18 ديسمبر، 2024 6:57 م

الراعي الصالح يخاطب رعيته، علينا حواره بكل دقة وهدوء وموضوعية!

الراعي الصالح يخاطب رعيته، علينا حواره بكل دقة وهدوء وموضوعية!

نتمنى ان يسع صدر غبطة الباطريرك العزيز مار ساكو الأول.
كما هو معلوم للجميع، العائلة الواحدة لا تخلو من نواقص وسوء فهم الآخر، كما لا تخلو من أختلاف في وجهات النظر، حتى وأن كانت العائلة المعنية في قمة أدائها السليم للذات العائلي، فلا تطور يذكر في غياب الأختلافات التي لابد منها، وتلك حالة أجتماعية قائمة ومطلوبة أثبتت السايكولوجية العلمية والنفسية صحة ما نصبو اليه، وهناك مثال شائع عامي مفاده: (مصارين الأنسان تتصارع)، فكيف بالعائلة الواحدة بتعدد أفرادها وتنوعات أفكارها بسبب عاملين لا ثالث لهما:
1. العامل الذاتي الأنساني الوارث للجينات المتعددة التي كسبها الانسان من خلال الأبوين، ولربما الأجداد بتطورات وراثية وفقاً للطفرات الوراثية، وهذا ما يؤكد عليه علم الوراثة لا مجال للخوض بتفاصيله، كونه معلوم للقاريء والمتختصص والمتتبع، وتلك حالة أنسانية واضحة تماماً دون جدل أوأجتهاد.
2. العامل الموضوعي وهو ما يحيط بالأنسان من تأثيرات لنشأت الأنسان، من خلال العائلة والأقارب والجيران والمدرسة والمجالس الخاصة والعامة للمجتمع، وخاصة الأصدقاء المحيطين بالأنسان.
بعد أطلاعنا على (كلمة الراعي الى الرعية) معنونة من قبل الباطريرك لويس روفائيل ساكو مفادها الرابط أدناه منشور في موقع الباطريركية ومواقع أخرى، للأطلاع لطفاً مع التقدير:

كلمة الراعي الى الرعية


الأقتباس الأول: أود في البدء ان اوجّه تحية شكر الى كل من بقي أميناً تجاه كنيسته، ودافع عنها، وسامح الله كلَّ من تجاوز عليها، وشحن بعض العقول للتهجم عليها.(أنتهى).
الجواب: يوجه غبطته شكره وتحيته الى من بقي أميناً تجاه كنيسته، ودافع عنها، وبتشخيصه هذا جعل شرخاً كبيراً بين أبناء وبنات شعب الكنيسة الواحدة، فقسمهم بين امناء ومدافعين عنها وغيرهم المعاكسين لنهج الكنيسة ليعتبرهم مجازاً أعدائها، طالباً من الله أن يسامحهم، ونعت المختلفين مع الكنيسة وفق رأيه بشحنهم لعقولهم بالتهجم على الكنيسة، (أيعقل هذا الكلام من مسؤول أكبر كنيسة في العراق؟) وهنا بأعتقادي المتواضع أقول: نعم غبطته مكلف بخدمة الكنيسة أدارياً كما هو المسؤول الأول في أدائه للكنيسة والى جانبه بقية الأساقفة ومعهم الأكليروس، وهذا هو أختيارهم هم دون منّة منهم على الشعب المؤمن، فالراعي الصالح دائماً يقدم خدماته لقطيعه بأرادة نفسه دون منّة منه على الآخرين، بقدر تنفيذه لواجبه الروحي والتوجيهي، بعناية فائقة وتفاهم مع كل قطيعه من دون أن يقسمه وفق أرتياحاته الشخصية، لمجرد طرح رأي زيد من القطيع بما لا يرضيه، فالمسيح قال مقولته الأيمانية (لو ضاعت شاة من القطيع على الراعي أن يترك قطيعه 99 ، ليفتش عنها حتى يضمها للقطيع)، فأين غبطته من قول المسيح هذا؟! مع الأعتذار فأنت خير من يعلم هذا!.
الأقتباس الثاني: هذه الكلمات التي أوجهها الى الكلدان وكل ذوي الإرادة الطيبة، نابعة من مسؤوليتي كرأس للكنيسة الكلدانية، وليس من خوف أو قلق، لان يقيني انه لا يصح إلا الصحيح.(أنتهى).
الجواب: هل هناك من الكلدان من هم ذوي الأرادة الطيبة ومن هم نقيضهم يا ترى؟! ثم ممن أنت تخاف أو تقلق وأنت رأس الكنيسة؟! فهل تشك بمؤمنينك من الكلدان؟! هل تعتقد وللأسف وكأنك تتعامل مع اعداء شعبكم وكأنهم كذلك؟!
الأقتباس الثالث: مشكلتُنا بامتياز هي اننا نعيش في مجتمعٍ يميل أكثر فأكثر الى الكذب لربما بسبب العزلة والفراغ والضغوطات، مما يجعلنا نعيش أزمة فكر ورؤى وأخلاق وبنى كما لاحظنا في ردة الافعال غيرالمبرَّرة تجاه رفع السينودس الكلداني اسم بابل من تسمية البطريركية الكلدانية.
الجواب: هناك مثل شائع ومقولة تاريخية واضحة (أذا عرف السبب بطل العجب) و(أذا تم تشخيص خلل ما علينا بمعالجته بحكمة ومسؤولية)، وليس بالأشمئزاز منه ونعته بأوصاف غريبة عجيبة من جنابكم الكريم، وما علاقة الرأي المختلف أو الرأي الآخر، بالمجتمع عندما يميل للكذب؟ وأنتم تؤكدون في كتاباتكم أعلاه بردة أفعال أعتبرتموها غير مبررة، وهنا كان عليكم مناقشة تلك الردود بحكمة وعناية فائقتين، بعيداً عن التعامل بالأقسى منها، وردة الفعل الأقوى من جنابكم الكريم، يفترض أن يكون الأكرم من شعبكم الكريم، والأكثر حنكة ودراية وحكمة، كونكم الهرم الكنسي المتحمل للمسؤولية الأولى من جهة، وخادم الشعب القابل للزوال ، والمعاني لظروف قاهرة خاصة أنتم شخصتموها بأنفسكم أعلاه؟! فكيف يكون هذا يا غبطة البطرك العزيز.؟!
الأقتباس الرابع: التحديات التي تواجهنا في الداخل والخارج كبيرة، لذا أدعو كل كلداني ومسيحي وعراقي شريف ومخلص، مؤمناً كان او ملحداً، أن يتحلى بالمسؤولية، ليعمل لخير الناس، ولا سيما تجاه مواطنيه أو أبناء قومه، ويتجنّب الانقسامات، والمشاحنات، وعقلية الظنون، وإلصاق تهم كاذبة، والا كيف القدرة على التقدم والازدهار، فالأنقسم أنتحار!.
الجواب: نحن معكم بكل ما ذكرتم أعلاه، ولكننا نتسائل غبطتكم، هل يعتقدون بأن الذين خالفوكم الرأي أو أختلفوا معكم أو أعطوا رأيهم!!. هم خارج السياقات الوطنية والقومية التي شخصها غبطتكم أعلاه؟ أم العكس هو الصحيح؟ يترك الجواب لكم.
الأقتباس الخامس: المطلوب حالياً: تعزيز ثقافة التلاقي والثقة المتبادلة، ومدّ الجسور كسبيل حضاري للعمل والسير معاً من اجل الخير العام ومساعدة مسيحي العراق والشرق على البقاء في ارضهم والمحافظة على هويتهم، وتاريخهم والتواصل مع شركائهم، في الوطن على أساس المواطنة والمساواة.السبيل للوصول الى هذا الهدف هو: الحفاظ على وحدتنا الداخلية، وتجنب الخلافات، والتكاتف لنهضة مسيحيينا وكنيستنا وبلدنا.
الجواب: نحن مع كل كلمة وردت أعلاه، حيث مسيرتنا التاريخية الطويلة شاهدة وشاخصة على كل كلمة وردت أعلاه، وكلامنا هذا ثابت ومعلوم ومعروف دون مزايدات وبالعمل الفاعل دون الكلام الفارغ، متمنين أن يكون هذا الكلام أعلاه يُعمل به ليُفَعل ويُنفذ للصالح العام، من قبل رجال الكنيسة وعامة الشعب العراقي بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية بالتعاون والتآزر، من قبل جميع المكونات القومية والأثنية والدينية، وهذا هو أملنا بالعراقيين عامة وشعبنا الكلداني خاصة، بالعمل للصالح العام لبناء دولتهم المدنية الوطنية الديمقراطية لضمان حقوق الأنسان وتأمين حاجياته الحياته الأجتماعية والأقتصادية والخدمية.
الأقتباس الأخير: الكنيسة لا تلعب دوراً سياسياً أو حزبياً كما يُروِّج البعض، بل انها تعمل جاهدة على إنارة الضمائر حول قضايا تعني البشرية وخصوصاً شعوبنا في العراق والمنطقة، والدفاع عن حياة الناس وحقوقهم وكرامتهم.
الجواب: نحن نقّيّم أداء الكنيسة الكلدانية من خلال غبطتكم، في عموم العالم وخاصة في العراق الجريح، وقيمناه كما تعلمون متابعون تحركاتكم وتوجهاتكم الفاعلة، كتبنا بموضوعية تامة بأكثر من مقال، وبالتأكيد أنتم متابعين بشكل جيد، ولكن هذا لا يمنعنا من طرح الرأي المختلف مع غبطتكم حينما نراه مفيداً للمسيرة الروحية والدنيوية والتاريخية، ليس من باب الضغينة والكره والشخصنة مطلقاً لا سامح الله، بل العكس هو الصحيح، حيث لم تكن من شيمنا وتربيتنا المعلومة للداني والقاصي على حد سواء، بقدر حبنا وتقديرنا لمسيرة العمل الخلاق، يفترض أن تكون للصالح العام وبالتأكيد نتمناها ونعمل بها مكاناً وزمناً.
دروس الحياة علمتنا نقد الذات بما فيها جلد النفس الآمارة بالسوء أن تطلب الأمر بكل جرأة دون الخوف، كما وتعلمنا نقد الآخر حباً به وأحترماً له، وعلى الأثنين العمل لأصلاح الذات والآخر المحب لنا.
تقبل خالص مودتنا وأحترامنا لكم ولجمهورنا الكريم، مع الأعتذار أن كان لنا أية هفوة أو خطأ ما!، تلك هي حالة الأنسان الطبيعي كون المثالية لا وجود لها بين البشر!.
حكمتنا: (محبة النفس موازنتها ونقدها، ومحبة الآخر تشخيصها ونقدها، الأختلاف لا يفسد للود قضية، ففي غياب النقد ليس هناك تطور في الحياة).