18 ديسمبر، 2024 11:59 م

الراحل اللواء الركن حسين حسن عداي

الراحل اللواء الركن حسين حسن عداي

ما اروع ان تكون طفلا عندما تجوع تبكي وعندما تعطش تبكي وعندما يصيبك الملل تبكي وعندما يضايقك طفل آخر تبكي ..ملايين العراقيين هجروا وهاجروا ونزحوا وأهينوا وترملوا وثكلوا وأرعبوا وفقدوا الخدمات وقطعت ارزاقهم خلافا للقوانين وحجزت وصودرت اموالهم خلافا للدستور ولم يبكوا ,, أي لم يعبروا عن معاناتهم كما يعبر الطفل السعيد الحر .

الكاتب في هذا المجال كالطفل يستطيع ان يعبر عن معاناته ومعاناة الناس بالكتابة وليس البكاء ، او بالكتابة الممزوجة بالبكاء كما افعل الآن. فقبل ربع ساعة استلمت خبر رحيل من جاء مقالي باسمه

انه ضابط (درع) والعالم كله يعرف الدرع العراقي ولكونه (درع) فأنه يكره القاذفة ومع ذلك اجرى عليها تحويرا رائعا سجل باسمه وصار من اشهر معلمي اسلحة الدروع في الجيش العراقي وتقلد منصب آمر اللواء/16 المدرع وقائد الفرقة المدرعة السادسة والفرقة الآلية الأولى ومديرا للتدريب العسكري ومديرا للحركات العسكرية وكنت انا مدرس اقدم في كلية الدفاع الوطني يوم احلنا انا وهو الى المحاربين (التقاعد) في العام 1993 والتقينا هناك في المحاربين صدفة وبدأ يشتكي من احالتنا الى التقاعد وكيف اننا ضباط جيدون فأجبته بأنه ان كان لديه حديث على ما بعد التقاعد فاسمع منه اما ما قبل التقاعد فقد اصبح تأريخا سطرناه وأن سيارتي الكورونا موديل 80 لا تشتغل الا بالدفع لذلك تركتها مشتغلة وهي تحمى وهربت منه ولم اكن اتوقع ان ما سطرناه من تأريخ (عسكري) باهر سيصبح يوما (كخ) لدى البعض وأن هكذا جيش سيحله مدير بحوث عمليات لشركة استثمار يسمى بريمر وأن حقوقنا التقاعدية بموجب القوانين ستهضم وتغيب على هذا النحو المزرى (15) سنة بأيامها ولياليها من لدن المؤسسات التنفيذية المعنية دون رقابة او حساب..

التقينا بعد الاحتلال بأشهر وافترقنا الى شهر حزيران الحالي حيث حصلت على هاتفه .. وخلال الشهر الماضي كان يسألني عن قانون الحجز والمصادرة ولماذا لم ينفذ القانون الذي نص على الغاء قرارات مجلس الحكم كونه كان يريد بيع بيته الذي لا زال محجوزا رغم صدور القانون الجديد وأنه سيضطر لبيعه وهو محجوز كونه في ازمة مادية … كنت أهدئ من روعه وانصحه بالانتظار وأرسلت له كتاب المساءلة قبل اكثر من اسبوع والذي يؤكد على الالغاء ونصحته ان كان محرجا ان يبيع قسم من ملكه الذي ورثه في مدينة القائم مسقط رأسه فأجاب ان قسم منه دمره الطيران والآخر داعش

قبل رحيله بتسعة ساعات ارسلت له كتاب رفع الحجز من وزارة العدل وتذكرني كلمة العدل ب (العدل المتأخر ظلم ) واتصل للتأكد بالساعة 100 بعد منتصف الليل من هذا اليوم فباركت له .. بعد ذلك بساعات صلى الفجر ورحل الى جوار من صلى له، ولم يستفد من القرار ولم يستلم ولن مكافأة نهاية تلك الخدمة الطويلة المشرفة ، والحمد لله انه لم يصدم بمقدارها والتي كان سيعدها اهانة له ، فقد تم تزوير حتى نص المادة القانونية التي تحدد قيمتها

نم قرير العين سيدي فاليوم انت مع الرحمن الرحيم الجبار فهنيئا لمن اقترب منه وهو ليس بظالم للناس وهنيئا لمن قابله خالي الوفاض وكان قد قدم الخير لأهل بلده