الجزيرة العربية بعد التغيير المناخي الذي حم عليها بسبب استحداث الطبيعة للبحر الاحمر فانفصلت الجزيرة عن امها قارة افريقيا ولبث الحنين في الجينات الى العرق الافريقي والجزيرة العربية بعد خراب مجموعة سدود مأرب وزحف الرمال الصفر على المواقع الخضر هذه الجزيرة لم تعرف الربيع بسبب مناخها القاسي الذي منح ابناءها قسوة فاتكة دون سواهم ! الاثرياء والتجار كانوا يهربون من قيظ الجزيرة المحرق الى مرابع ومناجع الشام وفي الشتاء حيث يضطر البدوي احيانا في العواصف الثلجية ان يشق بطن الجمل ويختبيء فيه يذهب التجار والموسرون الى دفء اليمن ! ولهذا اقترن الربيع في الذهن الاعرابي بالمربع الذي يوفر علفا للحيوانات ! وبقي الربيع حالة افتراضية يضربون المثل فيه وهم محرومون منه ! وكانت مواسم الربيع على شحتها توفر الماء والعلف والطعام للناس والحيوان !! لكنها تتحول بسبب الغطرسة من سانحة للحياة والسلام الى سائغة للموت والكراهية :
ونشرب إن وردنا الماءَ صفواً ويشرب غيرنا كدراً وطينا
وهذا يؤول سبب المعاني المغرية التي اوردها القائد طارق بن زياد ( بربري ) في خطبته التي القاها بلغته وترجمت الى العربية على الفور وقبل ان يعبر بفقراء الجزيرة وجياعها وجلهم من الشباب صوب اسبانيا فاتحين مؤكدا ان في فاندولسيا مياها جارية وقطوفا دانية وذهبا ابريزا ونساء شقراً …. اي انه رسم لهم صورة الربيع البيئي والمعيشي الذي لم يعرفوه !! وحقا ركزت الموجات العربية القادمة من الجزيرة على مواقع الماء ! وكانت الاشهر الحرم تأتي مع الربيع والربيع معناه في الجزيرة اهراق دماء الرجال وترويع النساء والاطفال فكانت قبائل الجزيرة تبتكر الحيل على اربابها واوثانها لينسأوا ( يوجلون يستدينون ) الاشهر الحرم من رجل دين دجال يقيم قرب الكعبة يسمونه ( القلمس ) فينسأ لهم الشهور الحرم لان الربيع لن يعطي خيراته لسوى فرسان النهار ولصوص الليل ! لهذا كنت اضع كفي على قلبي وانا اصغي للفضائيات المعنية بالربيع العربي ( كذا ) خارج حدود دولها اصغي لفرح الفضائيات وتبشيرها بالربيع العربي فاصرخ واي ربيع ذلك الذي يبشر به يوسف القرضاوي ؟ اي انتصار لميدان التحرير ذلك الذي صلى الجيع فيه وراء عمة القرضاوي القارضة ! لقد استطاع الاسلامويون بسبب خبرة قرون طوال تخدير المجتعات واستغلال الجوع والجهل والحاجة الجنسية للشباب واضطهاد الحكومات للشعوب وعتوها من ان يسيروا الملايين بالريموت كنترول ! مسيرات مليونية يصنع لها الفكر الظلامي خارطة الطريق التي تؤدي الى لاشيء سوى مغبة ضياع الجهد والاجتهاد والوقت و ان تتصل الخلافة الاسلامية من الامويين الى العباسيين الى العثمانيين الى زماننا هذا ! ويمكنني القول دون ان اجرح مروءتي ان العثمانيين هم الذين خلقوا الفكر السلفي وحضنوه ورعوه خلال القرون التي تسلطوا فيها على رقاب الشعوب والعرب في الصميم ! فاذا غابوا حضر ضحاياهم ليعيدوا انتاج ظلامية العثمانيين وطائفيتهم وهذا يفسر سر اندفاع تركيا للتعجيل بالانظمة العربية الآيلة للسقوط لانها متفقة مع تيار الاسلام السلفي السياسي على اعادة الخلافة الى العثمانيين واستانبول تتهيأ الآن لتكون عاصمة الخلافة الاسلامية المنتظرة !! واذا كانت تركيا حميمة مع شعوب العالم المطالبة بالحرية فما بالها لاتمنح الحرية للشعب الكوردي المناضل عندها ! لماذا تتبع مع الاكراد في كوردستان سياسة الارض المحروقة ؟ واذا كانت تركيا مسلمة حقا ومنحازة الى استقلال الشعوب فلماذا لاتطلق سراح لواء الأسكندرون العربي السوري الذي احتلته بالحديد والنار !! اي ربيع عربي في تونس يحرق فيه الشباب اجسادهم احتجاجا على الذل والبطالة فيجيء الغنوشي ن منتجعه ليحيط به مئة فتى ملتح تدرب اكثرهم في افغانستان كحماية له ثم يتعجل المنتفعون والاغبياء الهروع الى صندوق الاقتراع فيفوز حزب النهضة الاسلامي الغنوشي كمقدمة لتطبيع الشعب التونسي المتحضر مع الفكر السلفي ! في مصر استعجلوا الانتخابات ايضا ورفضوا تاجيلها او تشكيل حكوة انقاذ ليفوز الاخوان والسلفيون بينا الشباب منفي عن العملية السياسية ! في ليبيا تسنم الحكومة التيار السلفي والاخواني تيار بلحاج والغرياني وكان اول تصريح بعد انتصار الثوار الليبيين هو الرجوع الى الشرع والسماح بتعدد الزوجات ( !! ) وفي سوريا السلفيون قادمون وإذا وصل السلفيون الى سوريا فهذا يعني بمعادلة مكانية ان الاردن سوف تتسلف لامحالة ! فلسطين انتصر فيها السلفيون بعد ان حاربت اسرائيل وامريكا وحلف الاطلسي علمانية محمود عباس ودبلوماسيته الهادئة ! الجزائر استلمها السلفيون وهم مع يوسف القرضاوي يطبخون على نار هادئة مستغلين الفراغ السياسي وغياب الدولة بعد تعرض عبد العزيز بو تفليقة الى ما يشبه الموت السريري ! ايها الشباب العربي والاسلامي الثائر يامن استثمر ارقى تكنولوجيا العصر من تويتر وفيسبوك وآي فون ليسقط أعتى الانظمة احذروا الربيع البنفسجي بعد سقوط انظمتكم فالانتخابات حضارة وثقافة والشارع المخدر ينتخب دون تردد الرموز الاسلاموية لانها الأقدر على خداع الناس وتسخيرهم باسم الرب ! ان الصحيح جدا ان لاتبتلعوا طعم الانتخابات فتشرعنوا حكم البديل الخائب ! الصحيح هو ان تشكلوا حكومة تكنوقراط يشرف عليها مجلس انقاذ من العلماء والاكاديميين والوطنيين المؤمنين بدولة المؤسسات وحكم القانون !
إن المهاجرين من الشرق الاوسط و الهند والصين ودول الاتحاد السوفيتي القديم والافارقة باتجاه الغرب المتحضر كان اكثرهم طعاما سائغا للسلفيين في الغرب يستقبلونهم وينفقون عليهم ويؤهلونهم ثم يتركونهم مخدرين او نياما الى ان تحين الحاجة اليهم ! السلفيون في الغرب ثعالب تتقن المراوغة مدعومة بملايين الدولارات بينما المهاجرون الديوقراطيون يجوعون ويشقون ويحاربون من قبل الغوغاء ولا احد يسندهم !! ولكنني احترز قبل ان اترك الكيبورد العزيز احترازين !! الأول انني عايشت نظام معمر القذافي ثماني سنين من خلال تدريسي في جامعات شمالأفريقية فما وجدت اكذب منه ولا اظلم ! والحال نفسه مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك وبشار الاسد الذي ورث الدموية وثقل الدم عن ابيه حافظ الأسد !! ورئيس اليمن علي صالح الذي ارسى حكمه على السرقة والدماء والعشيرة ومع انه زيدي لكن خيرة الزيدية تمت تصفيتهم في السجون ! وترك الحرية للوهابيين المدعومين من السعودية ليعيثوا في اليمن فسادا !! وهاهم السلفيون والوهابيون يصدرون الفتاوى بقتل الشعب الحوثي كأنهم يفتون باستمرار قتلهم وتشتيتهم لأسباب طائفية بحتة ! وتحذيري من تسانومي الفكر السلفي لاينهض دليلا على ان الانظمة المحروقة كانت ارحم من السلفيين !! السلفية ليست دينية او مذهبية فقط بل هي في السياسة والحكم والفكر ايضا وقد يفكر العلماني بعقل سلفي !!
والثاني : إن السلفية ليست حكرا على المذاهب السنية كا يشاع بل هي كما واقع الحال قد اخترقت المذاهب الشيعية بعد ان مسخ صدام حسين والسعودية الراي العام العراقي والعربي والنفسية الجمعية فظهر علماء دين جهال يغطون جهلهم بالعمى ومعاداة الحضارة والدعوة الى احراق الحياة وتعجل الموت باي طريقة ! فالجامعات مواخير والملاعب والنوادي فساد في فساد ! كل شيء يتصل بالحضارة والعولمة حرام والفضائيات حرام والتلفونات الذكية حرام لكن الفحش ليس حراما السرقة والاغتيال ليسا حراما ! السلفية موجودة الآن في الأديان السماوية الأخرى ايضا ! هي وجه اكثر قبحا لكراهية الجمال والسلام والرقي والحياة ! فهل بعد اختطاف السلفيين وجماعة تسيس الاسلام من ربيع ؟ الحق ان يوسف القرضاوي وصديقه المذيع احمد منصور هما وحدهما من يحق له الفرح بالربيع السلفي والمسيرات المليونية ! وكأنهم يقولون للشباب الحالم الثائر الخائب شكرا على الدماء التي عبدت الطريق لفريقنا .