18 ديسمبر، 2024 8:33 م

الرئيس مسعود بارزاني يقطف ثمار سياساته في السلام والتعايش

الرئيس مسعود بارزاني يقطف ثمار سياساته في السلام والتعايش

بالأمس عندما زار بابا الفاتيكان فرنسيس إقليم كوردستان وأدی القداس في ملعب فرانسوا حريري وسط العاصمة أربيل كنشاط ديني مع أكثر من عشرة آلاف مواطن أثبت للعالم بأن إقليم كوردستان هو الملاذ الآمن للمسيحيين والإيزيديين والمسلمين واليهود وهو الحضن الدافیء لكل المكونات القومية والدينية.
لقد حظي البابا في هذه الزيارة التاريخية باستقبال جماهيري ورسمي كبير، اذ استقبله باني قيم و أسس التعايش السلمي في الإقليم، الرئیس الزعيم مسعود بارزاني و معه رئیسي الإقليم والحکومة الإقليم كل من السيدان نيچيرڤان بارزاني و مسرور بارزاني بحفاوة بالغة وكذلك كبار مسؤولين آخرين في المطار ومن ثم آلاف الناس في شوارع المحافظة.
هكذا وصلت رسالة الرئيس مسعود بارزاني الی العالم، بأن التعايش هو ضربٌ من التعاون القائم على أساس الثقة والاحترام وأن الحوار هو أحد المعطيات الأساسيّة للوجود الإنسانيب وأن المساهمة في إبتكار صيغ حضارية، لإدارة الحياة المشترکة، بصورة سلمية، مدنية، ديمقراطية، منتجة، سواء علی مستوی الإقليم أو علی مستوی العراق هي مهمة إنسانية وهدف إنساني نبيل، کالمشاركة في صناعة الحضارة وتدبر المصائر علی المستوی العالمي.
قداسة البابا فرنسيس تمکّن من خلال هذه الزيارة المهمة أن يشاهد بنفسه جهود القيادة الكوردستانية في كسر وحدانية الذات في المجتمع الكوردستاني علی نحو نموذجي فتح للفرد الكوردستاني إمكانية قبول الآخر بوصفه مختلف عنه بالدين والمذهب ولكنه مساوﹴ له‌ في الحقوق والكرامة والهوية.
لقد تعامل الرئيس مسعود بارزاني مع المواثيق الدولية، تلك التي تعكس عالمية القيم و خصوصية الثقافة والعقائد الإيمانية والتطور والرقي و وحدة الضمير الإنساني، التي ترفع من شأن قبول الحوار الخارج عن الاحتفال البروتوكولي والمبني علی قضايا أساسية ومحاور حاكمة، كدستور يملأ فضاءات التعايش والحوار و العقلانية.
کل هذا أدی بالنتيجة الی ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة و معالجة المتناقضات السلبية و الخلافات الدينية والمذهبية بين المكونات والكيانات المختلف في الإقليم.
لايمكن العيش في هذا العالم المتعولم دون الإيمان بالتعددية أو دون الإيمان بالحريات الدينية و حقوق المرأة والأقليات، فالترويچ لثقافة السياسات المتهافتة واليقينيات المطلقة ولّی عهده، والإيمان بالدولة الشمولية، التي تنوي الهيمنة علی المقدّرات و إحصاء الأنفس وإخضاع البشر بالقوة العارية من أجل تجنيد المواطن و تسخيره لدعوات مستحيلة أو عقائد مدمرة تحوّل الوعود بالفردوس أعراساً للدم يستحيل أن يدوم، خاصة في زمن الثورة الرقمية والإنسان الرقمي الذي ولد خلال طفرة التكنولوجيا.
هنا نقول لأصحاب السلطة في العراق الفدرالي: بدون إستبعاد النصوص والأحکام التي تتعامل مع الإيزدیین والمسیحیین الكاثوليك منهم و الأرثودوكس والصابئة المندائیة والیهود، کمشرکین أو ضالین وبدون إطلاق حریة الإعتقاد بإلغاء قاعدة الارتداد لایمکن مواجهة الذات ومکافحة ممارسة التشبیح أو الشعوذة ونشر الفتن ولایمکن صناعة مجتمع مدني تتعدد فیه الثقافات والإعتقادات، التي تمحي التحجر الإجتماعي والسکون الثقافي. فمن يريد أن يخرج العراق من المأزق فعليە العمل علی التمرس بإستراتیجیة فکریة جدیدة من مفرداتها : الإعتراف المتبادل، لغة التسویة، عقلیة الشراکة، البعد المتعدد، ثقافة التهجین والعقلانیة المرکبة. فمن لا يعترف بما يقع تهمشه الوقائع ومن لا يقوم بتشخيص الواقع لا يقاومه ومن لا يستخدم لغة مفهومية جديدة لا يساهم بشكل إيجابي في تغييره.
وختاماﹰ نقول: الاحترام والإصغاء وقبول الاختلاف والإنتقال من الموقف الإقصائي (تكفير) Exclusif إلى الموقف العلائقي Relationel أو الحواري، کما يؤکده الرئیس مسعود بارزاني دوماﹰ، هو الحل.