قد يكون تجاوزاً عند التكلم حول الإنتفاضات الجماهيرية والثورات العربية ونقارنها بالواقع العراقي ، لكننا نريد من إستخدام هذا الوصف أن نجمع شتات الوقائع والأحداث البالغة الحدة والعنف التي وقعت في تونس ومصر وليبيا وسوريا ونجعل منها إنطلاقه ومنهاجا للشعب العراقي في التحرر والتحرك نحو ثورة التغيير.
فالحركة العامة لهذه الأحداث في الدول العربية يمكن وصفها بأنها ثورة ، بالمعنى الواسع للكلمة ، ضد الإستبداد الذي مارسته الأنظمة السياسية العربية مع الشعوب ، واستخدمت هذه النظم كل وسائل القمع السياسي للجماهير ، مع تعمّد إلغاء دور النخب الثقافية في محاولاتها النضالية التي استمرت عقوداً طويلة من السنين لتطوير المجتمع العربي وتحريره من كل القيود ، سعياً وراء التحرر من ناحية ، ونضالاً من أجل تحقيق الحرية السياسية الكاملة.
ولا شك في أن التعريف السائد للثورة بأنها «عملية تغيير جذري» للواقع المأساوي المعاش في بلد ما ، وهذا العنوان نراه قد طُبق في بعض البلدان العربية ونرى منهم اليوم من طردوا المفسدين من بلادهم ومن يرابط على نار المتسلطين بغية الخلاص منهم والقضاء على آخرهم كما يحدث اليوم مع اخوتنا الابطال من الشعب السوري الصابر ..
والعراق ليس بأحسن حالا من هذه الدول التي طلب شعبها التغيير ، فهذه الشعوب العربية أفضل من واقع الشعب العراقي بكثير لكن نجد ومع شديد الأسف إنضمار روح الثورة في المجتمعات العراقية إلاّ ما قلّ وندر …
ولعل من أبرز أسباب إنضمار الثورة هو الخداع المستمر والوعود الكاذبة والتغرير الظاهري السطحي للساسة المتسلطين وللقيادات الدينية التي عملت لصالح دول اقليمية ومحاولة ارضاء الأسياد من جهة ، والتهميش والتغييب وتزييف الحقائق من قبل الإعلام المأجور من جهة أخرى ..
فبعد الخامس عشر من يناير العام الماضي رأينا كيف أن الشعب العراقي انتفض ضد حكومة السرّاق والمفسدين الذين سلبوا كافة حقوق الشعب العراقي واستهانوا به وبكراماته واستخدموا ضده أبشع وسائل التقتيل والتشريد والتطريد والتهجير ، فانتفض الشعب مطالبا بحقوقه الضائعة والمسلوبة لكنه فوجئ بخطابات بعض القيادات من المرجعيات الفارسية التي حرّمت التظاهر ضد الحكومة في العراق وطالبت السلطات بإعتقال المتظاهرين ومقاضاتهم ، ولم تكتف بذلك فحسب بل أكدت وألزمت الجميع بإنتخاب هؤلاء القتلة والسرّاق وهذا ما حدث بالفعل عندما أصدر السيستاني وكذلك الفياض وبشير الباكستاني أمراً بوجوب انتخاب المفسدين ، وهذا ماجاء على لسان المرجع بشير الباكستاني عندما قال إننا – ويقصد المراجع الاربعة ” السيستاني والفياض وبشير والحكيم ” – قد اتفقنا على وجوب انتخاب القوائم الكبيرة …
YouTube بشير النجفي اني والمراجع اتفقنا انتخاب القوائم الكبيرة 2
http://www.youtube.com/watch?v=V9udM1g_lYY
ولم يكن الأمر جديدا على هذه المرجعيات بل أنهم ومن أول يوم من دخول الإحتلال الأمريكي الكافر قاموا وعلى رأسهم السيستاني بإصدار فتاوي تحرّم الجهاد ضد الأمريكان او حمل السلاح ضدهم …
فتوى السيد السيستاني التي تحرم الجهاد ضد الإحتلال الأمريكي؟
http://im23.gulfup.com/2012-08-13/134480957261.jpg
جهود ومواقف السيد السيستاني في تمرير مشروع المحتل؟
http://www.youtube.com/watch?v=6l1ojvqlYMc&noredirect=1
فبهذه الأجواء الغامضة تم تضليل الناس وإبعادهم عن جادة الصواب وبطبيعة الحال إن بعض الذمم تُباع وتُشترى فكان الإعلام المزيف موجودا فقام ببيع شرف مهنته وأضلّ الناس عن القيادات العراقية الحقيقية التي حذّرت من هؤلاء المتسلطين من الحكومة في العراق وأصدرت البيانات تلو البيانات التي حثّت بها المجتمع العربي والعراقي على ضرورة الإنتفاض والنهوض وإعلان الثورة الحقيقية ضد الساسة الظلمة واسترجاع الحقوق الضائعة ، وأيّدت الربيع العربي وطلبت من أبناء العراق أن ينتهجوا نهج إخوتهم في القيام ضد المفسدين كما فعل الشعب التونسي والليبي والمصري واليوم السوري وغيرهم من الشعوب ، وهذا ما قد جاء فعلا في بياناتها التوعوية والتي صدرت من المرجعية العراقية المتمثلة بالسيد الصرخي الحسني والتي منها :
(( … ولا ننسى جرائم القتل بحق الأسرى في السجون والمعتقلات والتمثيل بهم كقطع الأعضاء التناسلية ورميها للكلاب هكذا تحدّثت صحفهم وإذاعاتهم وإعلامهم ومسؤولوهم والجميع شاهد جثث الأسرى اللذين قتلوا وهم في الأسر وقد مُثِّل بجثثهم في سجون ومعتقلات محافظة العمارة , وغيرها وغيرها من الجرائم البشعة……
والآن أسألكم …. ماذا فعل هؤلاء ممن يرفع مثل تلك الشعارات ؟! لا مسيرات ولا مظاهرات احتجاج ولا شجب ولا تنديد ، إنه صمت مطبق مخجل مذلّ وضيع كصمت القبور بل صمت ملعون مبغوض ونفس الكلام يُقال بخصوص كل أو جلّ أئمة الجُمع ممن رفع مثل تلك الشعارات وفعل نفس فعل هؤلاء وصمت نفس صمتهم …..))
(( ايها الأبناء الأعزاء الثوّار الأحرار (( اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) آل عمران/200 . فالثبات الثبات الثبات حافظوا على مواضعكم وانتفاضتكم المباركة بمبادئها وأهدافها ومنهجها ومسارها الرسالي الوطني الأخلاقي لتحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية لكل المصريين بكل توجّهاتهم ومعتقداتهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم … وكونوا يقظين جدا ودائما كي لا تُختطف جهودكم وتضحياتكم وانتفاضتكم فيُحرفونها عن مسارها الصحيح القويم النقيّ … ونسال الله العلي القدير أن يستركم ويحفظكم ويسددكم ويثبت أقدامكم وينصركم نصرا مؤزرا قريبا عاجلا ويجعلكم وثوّار تونس الأبطال قدوة حسنة لجميع الفتيان والشباب والكبار ولجميع الشعوب المظلومة المستضعفة .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ))
بيان رقم -75- مصر الثورة والقدوة
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=91
بيان رقم -76- ليبيا الإنتفاضة والصمود
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=465
بيان رقم-81- الموت ولا المذلة … هيهات منا الذلة
http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=2802