23 ديسمبر، 2024 7:14 م

الربيع العربي والخريف العراقي

الربيع العربي والخريف العراقي

ان فصول السنة الاربعة واطوارها المختلفة ترسم لنا لوحة عن تركيب حياة الانسان المعقدة وتلونها بالوان التجارب التي قد تكون بيضاء كثلج الشتاء او خضراء كحشائش الربيع او حمراء كلهيب الصيف او صفراء كاوراق الخريف وهذه التجارب الملونة هي التي توضح لنا معالم مسيرة الانسان الذي هو نواة الشعب ،
فالشعب كالسنة وفصولها المختلفة فكل مرة تراه في حال مختلف حسب ما تمليه عليه ارادة الله والظروف الطبيعية المحيطة به ،
فمثلا بعد سبات الشتاء الطويل الذي اثلج اعصاب العرب في العقود الماضية نجد اليوم قد انتقل الى فصل جديد تملئه النظارة الخضراء في ربيعه العربي الجديد والذي جاء متاخراً بعض الشيء فقد سبقته حرارة صيف الفقر والعوز التي اشعلت فيه لهيب الثورة ،
المهم انه استفاد من تلك الطاقة العظيمة الموجودة في اشعة شمس الحرية فاقتاتَ على عملية (البناء الضوئي ) بعد ان قطع عليه فلاحوا الحكومة ماء الكرامة ،
فالشعوب العربية اليوم مع كل الظروف الطارئة والعصيبة التي تمر بها بلدانهم فهي تعيش ربيعها الاخضر والذي تاثر كثيراً بالضوء الاخضر الصادر من مصابيح المنظمات العالمية كالامم المتحدة وحقوق الانسان وغيرها بل وحتى الدول الكبرى ذات السياسة الاستعمارية السوداء !!!! فهي ايضا قد اعطت ضوئها الاخضر للشعوب العربية في الثورة ضد الدكتاتوريات المتسلطة عليها منذ عقود ،
ولكن ( وهنا تكمن العبرات ) هل ان هذا الضوء قد شمل كل الشعوب العربية وعلى حد سواء ام انه كان خافتاً في بعض البلاد بل منعدماً ؟!!
في الواقع ان هذا المصباح الاخضر لم يكن يعمل في العراق وقد يكون السبب هو انقطاع التيار الكهربائي المستمر منذ اكثر من عشرين عاماً !!!
فقد قام الشعب العراقي قبل عقدين من الزمن بثورته الربيعية ضد نظام صدام الدكتاتوري الذي هو اقسى واعتى نظام في الوطن العربي فلا زين العابدين ولا بن صالح ولا معمر ولا مبارك ولا حمد ولا اسد يصلون الى عشر معشار بطشه وجبروته !!!
ولكن اين اصبح الربيع العراقي ؟ ولماذا لم نرَ ازهاره الى الان ؟ ولم نقطف ثماره بعد ؟! فهل يا ترى عصفت به ريح صرصر عاتية حولت اوراق اشجاره الى صفراء فتساقطت في خريف ما زالت نهايته مجهولة ؟!!!
ما هو السبب ؟  وما هو الفرق ؟ بين ربيع العرب وربيع العراقيين ؟ لماذا تؤيد الثورات العربية وتقمع الثورة العراقية ؟ هل تغيرت قوانيين الامم المتحدة ؟ ام ان الدول الاستعمارية الكبرى لم يروق لهم ان يعيش العراقي في حشائش ربيعه فحولت ارضه الى صحراء جرداء ؟ الا من القتل وسفك الدماء !
فاين هي المنظمات الانسانية العالمية والعربية من كل الانتهاكات التي حدثت في عهد صدام من المقابر الجماعية وفي زمن الاحتلال الامريكي في سجون ابي غريب واليوم في زمن الاحتلال الاقليمي من اجهاض لكل عمليات التغيير القيصرية وغيرها ، سواء كانت على المستوى السياسي ام على المستوى الاجتماعي بل وحتى المستوى الفكري ؟
سؤال يبحث عن مجيب .