23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

ركبت دراجتي متوجها الى المدرسة فأنه يوم مميز سنحصل فيه على نتيجة الامتحان النهائي للصف الخامس الابتدائي وحين استلمت الشهادة التي حصلت فيها على المرتبة الاولى على المدرسة قال لي المدير:- تستاهل عبد الله تستاهل فانت تلميذ نبيه نجيب واستطرد (أبلغ جدك ووالدك عني السلام),وكذلك قدم لي المعلمون واصدقائي التهاني.
اسرعت الخطى الى البيت فكانت هناك مفاجئة سارة تنتظرني إذ استقبل البيت الضيفة المنتظرة لشهور خلت إذ ولدت (نور) هكذا اسموها.
……
وقفت في صحن الدار وهتفت ياأمي يا جدتي انا ناجح انني الاول على المدرسة.
اسرعتا الي يحتضناني ويقبلاني وكذلك فعل الاخرون زوجات عمي بل وحتى الاولاد الذين اعتبر وني عميدهم قدموا لي التهاني لكن جدتي قادتني من يدي وادخلتني غرفة عمي بهيج ورأيت زوجة عمي سمية (ضاحكة مستبشرة)همست لي جدتي جاءتنا هذه الضيفة ووضعت الطفلة في حجري….:::::لأول مرة ا نظر مولودا بهذا العمر فحدقت فيها مليا كانت مغمضة العينين ولكنها سرعان ما فتحتهما …….آه …. عينان سوداوان واسعتان كأنهما مصباحين يشعان نورا…لا أدري ربما رأيتها تبتسم لي بدت لي كأنها ملاك جميل صغير….شعرت بحنو عظيم نحوها لم اشعر به نحو كل من اخوتي او اولاد عمي…
همست جدتي ضاحكة …انها تصغرك بعشر سنوات…ترى لماذا قالت هذه العبارة وأضافت لقد اسميناها (نور ) فما هو رأيك …؟
هتفت….إنها ملاك…..فغرت جدتي فاها فما كان من المتوقع ان تغير اسم اطلقه جدي على حفيدته المنتظرة لأعوام طويلة والتي جاءت على شوق شديد…
كلا هتفت جدتي واضافت ان جدك هو الذي اطلق عليها هذا الاسم فلا ينبغي مراجعته
لا …يمكن لعبد الله ان يختار للصغيرة اسما …سنسميها (نور ملاك)
كان ذلك صوت جدي الذي استمع الى حديثنا قبل ان يستأذن للدخول الى غرفة عمي بهيج ..وغمزني بعينيه الجميلتين قائلا(نور ملاك)تتدلل عبد الله. وكرر عبارة جدتي انها تصغرك بعشر سنوات. وأضاف:- هي ايضا بكر ابويها كما انت بكر ابويك وتمتم بعدة كلمات وهو يبتسم فضحكت جدتي على إثر سماعها لكني لم افهم فحوى الكلمات التي تمتم بها.
نهض قائما ووضع يده على كتفي قائلا :- هيا لنخرج فليس من اللائق ان نضايق نور ملاك ووالدتها ..
(نور ملاك)اسم مركب جمع الاسم الذي اختاره جدي والاسم الذي اخترته انا …ذلك الامر جعلني اشعر وانا في تلك السن الصغيرة بمسؤولية خاصة اتجاه تلك الطفلة وكأنني حين اخترت لها اسمها صرت مسؤولا عن كل ما يمت لها من احداث ..هكذا صور لي عقلي آنذاك وانطلاقا من هذا الامر اصبحت حريصا على مراقبتها والعناية بها ما جعلني اسمع تعليقات الاخرين مثل
شنو انته ابوها…؟
يابة شنو هالاهتمام الزايد…؟
حقك عبد الله باجر ان شاء الله تكبر نور ملاك وتقوم على خدمتك مثل ما هسه معتني بيها.
اشوفك تهتم بهاي الطفلة حتى اكثر من اهتمامك بإخوانك…؟
وغير ذلك من التعليقات التي كانوا يطلقونها وهم فرحين ولم اكن اعير كثير اهتمام لتعليقاتهم فانا اشعر بحنو مفرط ازاء تلك الطفلة حنو اخ كبير لطفلة يشعر ازائها بمسؤولية الرعاية الخاصة ربما لأنها جاءت الى الدنيا بعد طول انتظار.