بعد الانتكاسة التي تعرض لها رئيس الجمهورية برهم صالح اثناء زيارته الى الموصل وتواجده في موقع غرق العبارة المنكوبة وما تعرض له من ضرب ورشق بالحجارة واتهامات بالفساد من قبل ذوي الضحايا والمواطنين الغاضبين الذين طردوه من المكان، حاول الرئيس صالح تجميل صورته امام وسائل الاعلام من خلال أية فعالية اجتماعية (على ان تكون بعيدة عن الموصل المشحونة بالغضب) ، فاختار هده المرة محافظة مسالمة وأهلها أناس طيبون جداً وملتزمون بالعادات والتقاليد الأصيلة والأخلاق النبيلة، وهي واسط .
لكن الزيارة – حتى قبل حصولها – قوبلت بموجة من الانتقادات من قبل العديد من الناشطين والمثقفين والصحفيين، فقبل مجيء الرئيس الى موقع الزيارة (في سدة الكوت) جيء بالعديد من طلبة المدارس لاستقباله في مكان خطر على جسر قديم متهرئ وسياجه معرض للخلع او الكسر، ولو حصل مكروه لاسمح الله لسقط هؤلاء المساكين في الماء وغرقوا، فمن جاء بهم؟ ومن أصدر توجيهات بإحضارهم الى هذا المكان؟ ولماذا؟ وهل توجد فكرة محددة تدور في عقل الرئيس لتقليد أحدٍ ما؟!
لقد اضطر التلاميذ والمعلمون للانتظار اكثر من ثلاث ساعات، وكأن زيارة الرئيس ستجعل من محافطة واسط جنة الله فوق الأرض، ثلاث ساعات من الانتظار جعلت الناس يسألون أنفسهم: لماذا ننتظره؟ وما الفائدة من انتطاره؟ وماذا سيقدم لنا؟! بدأت علامات السخط والتوتر تبدو على ملامح المنتظرين .
جاء الرئيس صالح الى واسط، في حركة استعراضية لافائدة منها غير انها لغرض الاستهلاك الاعلامي وتلميع صورته لا أكثر، جاء ورحل ولم يتغير شيئاً في المحافظة التي تعاني الفقر والبطالة ونقص الخدمات كباقي محافظات العراق التي لو نقارنها بالقرى والأرياف التي في دول الجوار سنجد القرى سبقتها بمئة عام في المجال العمراني والخدمي، لم تغير زيارة برهم من واقع محافظة واسط المرير شيئاً سوى أنه بات شريكا رسميا في تدمير محافظة، فزيارته تعد مباركة وتأييدا لسراق المال العام، ربما كان الأجدر به البقاء في قصره الرئاسي وأن لايتعب نفسه بالسفر الى واسط، فهي ليست بحاجة له ولزيارته !
قد يقول البعض ان برهم صالح لم يكن محظوظا في عمله، أو أن بدايته كانت سيئة أو تزامنت مع أحداث وظروف استثنائية، لكن المسألة ليست مسألة حظ مطلقاً، بل هي سوء تصرف، فهو يتخبط ولايدري ما يفعل، بدليل دعوته لرؤساء البعثات الدبلوماسية وزوجاتهم لقضاء ثلاثة أيام في محافظة السليمانية والاحتفال معه بأعياد نوروز على نفقة رئاسة الجمهورية، وهذا التصرف أثار حفيظة الشعب ضده، وباختصار شديد لقد جاء برهم صالح الى منصبه بالمحاصصة الحزبية ولم يكن مؤهلاً لهذا المنصب، كان الله في عون العراقيين حتى تنتهي فترة ولايته