لا يختلف اثنان، إن غالبية بيوت العلم، تنتج علماء ومفكرين، مفعمين بالثقافة والعلوم المتنوعة، خصوصا لو كانت إسلامية، لما فيها من غذاء عقلي وروحي، يكسبه الفرد عند طلب هذا النوع من العلوم.أسرة آل الحكيم، هي اكبر من أن تصفها الكلمات، وأسمى من أن تحصي تضحياتها أرقام، بدأت أسرة الحكيم مع بداية تسنم زعامة الطائفة الشيعية للسيد محسن الحكيم (قدس) صعوبة الظروف التي كانت تمر بها آنذاك، من تسلط الشيوعيين على الحكومة، ومحاربة الإسلام بكل قوة، تصدت لهم المرجعية الدينية العليا بكل جرأة وحزم، متحديتا السلطات القمعية البعثية.قدمت هذه الأسرة مئات الشهداء من أبناءها في سبيل الوطن والمذهب، وعلى هذا الطريق يسيرون بفخر واعتزاز، علماء وأساتذة وطلاب تجري دمائهم في سبيل الوطن دون انقطاع، ينتهلون من نبع الحسين (عليه السلام) كل عزا وعطاء.
اليوم تمر علينا ذكرى رحيل مؤسس الطاولة المستديرة في العراق، ورجل العلاقات السياسية الناجحة، تشهد له الساحة السياسية العراقية، بحنكته السياسية في تقريب وجهات النظر والبحث عن حلول والنقاط المشتركة، كما وأكد المراقبون ، انه كان السبب الرئيسي لجلوس الإيرانيون والأمريكان إلى طاولة الحوار.كان محط ثقة المرجعية الرشيدة، وعينها السياسية، التي تطلع من خلالها على مجريات العمل السياسي في البلاد، أصبح رئيسا للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بعد استشهاد أخيه السيد محمد باقر الحكيم(قدس)، كانت من أصعب الأوقات التي مر بها العراق، تحت وطأة الاحتلال الأمريكي،
والمصالح الإقليمية والتدخلات الخارجية، استطاع ومن خلال رؤيته الصائبة وسياسته المعتدلة، أن يسير بالوطن إلى مرحلة جديدة، كان حقا عزيز العراق، أستعجل الرحيل؛ ليلحق بركب جده الحسين (عليه السلام) وينضم إلى سرب رجال الحكيم الأوفياء، وهو يحمل تاريخ مشرف من العطاء الجهادي، ضد النظام البعثي المقبور، وصفحة مشرقة من العمل السياسي المتزن والرؤية المعتدلة، ليكون النواة لمشروع بناء بلد ووطن حر.السيد عبد العزيز الحكيم(قدس) الرجل الثاني في المجلس الأعلى الإسلامي، أرسى قواعد الوسطية في العمل السياسي، وبنا ثقافة الاعتدال، ورسم سياسة حفظ التوازنات، وحق تقرير المصير، كان أول من طالب بأقاليم تحفظ حجم المكونات العراقية، وتضمن حقها تحت قيادة حكومة مركزية، التي باتت جميع اليوم تنادي بها.من خواص الذهب انه يحافظ على معدنه مهما طال الزمن، لن تؤثر عليه العوامل الخارجية، فالسلسة آل الحكيم الذهبية، تلك الخواص الجهادية والعلمية، التي لن يغيرها الوقت، وهي تحافظ على ارثها الأصيل، بقيادة شبلها السيد عمار الحكيم، ليكمل طريق أبائه وأجداده في تشييد الوطن، وإرساء قواعد المشروع الأمل لبناء الدولة العصرية العادلة.. في خطوات سياسية جريئة، وذكية أسست لثقافة جديدة تدعوا شباب الوطن لقيادة الوطن.فسلام على الإباء والأجداد، والأبناء والأحفاد، شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، سائرون في طريق الشهادة، والعزة والكرامة، لن يثني عزمنا، قول شرار الخلق وفسّاق القوم، ومهما ازدادوا تشويها وتظليلا بقياداتنا، ازددنا يقينا وحبا بهم.