ـ لم يسجل تاريخ العراق الجمهوري.. والعراق الديمقراطي الحالي إن “الرجل المناسب أخذ موقعه المناسب”.. وأدناه محطات مرت بحياتي:
ـ الزميل قيس جمال الدين المتفوق الثالث.. وأنا المتفوق الرابع.. على كليتنا “العلوم السياسية”.. وجميع المتفوقين من الكليات الأخرى.. لم نعين في وزارة الخارجية العام 1970.. في حين عين الطلبة الفاشلون.
ـ حزمً قيس حقائبه إلى فرنسا.. عاد الى العراق.. وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية.. وقدم ثانية للتعين في وزارة الخارجية.. فوجئ إن من يقابله ويختبره كان أفشل الطلبة معنا.. وأقسم قيس ليً انه لم يجري له أي اختبار.. بل سلمً عليه ذلك الشخص ببرود.. وانتهت المقابلة والاختبار الوهمي بالفشل.
ـ أخيراً عينً تدريسياً في جامعة بغداد.. ولم يستطع قيس رغم المحاولات العديدة الانتقال إلى وزارة الخارجية.. بالرغم من انه يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من فرنسا.. ويتقن ثلاث لغات أجنبية حية.
ـ العام 1980 استضافني معهد التطوير الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية لإلقاء محاضرات في دورة الكوادر الدبلوماسية.. فوجئتُ إن احد هذه الكوادر كان من الطلبة الفاشلين معنا في العلوم السياسية.. وعين بدل احد المتفوقين الذين رُفضً تعينهم كما أشرت أعلاه.. وينتظر أن ينهي هذه الدورة ليتم ترفيعه لسكرتير أول.. لكنه رسبً في الدورة.. ولم يكن يصلح ليس دبلوماسياً.. بل ولا يصلح حتى موظفاً في وزارة الخارجية.
ـ وزير الثقافة والإعلام في أوائل الثمانينيات كان يردد دائماً في اجتماعاته مع المسؤولين انه أصبح وزيراً للثقافة والإعلام وهو لا يعرف من الثقافة والإعلام سوى (ألاريل) المنصوب فوق بناية الإذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية……. (يا للمهزلة).
ـ شخص أعرفه جيداً.. لا يعرف من السياسة حتى أحاديث (القائد).. رجاني بإلحاح مساعدته في كتابة تقرير عن حركة عدم الانحياز باعتباري كنتُ مديراً لعدم الانحياز.. وأمام الحاهه أشرتُ له على فقرات من بعض المصادر.. وسجلتُ له بعض الملاحظات ليستعين بها عند كتابته تقريره.. لكنه نقل نص الفقرات فقط.. ولم يأخذ بملاحظاتي.. فكان تقريره مشوهاً.. المهزلة انه كُرمً على تقريره هذا بساعة فيها صورة صدام.. وتمً ترقيته الى مدير عام.. وبعد أشهر عين وزيراً لوزارة مهمة.. كزميله الأول الذي لا يعرف من وزارته سوى (ألاريل).
ـ حزبي عضو فرقة.. كان طالباً فاشلاً معنا.. عين دبلوماسياً في وزارة الخارجية.. أخذ يلح عليً لكتابة بحث له لترفيعه الى درجة سفير مستغلاً موقعه الحزبي.. رفضتُ رفضاً قاطعاً.
ـ يبدو انه استطاع الضغط على غيري وحصل على مرامه.. كان فاشلاً بعمله الدبلوماسي.. لكنه كان ناجحاً بامتياز في تجارة العملة في السوق السوداء.. وأخذ الرشوة من المراجعين للسفارة.. والكومشن من الشركات التي تتعاقد مع العراق لمشاريع.
ـ هذا الحزبي عندما عاد للعراق.. ظل يكتب عليً التقارير لحزبه.. وكل مدة يجري التحقيق معي عن أمورٍ وهمية.. وأخيراً تم معاقبتي وإنهاء خدماتي من مركز التوثيق الإعلامي لأني غير حزبي كما ورد في تقريره.
ـ ألعام 1983 شعرتُ أنا بغبن كبير واقع عليً.. فقدمتُ طلباً لنقلي إلى أية دائرة أو أية وزارة كانت.. قابلني الوزير ليقول ليً: أنت أذكى موظف في الوزارة.. وتعادل عشرين مديراً عاماً.. بل أنت أفضل من وكلاء الوزارة.. لكنك غير محظوظ !!.
ـ بربكم هذا كلام مقبول ؟؟.. طلعت المناصب توزع بالحظوظ.. وليست على أساس الكفاءة والخبرة والنجاح.. وبقيت الحال على ما كانت عليه.. ولم تمضي سنة ليحيلني نفس الوزير على التقاعد.. وكنتُ في عنفوان نضجي الفكري.. والجسدي.. والصحي.. وإنتاجي العلمي والعملي.. وكان عمري 43 سنة.. ولم تكن ليً سوى 17 سنة خدمة.
ـ بعد العام 2003 لم أعاد الى الوظيفة.. وفي العام 2009 كنت مستشاراً في إحدى المؤسسات الحكومية.. قال ليً أحد المسؤولين المهنيين الكبار: (دكتور.. أنت عالم.. وخبرة مهنية.. وقيادية نادرة.. لكن الزمان غير زمانكً).. قلتُ له: (هذا الزمان غيرُ زماني.. وزمن البعث غير زماني.. فمتى أجد زماني؟).. نظرً إليً بألم.. وأخفض رأسهُ.
ـ لم تمض أشهر حتى أقيل هذا المسؤول من منصبه.. فردً عليهم بشكل علمي وموضوعي.. فأحالوه الى القضاء ليس بدعوى واحدة.. بل بثلاثة عشر دعاوى كيدية.. فلم يجد خياراً سوى مغادرة بغداد.. وتم إنهاء عقدي أيضاً.. ومن وقتها أنا بلا عمل ولا أحد يصدق.. ولا احد يستفاد من كفاءتي وخبرتي.
ـ منذ العام 2003 حتى ألان هناك مئات المستشارين.. جيوش من المدراء العامين.. والسفراء.. والصف الأول من الدبلوماسيين.. ورؤساء دوائر وأقسام.. غالبيتهم لا يفقهون شيئاً.
ـ وهناك مئات من أعضاء مجالس المحافظات.. شهاداتهم مزورة .. وجاء لهم الفرج بقانون العفو العام.. حيث يشملهم العفو ويبقون في وظائفهم وبشهاداتهم المزورة.
ـ عاش العراق.. بلد المستشارين.. والشهادات المزورة.. والمزورين.
ـ الأنكى من ذلك هناك وزراء قضوا أربع سنوات أو أكثر في وزاراتهم.. لا يعرفون حتى الآن ماذا تعمل وزاراتهم.. ومازال هؤلاء جميعاً لم يتعلموا ألف باء أعمالهم.
ـ وزير تخطيط .. لم يدرس التخطيط.. ولا الاقتصاد.. وليس لدية أية خبرة في التخطيط أو الاقتصاد أو الإحصاء.. يعين وزيراً للتخطيط.. لهذا نحن دولة بلا تخطيط.
ـ وزير خارجيتنا حتى انه لا يعرف ألف باء العلاقات الدولية.. ولا بمقومات السياسة الخارجية.. ولم يدرس حتى الجيبولتكس.. ولا تاريخ الأمم.. ولا القانون الدولي.. ولا يعرف حتى ألف باء الإتكيت والسلوك الدبلوماسي.
ـ وزير عدل.. خريج هندسة .. ولا يعرف ألف باء القانون.. ولا حتى العدل.
ـ وزراء الكهرباء منذ العام 2003 حتى اليوم جميعهم تكنوقراط.. ولهم خبرة.. لكنهم فشلوا بامتياز من توفير حتى 50% من حاجة العراق للطاقة الكهربائية.. بضمنها شراء الكهرباء من الباخرة التركية في مياه الخليج.. وتيار كهربائي من إيران.. ونشتري الكهرباء من إقليم كردستان الى كركوك.. ونشتري الكهرباء من اربيل الى الموصل…. فهؤلاء الوزراء لا يصلحون لقيادة وزارة.. فالرجل المناسب في المكان المناسب.. يتطلب كذلك النزاهة والوطنية.. بعيداً عن المحاصصة والطائفية.
ـ وزراء المالية.. لم يكونوا جميعاً خريجي المالية.. أو اقتصاد.. أو المحاسبة.. وليس لهم خبرة بالأمور المالية أو التجارية.. لهذا نحن بلا موازنات حقيقية.
ـ وأخيرا جلبوا لنا وزير مالية يقولون عنه: (لم يخلق مثله.. فعلا لم يخلق مثله وزير مالية في العالم.. انه:
علي علاوي.. وزير المالية الحالي.. مهمته: افلاس العراق:
ـ ولد علي عبد الامير علاوي العام 1947 في مدينة بغداد.. خالهُ أحمد الجلبي.. رئيس المؤتمر الوطني العراقي.. وعلاوي متجنس بالجنسية البريطانية.
ـ بكالوريوس هندسة مدنية في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا العام 1968.
ـ ماجستير في مجال الاقتصاد والتمويل الدولي جامعة هارڤرد.. الولايات المتحدة / 1971.
ـ انخرط في برنامج الكفاءات الشابة في البنك الدولي.
ـ تحول فجأة من المجال الأكاديمي والعمل في دنيا الاقتصاد.. إلى عمق العمل السياسي.
ـ كان أحد كتاب بيان شيعة العراق العام 2002 الداعي لإسقاط صدام حسين.
المناصب التي تقلدها في العراق:
ـ علي عبد الأمير علاوي وهو وزير التجارة في حكومة بريمر 2003 ـ 2004.
ـ وزير الدفاع .. في حكومة أياد علاوي المؤقتة 2004.
ـ نائباً في الجمعية الوطنية 2005.
ـ وزير المالية في الحكومة الانتقالية 2005 ـ 2006.
ـ وزير مالية في حكومة مصطفى الكاظمي الحالية:
انجازاته العظمى في العراق:
ـ اول من قلص البطاقة التموينية.. عندما كان وزير للتجارة في سلطة الائتلاف المؤقتة المشرفة على العراق.
ـ قلصها الى 4 فقرات فقط.
ـ وكان يطالب بإلغائها نهائيا.. لولا تدخل البعض وقتها.
الدعوة لتقسيم العراق:
ـ هو اول شخصية عراقية.. دعا لتقسيم العراق:
ـ ففي كانون الثاني / يناير العام 2007 كتب مقالة في مقالة في جريدة إندپندنت البريطانية.. دعا إلى تقسيم وتفكيك العراق إلى اتحاد كونفدرالي فضفاض.
البطاقة التموينية .. ورواتب الموظفين:
ـ اليوم الغى البطاقة التموينية كاملا فعلياً.. وبلا تردد حال تمكنه.. فلا حصة تموينية!! سوى مادة او مادتين كل 3 ـ 4 شهور!!
ـ تلاعب برواتب الموظفين.. بشكل فظ .. ولم يدفع رواتب الشهور الاربعة الاخيرة الا بشق الانفس.. وقروض من المصارف الاهلية العراقية!!
ـ في حين كان يدفع كل شهر رواتب موظفي اقليم كردستان دون توقف.. من دون تدقيق.. وهي مضاعفة عن الرواتب التي كانت تدفع في عهد حيدر العبادي!!
ـ ليس هذا فحسب بل تلاعب برواتب الموظفين بشكل فج.
ـ اخر اعماله العظيمة لمعالجة الازمة المالية التي خلقها هو وليس جانحة كورونا كما يدعي.. بتخفيضه الدينار العراقي ورفع سعر الدولار من 1200 الى 1450 ..
ـ فوزير مالية حكومة الكاظمي الوحيد في العالم لم يدعم المواطن في ازمة كورونا.. لم يمنحه اية معونات.. وخفض رواتبهم.. وخفض سعر الدينار العراقي.
ـ انها سياسة تجويع شعب كامل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ المصيبة مازلنا نؤكد حتى الآن على مبدأ: (الرجل المناسب في المكان المناسب).