23 ديسمبر، 2024 4:57 م

الرجل الأخطر في العراق وعلى العراق !

الرجل الأخطر في العراق وعلى العراق !

رضينا به راعيا للكل … وحاميا للدويستير ( مصغر دستور ) وللعملية الديموقراطية الجديدة المتعثرة … وقلنا أن وسطيته ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع قد يجعل منه عنصر بناء وتصحيح لأخطاء تلك العملية والتي وضعها بقصد او بدونه الأحتلال الأمريكي … لكن ضعفه ووهنه أمام بعض ( الجوارين ) قد جعل أدمغتنا تلف وتدور في مكانها لكي نعيد النظر في رسم صورة هذا الرجل الذي يتسيد منصبا خطيرا بل الأكثر خطورة في العراق ( الجديد )
 
فمنذ زيارته المعروفة ( للجارة ) ايران قبل سنتين أو اكثر قليلا وتزامن تلك الزيارة مع القصف الأيراني المدفعي على مناطق اقليم كردستان في حاج عمران وغيرها بالرغم من وجوده في نفس الوقت ضيفا على الحكومة الأيرانية ، أيقن الجميع أن الرجل من الضعف بمكان أنه لا يمكن له أن يضع حدا وفق مبدأ سيادة الدول لتلك التجاوزات وأن دوره الخارجي قد يكون مرسوما وفق خطوط لا يمكن له أن يتجاوزها
 
ثم تلى ذلك تقلبه في موضوع استجواب رئيس الحكومة وسحب الثقة وتفريغ المبادرة من معناها وغاياتها الأصلاحية بالرغم من أنه كان من ضمن المبادرين الأوائل لأقتراحها … الأمر الذي جعل اكثرية المراقبين تعيد الحساب أيضا في وسطيته المفترضة ويقينها بأن الرجل مازال يستجيب وبرحابة صدر لكل الضغوط الصادرة من الشرق أو من الغرب
 
الأمر الأخطر هو محاولته الأخيرة التي تلت مشروعه الخطير في اعادة ترسيم حدود المحافظات وكأن البلاد ليس فيها مشاكل لكي يزيد الطين بلة … نقول الأمر الأخطر هو الأصرار على اضعاف البرلمان الضعيف أصلا وتأكيده على أن السلطة ( التشريعية ) وأؤكد ( التشريعية ) ليس لها حق في تشريع القوانين وانما على السلطة ( التنفيذية ) اقتراحها ومن ثم على التشريعية الموافقة عليها كتحصيل حاصل … أي منطق هذا … وأي دور كنا نأمله من هذا الراعي المنصف الحيادي للجميع … ومن مصلحة من ولمن يجري اضعاف البرلمان أكثر مما هو ضعيف ومنقسم
 
ما زلنا نأمل في هذا الرجل خيرا لكي يصحح المسار ويحمي بقايا من دستور قد تكون فيها مخارج مقبولة لأضطرابات العمل السياسي المشوّه في العراق … وقد نكون متفائلين أكثر عندما نعتقد أن الرئيس مام جلال سيضع النقاط على الحروف بسبب كبر سنه وخبرته وحنكته السياسية وأوجاع كبر السن لكي تكون مسك الختام لعمله السياسي ولكي يذكر بالخير أو ببعض الخير من العراقيين الذين ينتظرون كلمته بفارغ الصبر لكي يخرجهم من مأسات الفقر وضيق الحال وتخليصهم من الفساد المستشري في وطنهم ومن الأنفراد والتسلط في السلطة ووضع حد لتدخلات الغير