا له : يا معلم ، هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل ، 5 وموسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم . فماذا تقول أنت ، 6 قالوا هذا ليجربوه ، لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه . وأما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض ، 7 ولما استمروا يسألونه ، انتصب وقال لهم : من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر ) .. أني أرى أن الأية 7 تؤشر الى فلسفة غفران من جهة والى تساؤل حياتي وأجتماعي ودنيوي من جهة أخرى ، فمن من البشر من لم يرتكب الخطيئة ! ، فالكل خطاة ، فهل نرجم البشرية جمعاء . 2 . وأرى أن أفضل ما أختم مقالي به هو التالي : من يجب أن يرجم .. الخطاة ! ، أم نصوص ملؤها الدم والتوحش والقتل والكراهية والتكفير والسبي .. !! هذه النصوص هي التي قادت الى فلسفة حياة أحادية مغلقة منعزلة عن الأنسانية ! . وولد من رحمها العشرات من المنظمات الأرهابية الأسلامية ، بدءا من القاعدة وأنتهاءا بداعش ..