23 ديسمبر، 2024 12:32 ص

الرجل الغائب الحاضر

الرجل الغائب الحاضر

على مر العصور ظهر أشخاص خَلدهم التاريخ، منهم من قِيل، ومازال يقال عنهم أنهم عظماء لما حملوه من رسالة هَزت العالم، أو لشيءٍ قد اكتشفوه أو اخترعوه، أو لإبداع ترك بصمته على حياة البشرِية، وفي بعض الأحيان يقال عنهم أنهم عظماء لحرب قد فازوا بها، أو لأرض قد فتحوها.
يعد مهاتما غاندي أبو حركة الحرية في الهند، وقد اعتمد غاندي على اتباع الطرق البعيدة عن العنف لمحاربة الظلم، وقد أطلقَ على طريقته هذه اسم ساتيجارا Satyagraha، وأمضى غاندي عشرين عاماً في جنوب أفريقيا وهو يحارب العنصرية، وثم أمضى ما تبقى من حياته في محاربة حكم بريطانيا للهند، وكما كان يحاول تحسين حياة الفقراء فيها.
نتوقف عند شخصية عراقية نشأت وترعرعةفي احضان العلم والعلماء مدينة العلم في النجف الاشرف،حتى هاجر من جور وملاحقة نظام جائر، تسلط على رقاب شعب بقوة البطش والحديد، لتضطره الظروف القاسية ان يعيش حقبةمن الزمن بعيدآ عن وطن الام ويجاهد من اجل تحرير شعب يعاني الظلم والجور لسنوات في خوض الحروب لأشغال الشعب عن كرسيه،حتى جاء اليوم الموعود لأسقاط النظام والعودة الى مدينة العلم ليكمل جهاده الذي لن ينضب في الدفاع عن المظلومين، هو العلامة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس)
ألنجل الأصغر لمرجع الطائفة السيد محس الحكيم، والذي ولد عام 1950، قد اقترب من السياسة منذ نعومة أظفاره،
كانت أحداث ما بعد اسقاط صدام عام 2003 واعدة بمستقبل جديد، وكانت حركة السيد عبد العزيز الحكيم حركة مهمة ورصينة، في رسم السياسة الجديدة لإدارة البلد والمحافظة على حقوق الأغلبية، وقد كان دورها أكثر ترسيخا حينما تسلم مهام قيادة المجلس الأعلى، بعد استشهاد أخيه محمد باقر الحكيم في تفجير إرهابي في النجف الأشرف صيف عام 2003.
مارس السيد عبد العزيز الحكيم دوره السياسي محافظا على ثباته العقائدي والوطني، ولم تغره المصالح الشخصية، والمطامع الفردية، والحسابات الفئوية، فقد كان يشعر بمعاناة المظلومين من الأغلبية، ويحمل همومهم، وكان وطنيا يحمل العراق في قلبه، لذا أسهم في لملمة البيت الشيعي، وتأسيس الائتلاف العراقي الموحد، وتنازل عن كثير من الاستحقاقات لأجل أن لا تنفصم عرى هذا الاختلاف، وكان جسرا تلتقي عنده جميع مكونات الشعب العراقي، فلم يتعامل بطائفية مع أحد، وكان واضحا ولم يك مواربا بموقف ظاهري في العلن، وموقف مغاير في الخفاء.
عبد العزيز الحكيم ؛ تنازل كثيرا للعراق ومن اجل شعبه؛ فحمل الهم العراقي رغم قسوة الايام وصعوبة الطريق ؛ رسم الخرائط بدقة عالية من انتخابات ودستور ؛ وقف عائقا كبيرا اما م الارادة الامريكية؛ ورسم معالم الدولة العراقية الفتية؛ فكان قائد من الطراز الاول؛ سيتذكره العراقيون كلما قست معهم الايام فقد كان الحل عندما تكون هنالك، معضلة، انه فارس ترجل صعودا، فكان قائدا لمرحلة قد ذخره لها القدر..