اثناء متابعتي لاحداث مايسمى بالربيع العربي من بداياته في تونس مرورا بمصر وليبا واليمن والان سوريا, وقد اتسمت كل احداث هذه الثورات بالدمويه والعنف وراح ضحيتها المئات والالاف من الناس, سرح بي التفكير لافترض ان الامريكان لم يقوموا بالتدخل العسكري في العراق وان النظام السابق لا يزال قابعا في السلطه , تارجح تفكيري بين هل سوف تنتقل عدوى الربيع العربي الى العراق او لا تنتقل , وتخيلت صورتين ممكن ان تحدث في العراق على خلفية احداث الربيع العربي, وهما اما ان يخرج كل الشعب العراقي كما جرت عليه العاده بمسيرات مليونيه لمساندة النظام وللتعبير على ان الحاله بالعراق تختلف وان الشعب العراقي يتمتع بقياده حكيمه وديمقراطيه ليس لها مثيل وسيقوم بعض المتملقين باختراع افكار جديده للتعبير عن حبهم للقائد, طبعا هذه المسيرات لن تكون خالصه وهي نابعه من خوف الجماهير من النتائج الوخيمه التي من الممكن ان تحدث لو حصلت ثوره ضد النظام , والصوره الثانيه هي ان عدوى الربيع العربي من الممكن ان تنتقل للعراق ويحدث صدام بين الشعب وقوات النظام باعتبار ان هناك سوابق قد حدثت في الماضي , كاالانتفاضه الشعبانيه , فتصورت كيف ستكون ردة فعل النظام مقارنة بردة فعل الحكام العرب الذين سقطوا, فكلنا يعلم ان نظام صدام هو اقسى واقوى واشد صرامة واكثر دكتاتوريه من كل الانظمة العربية فاذا اسفرت احداث تونس ومصر وليبيا عن مقتل بضع الالاف بالاضافة الى القتال الجاري حاليا في سوريا فان الصدامات التي من الممكن ان تحدث في العراق سوف تسفر عن مقتل الاف مؤلفه , ولان الوضع في العراق مشابه لحد ما الوضع في سوريا , حيث غالبية الشعب من طائفه معينه والنظام الحاكم من طائفه اخرى , فقتال الطرفين يكون بدافع طائفي وهذا يختلف عن ما حدث في تونس ومصر وليبيا حيث ان الجيوش لم تتدخل نوعا ما , ورفضوا توجيه السلاح بوجه شعوبهم وهذا ما سهل وعجل اسقاط هذه الانظمه , بينما القوات السوريه تقاتل قتالا مستميتاً دفاعاً عن قيادتها مستهينه با رواح اغلبية الشعب السوري الذي ينتمي لطائفه مختلفه , فلو حدث وانتقل الربيع العربي للعراق فان الشيعه في العراق على الاغلب هم من سيثور ضد نظام صدام لاسباب معروفه واغلب السنه سيكون موقفهم الي جانب النظام وهذا سوف يجر البلد الى حرب اهليه طاحنه , ناهيك عن تدخل دول الجوار ,فايران طبعا ستقوم وكما تفعل الان بدعم الشيعه ضد نظام صدام وستقوم قطر والسعوديه بدعم نظام صدام ضد الشيعه,هذا هو السيناريو المحتمل الذي سوف يحصل لو لم يقرر السيد بوش مهاجمة العراق .لا بل قد يكون اسوء مما تصورت لاسامح الله .يعني محصلة الافتراض ولسوء الحظ هي ان العراق في كل الحالتين سينتهي به المطاف الى الدمار , سواء بمجئ الامريكان او ببقاء النظام السابق , واعتقد سيناريو بقاء النظام السابق سيكون اكثر دمويه وتدميرا. وكما يقولون رب ضارة نافعه.وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم.
[email protected]