( كتابات ساخرة )
يحكى ان ابو فخرية رجل ستيني توفت زوجته وبقى وحيدا واولاده يرفضون زواجه طمعا في الارث، وحتى ينسى الرجل موضوع الزواج جلبوا له جهاز حاسوب وملحقاته وقضوا وقتا طويلا في تعليمه عليه وعلى الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا الفيس بوك، ليقضي الرجل وقت فراغه الطويل وينسى موضوع الزواج، وفعلا استأنس واندمج الرجل بالحالة الجديدة واخذ يتواصل مع الاخبار، وصنع له اصدقاء جدد وتواصل معه اصدقاء عمل قدماء، رغم كونه ضعيف نسبيا في القراءة لأنه لم يكمل تعليمه الابتدائي، قبل أيام قرأ الرجل موضوعا في احد المواقع بعنوان ( الربط السككي ) وهو الموضوع الرائج في الشارع العراقي ومواقع التواصل والكثير يتحدثون به رغم ان الغالبية لا يعرفون معناه وما فوائده ومضاره، ولكن هكذا هو الرأي العام العراقي، الكل يخوض في الموضوع على طريقة المثل الشعبي الشائع ( على حس الطبل خفن يرجلية )، ولكون الرجل ضعيف بالقراءة كما قلنا فقرأ عنوان الموضوع بالشكل ( الربط السكسي ) واطرب للعنوان متصورا انها عملية ربط جنسي ( سكسي ) والعودة لأيام السبعينات، والربط مع البلدان الاوربية وخصوصا ما يسمى بالمعسكر الاشتراكي السابق، في جلب عاملات ( أرتستات : كما كان يطلق عليهن في حينها ) للملاهي والنوادي الليلية وعودة فتحها، واسترخى الرجل مستذكرا ايام الشباب في تلك الملاهي بصحبة النساء الاوربيات الجميلات، ثم عاد لقراءة تفاصيل الموضوع والتي لم يفهم منها شيئا، ارتباطا بتصوراته عن الموضوع، واعاد القراءة مرة ثانية، لكن دون جدوى، حيث لم يفهم سوى مصطلح الربط السكسي والميناء، وهذا ما عمق الموضوع لديه باعتبار ان جلب النساء سيكون بحرا عبر الميناء، وبدأ بتجهيز نفسه للوضع الجديد، وانتظر قدوم احد اولاده ليقرأ ويشرح له تفاصيل الموضوع وهو غارق في احلامه الوردية .
حضر احد اولاد الرجل المسكين، فنادى عليه مستعجلا حتى دون ان يأخذ أي قسط من الراحة طالبا منه شرح الموضوع، وامتثل الابن على مضض وبعد ان قرأ الموضوع كاملا، بدأ يشرح لوالده معنى الربط السككي وعلاقته بالموانئ وتأثيراته الاقتصادية السلبية منها والايجابية، كل هذا والرجل في انتظار موضوع جلب النساء، بعد انتهاء الابن من الكلام، قال الاب : ( مالي علاقة بكل هذا الخريط ، قل لي متى يتم جلب النساء ) فأجابه الابن بكل برود : لا اعتقد هنالك نساء في الموضوع لأنه الربط السككي من الاعمال الشاقة ولا تصلح للنساء، اكيد … نعم اكيد، هنا انصدم الرجل وكاد ان يفقد وعيه، وبعد ان استعاد قواه، حطم جهاز الحاسوب، معربدا بالسب والشتم على اولاده، لانهم تجاهلوا موضوع زواجه، وعاد مطالبا بالبحث عن زوجه مناسبة له .
ذكرني الربط السكسي بالنضال السكسي للبعض، في بداية ثمانينات القرن الماضي حيث كانت لبنان ساحة مفتوحة للصراعات العربية والدولية وتجمعت بها قوى المعارضة من ارجاء الوطن العربي ومنظمات التحرير الفلسطينية بكل الوانها واطيافها، في ظل تلك الاوضاع توجه وفد يمثل احد اطياف المعارضة لحكومة قطر عربي لمقابلة السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لطلب المساعدة منه، وبعد الاستقبال والترحاب سأل حواتمة ضيوفه عن حاجتهم، فقالوا : امورنا العامة جيدة، ولكننا نعاني من السكن وبحاجة الى بعض الشقق السكنية لترتيب حالنا، ضحك السيد نايف حواتمة وقال لضيوفه : لدينا عدد جيد من الشقق السكنية ولكن نخشى ان تفعلوا بها ما فعل الرفاق الشيوعيين العراقيين، فسألوا، وماذا فعلوا الشيوعيين العراقيين بالشقق. قال حواتمة : لقد حولوها الى بيوت للدعارة .
هذا هو الربط والنضال السكسي الحقيقي وليس الربط السكسي والاحلام الوردية للعجوز المسكين ابو فخرية .
عادوا … وعدنا … والعود احمد
وسنعود … ان عادوا … والجعبة حبلى بأفلام النضال والربط السكسي … من بطولة ابو فخرية والنجم الصاعد محمد علي سالم .