23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

الراقصون على جثث الأبرياء!

الراقصون على جثث الأبرياء!

قال المفكر العربي الراحل محمد حسنين هيكل: (ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ شمعة، لكنه يستطيع عندما يتحالف مع هبة ريح)، نعم إنه الفاسد عندما يتحالف مع الشيطان، ينتج من هذا التحالف أزمات بأنواعها: السياسية، والإقتصادية، والأمنية، وآخرها أزمة برلمانية مدهشة، منفذة بطريقة هوليودية، وفق أحدث التقنيات الحديثة، فأشيعت الأخبار والروايات عن القنفة البرلمانية، ودرع مجلس النواب، وقناني ماء، وعلب مناديل، وكراسي فارغة، وأوراق مبعثرة، يا لها من مصيبة، عندما تكون في مكان، يمثل كل مكونات العراق وأطيافه! البرلمان بيت الشعب، أنا وأنت وغيرنا من ملايين الشعب، تحدى الإرهاب وذهب للإنتخابات، وصار لنا مجلس للنواب يمثلني ويمثلك، والمسميات لا تهمني، لكن علينا أن نحافظ على بيتنا الكبير، من الفاسدين أولاً، ومن المخربين ثانياً. سؤال لابد من الإجابة عليه، ماذا لو انك سيد البيت ورئيسه؟ فهل من حق أحد أفراد الأسرة المحترمين، أن يتجاوز على شرعية بيتك، لكونك قد إختلفت معه في الرأي؟ فكيف إذا حدث هذا الأمر في قبة الشعب، وأمام أنظار العالم، وبهذه المشاهد المشينة، التي يراد منها مساعدة الدول الساعية الى تحطيم العراق، وإلا لماذا لم يرسل داعش إلا الى العراق، ولم يظهر في مناطق محاذية ماعدا سوريا، كالأردن، أو السعودية، أو الكويت، أو تركيا، أو إيران، لكن المخطط نفذ بصورة صحيحة، خلخلت أمن العراق هدفهم، وإسقاط العملية السياسية حلمهم الأسمى، حتى لو كلفهم ذلك مليارات الدولارات.بعض الدول لا تحب للعراق أن يسترد عافيته، فقد سعوا سعيهم بكل الطرق لإلهائه، وتحميله العبء الكبير الأول، وهو الإنشغال بالجانب الأمني، والثاني فسح المجال أمام الفاسدين ليتمدد نفوذهم، فتسرح وتمرح الحيتان، وتصول وتجول بمقدرات العراق، وعندما يصار المطالبة بالتغيير، تتشوه العملية الإصلاحية بطريقة أو بأخرى، لتمرر أجندات مأجورة، الغرض منها تعطيل التشريعات والقوانين، وعند ذاك يقل وهج الإنتصار المتحقق في ساحات الشرف، ويتم إستغلال الإصلاح بشعارات زائفة، والغاية تكسبية، وشخصية، وحزبية ليس إلا.ختاماً: علينا ألا نرقص مع المطبلين، قبل إدراك المعنى الحقيقي، لهذا العرس الإصلاحي وأهدافه، وماذا نريد؟ وإلا سنكون أداة بيد الأعداء من أجل استغلالنا، للوصول لغاياتهم المعروفة، وبقاء نظراتهم المتعالية، وغطرستهم الفارغة المستمرة وهم يدمرون البلد، وإعادتنا الى زمن تكميم الأفواه والقتل والخوف الدائم من المجهول.