مقدمة: ذكر الراحل الوردي:
1.في ص 26/ كتاب الاحلام بين العلم والعقيدة/1959 كتب الراحل الوردي التالي: [لي كتب كنت قد اعددتها للطبع منذ سنوات، وقد أعلنت عنها ذات مرة اعلاناً ساخراً فقلت “انها ستصدر بعد موت المؤلف ان شاء الله” وكان سبب ذلك الإعلان الساخر إني كنت لا أتوقع ان تحدث الثورة عندنا في وقت قريب. الان وقد حدثت الثورة بأسرع مما كنت أتوقع، فهل تراني قادراً على اخراج تلك الكتب العتيدة؟ كلا! من هذه الكتب المُعدة للطبع كتاب بذلت في تأليفه جهداً كبيراً واسميته “اخلاق اهل العراق” انه على أي حال كتاب يبحث في عيوب المجتمع العراقي وما فيه من قيم سيئة وتطرف قد لا تحمد عواقبه احياناً وكل من يدرس الأوضاع السياسية والاجتماعية التي مر بها الشعب العراقي في عهوده البائدة لا يستنتج منها مثلما استنتجته. ولكني مع ذلك واثق بأني لو أخرجت هذا الكتاب الان لقابله كثير من القراء بالنفور، ولا لوم على القراء في هذا فهم يطالبون من الكاتب في هذه المرحلة الثورية ان يكتب للشعب فيما يشجعه ويمجد افعاله لا ان يثبطه ويحصي عيوبه] انتهى.
2.في ص319 من نفس الكتاب كتب التالي: [فقد كتبت في العهد البائد كتبا دون ان اخرجها الى الناس ولو كنت قد اخرجتها فعلا لكان مأواي في أعماق السجون واظن إني لا أستطيع ان اخرجها في هذا العهد الجديد ايضاً] انتهى
أقول: لنعتبر رأي الوردي هذا في عام 1959 عام صدور هذا الكتاب (الاحلام بين العلم والعقيدة).
لا اعرف مدى دقة قول الوردي هذا وهنا أتكلم عن أستاذ متخصص كرس نفسه لدراسة المجتمع العراقي المعقد!!فكيف تمكن من توفير كل هذا الوقت لإنجاز ما نَشَرَ وما لم يَنْشُرْ… الوردي عاد للعراق عام 1950… ومن 1951 حتى عام 1959 تاريخ صدور هذا الكتاب نشر اهم كتبه وكراريسه :(كراسة شخصية الفرد العراقي /1951، خوارق اللاشعور/1952، وعاظ السلاطين/1954، مهزلة العقل البشري /1955، اسطورة الادب الرفيع/1957، كراسة الاخلاق/الضائع من الموارد الخلقية/1958 وكتاب الاحلام /1959وهذه كتب مهمة وافرزت ردود أفعال كثيرة و مختلفة رافق ذلك انشغاله بعمله كأستاذ جامعي حيث قيل انه انجز أكثر من 150 بحثا مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد…و تهيئته لبرنامج/منهاج التدريس في قسم الاجتماع الجديد و تعدد نشاطاته التي أشار اليها كثيراً من برامج تلفزيونية وندوات ومحاضرات و ندوات و مؤتمرات داخل العراق وخارجه و بحوثه عن المجتمع العراقي…فمتى تمكن من تأليف كل تلك الكتب التي نشرها و التي لم ينشرها ولم يحدد عددها “لي كتب وقد كتب كتباً”. وبصيغة أخرى: كيف تمكن الراحل من إيجاد او انتاج الوقت اللازم لذلك إذا كان له انتاجه؟ من اين وفر ذلك الوقت في زحمة تلك الجهود وذلك العمل لإنجاز تلك الكتب التي لم ينشرها؟؟؟؟ نحن نتكلم عن عقد الخمسينات من القرن العشرين وحال الطباعة والكتابة والمصادر وجمع المعلومات.!!!!! “”كان الله في عون استاذنا الوردي””
وعند الاطلاع على الكتاب/الاحلام الذي صدر بعد الثورة نجد انه خالي من “الثورية” وال “تشجيع والتمجيد” ولا يحمل مثل ما حملت كتبه السابقة من إثارة.شخصياً لم اقرأ للوردي مثل هذا القول” ستصدر بعد موت المؤلف” في كل كتبه التي صدرت قبل هذا الكتاب وأدعي إني كنت نوعما دقيقاً في تتبع ما ورد فيها لكن ربما فاتني سطر هنا او فقرة هناك او لم أتمكن من تأشير تلك الجملة/العبرة. أتمنى ان يرشدني من قرأ للراحل الوردي وبالذات من كَتَبَ عنه وأشار الى هذا الموضوع…رغم ان الوردي كما ورد أعلاه قال ذلك!!! ان هذه العبارة “ستصدر بعد موت المؤلف….”لازمت/ لصقت ب ” الراحل الوردي حتى أيامه الأخيرة له الرحمة والذكر الطيب. وهي من دفعتني لكتابة هذا الجزء.
على كل حال اترك هذه الامور المُتْعِبَة المؤلمة المُحيرة العجيبة وأتوجه لأصل الموضوع وهو ارث/تراث الراحل الوردي وبالذات المفقود منه/الضائع/المختطف/ المسروق/ المخفي.
الموضوع:
سيبقى الوردي حياً بيننا وسيرافق اجيال كما رافق اجيال لِما اثار ويثير وسيثير… يبقى الدكتور علي الوردي شخصية حفرت اسمها في تاريخ الكِتابْ والكُتابْ العراقيَّين وربما العرب ويبقى شاخصاً ككاتب طرح ما طرح عن المجتمع العراقي اختلفنا معه او اتفقنا… ترك العديد من الإصدارات وقال وقيل انه ترك مخطوطات وكُتُبْ غير منشورة اختفت بعد وفاته له الرحمة وهذا صلب هذه المقالة لاعتقادي بأهمية ما اُشير وأشار الى انه تركه والذي فُقِدَ جزء منه.
ارث الوردي او تراثه المقصود هنا هو ذلك الذي لم يُطبع او يُنشر وبالذات المفقود منه والذي سمعنا/قرأنا عنه الكثير وبالذات من محبي الراحل الوردي وفي المقدمة منهم مَنْ كَتَبَ عنه.
يجب البحث عن هذا المفقود واعادته الى مكتبة الوردي ومن ثم دراسته وتنقيحه ونشره. وهنا لا بد ان أتقدم بالشكر الجزيل للسيدين محمد عيسى الخاقاني وسلام الشماع الذين اثارا هذا الموضوع في كتابيهما عن الوردي.
ان المفقود بالإضافة الى كونه شخصي (يخص الوردي) فهو وطني و يستحق المتابعة و البحث عنه مهما كان الموقف من الراحل الوردي وهو يشمل ما كتبه واختفى ويمكن ان يضاف له ما كُتب عن الوردي من انتقادات و تفنيدات و تصحيحات و “تقديسات” /كتب /مقالات/بحوث/أطاريح/لقاءات تلفزيونية/ تحقيقات صحفية و اعتقد من الضروري ان يضاف لها صور الراحل شخصية /أفلام و تسجيلات صوتية ومحاضر الاجتماعات والمؤتمرات الداخلية والخارجية التي ساهم فيها تلك التي شتتها الزمن واعتقد انها كثيرة وكذلك حاجياته الشخصية والمنزلية ومكتبته وما مُنح او قُدم له من تكريم او شهادات او تذكارات او بطاقات أو هدايا او رسائل وبالذات الرسائل التي كان قد تلقاها عندما عُرِضت حلقات برنامجه التلفزيوني (انت تسأل ونحن نناقش) والتي أشار أو اُشير الى انه يحتفظ بها و تقارير الطلبة التي اشار اليها كمصدر مهم من التي اعتمد عليها في كتابه /دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965.وما كُتب عنه خارج العراق وما تُرجم من كتبه الى لغات اخرى وراي مؤيديه ومعارضيه والمصادر التي اعتمد عليها في كتاباته .
أهم ما في كل ذلك تلك المخطوطات المفقودة التي سماها بعض القريبين من الوردي بأسماء مختلفة منها (سينما بغداد) او (كتاب العمر) و(مذكرات)و(ريشة في مهب الريح) و(أخلاق أهل العراق) او بقية كتابه متعدد الاجزاء (لمحات تاريخية) التي صدرت منها ستة اجزاء مع ملحقين والباقي اختفى كما اُعلن ونُشِر علماً ان هناك تأكيدات من محبيه/المقربين منه على انهم اطلعوا على تلك المخطوطات او شاهدوها في مكتبته لكنها اختفت بعد وفاته. ومن الذين اشاروا الى ذلك الاستاذ الفاضل محمد عيسى الخاقاني في كتابة المعنون مئة عام مع الوردي/ والسيد سلام الشماع في كتابه من وحي الثمانين
……….
اليكم ما تفضل به الأساتذة الذين اهتموا بهذا الموضوع “قدر اطلاعي” مع بعض تعليقاتي على بعضها:
اولاً: السيد محمد عيسى الخاقاني/كتاب مئة عام مع الوردي /الطبعة الثانية 2013/ الناشر دار الحكمة/ اصدار المركز الثقافي العراقي/لندن…حيث كتب التالي:
1.في ص28 من كتب التالي:(وقد أراني الرجل مخطوطة رائعة أطلق عليها سينما بغداد، كانت تحوي مذكراته الشخصية، كتب في صفحتها الأولى تنشر بعد موتي، وعندما سألته لماذا؟ قال:(اريد اطلعهم من بيت هيوا) انتهى.
2.في متابعته لنفس الموضوع ذكر التالي:(وقد سألت انا شخصيا الدكتور(الطبيب)حسان الوردي الابن الأكبر للدكتور علي الوردي عن المخطوطة التي شاهدتها بعيني في مكتبة والده المرحوم ما مصيرها؟ فقال انهم سمعوا عنها ايضاً، ولكن بعد وفاة الوالد بحثنا في مكتبته ولم نجدها، ادعوا العلي القدير أن يأخذ بيدهم ليعثروا عليها يوماً ما، أن شاء الله تعالى وينشروها) انتهى
3.في ص100 كتب التالي: [(سألت الوردي الكبير يوماً عن معنى: سوف ادخلك التاريخ ورجوته ان يعطيني المعنى الصحيح لها) ثم اضاف:(أجابني الوردي بصدق ودون تهكم: بأنه يقصد بإدخال الشخص الى التاريخ هو اضافة اسمه الى سجل مذكراته “سينما بغداد”، وبأنه هناك في سينما بغداد سوف يقول رأيه الصريح بهذا الشخص وسوف يفضحه علمياً واجتماعياً وربما سياسياً، وبذلك سوف يدخل الشخص المعني الى التاريخ من اوسع ابوابه)] انتهى
4.في ص202 اشار الى تتمة لمحات تاريخية حيث كتب التالي:(أن الوردي اتمم كما اعرف منه شخصياً لمحاته الاجتماعية، وكان منشغلاً بها وطلب مني بعض المصادر واتيت له بها من خارج العراق، لكنه لسوء الحظ لم تظهر للعيان الى يومنا هذا) انتهى
5.في نفس الصفحة كتب بصيغة النداء والرجاء:(ارجو العلي القدير ان يُمَّكِنْ للذين حصلوا على تكملة اللمحات ان يخرجوها الى النور، وان كان فيها ما يرونه غير مناسب / فليس هناك من ضير، فالوردي ليس معصوما وما كتبه رأيه العلمي الذي تَكَّون ونضج بعد ثمانين عاماً من الجهد والعمل…الخ) انتهى
أقول: هذا يعني ان السيد الخاقاني قد اطلع عليها لذلك قال انها “رائعة “. لكن ما استغربه ان ابناء الراحل الوردي سمعوا عنها!!! وبعض محبيه المقربين له شاهدوها واطلعوا عليها او على بعضا منها.
اسئلة سريعة هنا: لماذا لم يشاهدها ابناءه؟ هل كان خائفاً من اوعلى ابناءه؟ هل كان يُطَّمْئِنْ متابعيه ومحبيه لربما يعرف انهم سيتهامسون فيما بينهم عنها ليؤكد وجودها بعد وفاته وكأنه يتوقع ان تُسرق او تختفي؟ هل كان يائس من تغيير النظام للدرجة التي لم يُفكر انه سيأتي يوم تُطرح فيها تلك المذكرات والمخطوطات للقراء كما كان يائس من تغيير النظام الملكي؟
وكأنَ الأستاذ الخاقاني يطالب/ينادي شخص يعرفه او يتوقعه لكنه امتنع عن ذكر اسمه. ان هذه الصيغة من النداء تعني كما افهم ان هناك من أخذ تلك المخطوطة/المخطوطات.استنتاجي ان السيد الخاقاني يملك تصورات لما حصل لتلك المخطوطات”انه مجرد شك اشعرانه مشروع واعتذرمن السيد الخاقاني”.لكن اشعر انها دعوة لمن سيطر عليها /استحوذ عليها/اخذها/احتفظ بها بأي طريقة او صيغة ان يُطلقها وهي دعوة من أعماق متألم قَدَّمَ لها ب” ارجو العلي القدير”.
……………………………….
ثانياً: ما ذكره الصحفي سلام الشماع في كتابه من وحي الثمانين وللأستاذ الشماع ميزتين هنا هما:
1. ان السيد الشماع يحتفظ باسرار و وثائق مهمة و خطيرة عن الراحل الوردي كما ورد في التالي:[مركز علي الوردي للدراسات و البحوث/طرائف و اسرار من حياة العلامة الوردي في حوار مع سلام الشماع/اجرت الحوار باهرة الشيخلي: يحتفظ الكاتب و الصحفي العراقي سلام الشماع بأسرار كثيرة ووثائق مهمة و خطيرة عن عالم الاجتماع الكبير الدكتور علي الوردي، ربما لا يمتلك أقلها أحد بحكم مرافقته له. والمعلومات التي يدلي بها الشماع في حواراته تثير الجدل والسبب أنه رأى في الوردي جوانب لا يعرفها الكثير وينقل عنه حتى الأحاديث التي جرت بصفة خاصة بينهما] انتهى
2.ان الأستاذ الشماع و بمهنية و امانة عالية ذكر التالي عن المفقودات في كتابه من وحي الثمانين في ص 132: […ومنهم من يقول إن الوردي أخفاها عنده صديقة بولونية له تعيش في بولونيا، ومنهم من وجه الاتهام إليّ شخصياً بحيازتها واخفائها ولا يعرف أحد أين هي الأن]انتهى
اما ما ورد في كتابه من وحي الثمانين هو:
1.في ص 60 كتب السيد الشماع:(الجدير بالذكران الوردي زودني بمجموعة من مقالاته المنشورة في الصحف في احدى سفراتي الى عمان وخولني بإخراجها بالشكل الذي اراه مناسبا، لكن الفكرة لم تتحقق لضيق المجال ولقصر المدة التي قضيتها في عمان) انتهى
2.في ص 178: (أخبرني المرحوم الوردي أنه وضع لمذكراته المختفية عنواناً هو: ريشة في مهب الريح.) انتهى
3.في ص69: ان الوردي قال 🙁 كل ما ارجوه في أواخر عمري هو ان يساعدني الله على إتمام عملي الذي أنا منهمك فيه الأن وهو الكتاب الذي أعده كتاب العمر والذي يبحث في طبيعة البشر ومن المؤسف أنه بالرغم من الجهود الكثيرة التي بذلتها فيه لم يتم انجازه بالمستوى الذي اطمح اليه) أنتهى
4.كتب في هامش نفس الصفحة :(ظل المرحوم الوردي منشغلاً بهذا الموضوع حتى ايامه الأخيرة وكان يحدثني دائماً عن تطورات العمل في كتابه المذكور ويريني مسوداته ويتحدث في مجالسه الخاصة والعامة عنه. ألا ان احداً لا يعرف الأن أين اختفت هذه المسودات. وقد يُعثر عليها يوماً وتظهر في كتاباً جديداً يضم اخر ما بحثه الوردي في حياته. قبل أيام عثرت بين اوراقي على مقال كتبه الوردي حول الموضوع لعله فصل من فصول ذلك الكتاب الذي يسميه الوردي كتاب العمر) انتهى
5.في ص 73كتب: (ظل المرحوم الوردي يبحث في الطبيعة البشرية حتى أخر يوم في حياته. وأعلن في النهاية أنه لم يستطع ان يكمل بحثه وهو أكبر من طاقته. وأحال البحث في هذه الطبيعة الى الجيل الجديد من الباحثين الاجتماعيين وقد فوجئت عندما قامت دار نشر في عمان بإصدار كتاب للمرحوم الوردي بعنوان (طبيعة البشر) لأنني كنت اعرف ان الوردي يعمل في كتاب من هذا النوع ولكنه أعلن عجزه عن إكماله. أن هذا الكتاب لم يصل الى يدي لحد الأن لأحكم ما إذا كان جمعاً لمقالات كتبها الوردي في هذا الموضوع أم أنه هو الكتاب الذي كان الوردي يريد تأليفه أو هو توسيع لمقالة كتبها عنوانها (حول الطبيعة البشرية) انتهى
6.في هامش نفس الصفحة كتب: (في هذه السفرة طرح عليّ السيد سعد البزاز و كان يملك دار نشر في عمان أن اجلب له المقالات التي نشرها الوردي في جريدة الجمهورية مقابل الف دولار، و عندما عدت الى بغداد أخبرني الوردي بأنه سيسافر الى عمان للعلاج و أنه لا يملك (عملة ذهبية) فأخبرته بعرض البزاز فأخذ معه مجموعة المقالات و باعها له، فأخرج البزاز كتاباً يحمل اسم الوردي لكنه تصرف في محتوى المقالات بشكل أخل بها و حولها الى مقالات تبحث عن غرض سياسي علماً انها مقالات علمية اجتماعية) انتهى
7.يعقب السيد الشماع في الهامش بنفس الصفحة 73 قائلاً: (كتاب العمر كما استشفينا مما ذكره الاستاذ محمد عيسى الخاقاني هو لمحات تاريخية والتي يبحث السيد الخاقاني عن تتمتها المفقودة.)
8.يقول السيد الشماع في ص132 / الهامش:(كان الوردي كثيرا ما يشير في أحاديثه الى هذه المذكرات التي كان يقول عنها بانها ستصدر بعد موته. وكان يهدد بفحواها مسؤولين حكوميين…) انتهى
9. كتب في نفس الصفحة: (ومن المؤسف ان هذه المذكرات ضاعت منهم من يقول إنها موجودة عند أحد ابنائه الذي تعمد إخفاءها لما فيها من معلومات خطرة، ولكن أحد ابنائه لم يؤيد وجودها أو العثور عليها بعد وفاته، ومنهم من يقول إن الوردي أخفاها عند: [صديقة بولونية له تعيش في بولونيا، ومنهم من وجه الاتهام إليّ شخصياً بحيازتها واخفائها ولا يعرف أحد أين هي الأن، وربما ستظهر هذه المذكرات في المستقبل مع كتاب (طبيعة البشر) المفقود هو الأخر والمأمول ممن يملكها أن يُظهرها للناس لما فيها من اهمية تاريخية كبرى) انتهى
اقول: ربما هذه تدل على قلق الوردي على تلك المسودات…واقول ربما ايضاً أن احداً أقنع الوردي بأنه قادر على اخراج تلك المخطوطات من العراق وطباعتها هناك في وقت مناسب واستغل بذلك حاجة الدكتور الوردي للمال في ايامه الاخيرة. وربما فُقِدَتْ تلك المخطوطات او نُهِبَتْ او سُرِقَتْ اثناء سفر الوردي للعلاج في عمان على حساب ملك الاردن…. المعروف ان رحلة علاج الوردي في عمان تكفل بها البلاط الملكي الأردني.
ان موضوع ايداعها عند صديقه بولونيه لا اميل اليه لان هذه الكتب لن يتمكن الوردي من إخراجها في حينها من العراق في الوقت الذي “تعرفت عليه تلك البولونية” حيث التفتيش في مطار بغداد او المراكز الحدودية كما هو معلوم دقيق جداً ولا يَسْمَحْ/يُسْمَحْ بخروج او اخراج حتى الرسائل الشخصية دون الاطلاع عليها…و لم يجازف احد بإخراج مثل تلك الكتب الا بدعم مِنْ مَنْ يتمكن من ذلك…و الوردي لا يسلم لحيته بيد أحد مهما كان قريب عليه لأن عند أي خطأ سوف لن يستطيع تبرير ذلك و سيعرض نفسه و عائلته لمشاكل خطيرة….ولا أحد يعرف ان للوردي صديقة بولونية…الوردي لم يخبر أولاده عن تلك المخطوطات فكيف يضعها عند “تلك البولونية”.
لا اعرف هل يتكلم السيد الشماع على نفس المسودات التي تكلم عنها السيد الخاقاني والتي أطلق عليها الوردي “سينما بغدادً”؟هل هي تلك الكتب التي ذكرها الوردي في كتاب الاحلام عام 1959 كما ورد في المقدمة أعلاه؟…اشك في ذلك حيث ان ذلك يعني ان الوردي احتفظ بها ما يقارب من نصف قرن. اشك في ذلك واعتقد ان كلٌ يتكلم على ما أشار اليه عليه اليه به الراحل الوردي.!!!!!
……………………………………..
ثالثاً: كتب السيد رفعت عبد الرزاق محمد في مقدمة الكتاب الموسوم علي الوردي في النفس والمجتمع/ جمع السيد سعدون هليل/ مكتبة بساتين المعرفة / الطبعة الاولى 2011 في المقدمة التي وضعها في ص6:
((إني سألته مرة: لماذا لا تنشر الجزء السابع من كتابك؟
ج: لا أستطيع!
س: ان علاقتك بالسلطة جيده ولا أظن أنها تمنعه!!
ج: لا…السبب أن العراق يمر بظروف حرب (يقصد حرب الخليج الاولى) والسلطة في مثل هذه الظروف لا تريد إظهار عيوب مجتمعها.
س: يعني؟
ج: أنشر بعد ان تضع الحرب اوزارها))
كان الوردي قد ذكر في الكثير من موضع المناسبة انه قطع شوطاً طويلا في كتاب له سماه (كتاب العمر) انتهى.
أقول: يؤكد السيد رفعت عبد الرزاق محمد ان اسم الضائع او جزء منه هو : (كتاب العمر) ربما لم يسمع ب”سينما بغداد” و”اخلاق العراق” و”بقية لمحات” و “ريشة في مهب الريح”؟؟
……………………………………….
رابعاً: ما كتبه الأستاذ محمد علي محيي الدين في صحيفة المدى 28/05/2008 التالي:
[…وقد سألته ذات يوم، عن كتابه القيم لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، وهل قام بدراسة الفترة الحالية، وهل أخذت شيئا من اهتمامه أم تجاوزها، لما في الكتابة عنها من محاذير، فكان يتهرب من الإجابة إلى أن أحرجته ذات يوم، فأشار بيده كمن يتهيأ للمنازلة وقال ما معناه، لقد كتبت في لمحاتي كل ما أريد قوله حتى هذا اليوم، ولكنها سترى النور بعد وفاتي، إذا تغيرت الظروف والأحوال، ولم أهمل شيئا من الظواهر الاجتماعية الطارئة والراسخة في المجتمع وخصوصا في ظل التحولات الجديدة، وسترى فيها ما يسرك، ويكون إجابة لقصيدتك عن سرقة سيارتي، أردفها بضحكة قوية تجلى فيها شبابه الأدبي رغم تقدمه في السن…والآن بعد أن أصبح في ذمة التاريخ، ورحل عن هذا العالم، بعد أن تعب وأتعب الناس في مساجلات ومعارك كانت مثار اهتمام الشارع العربي، أليس حريا بالحكومة العراقية، ووزارة الثقافة بالذات، السعي لنشر آثاره بطبعات زهيدة الثمن لتكون بمتناول الجيل الجديد، وأن تشكل لجنة من ذوي الاختصاص للعناية بتحقيق آثاره المخطوطة التي تحتفظ بها أسرته، وجمع ما تناثر من مقالاته، ومعاركه الفكرية الكثيرة، ففيها الكثير من الإجابات عن تساؤلات مشروعة لمن يهمهم مصير العراق ووحدته، وإعادة بنائه على أسس متينة، والنهوض به من كبوته، ولعل القارئ المنصف سيجد الكثير من التحليلات التي أثبتت الأيام صحتها] انتهى.
اقول: في عام 2008 يؤكد السيد محمد علي محيي الدين ان المخطوطات عند عائلة الوردي بقوله: (….بتحقيق آثاره المخطوطة التي تحتفظ بها أسرته…) انتهى
لا اعرف هل درس الوردي حالة المجتمع العراقي بعد تلك الحروب التي مرت عليه وذلك التنقل من السفور الى الحجاب؟
يتبع لطفاً