18 ديسمبر، 2024 5:26 م

الرئيس الفرنسي “هولاند”.. وحدة الشعب الفرنسي مقابل تمزيق شعوب “الربيع العربي”!!؟

الرئيس الفرنسي “هولاند”.. وحدة الشعب الفرنسي مقابل تمزيق شعوب “الربيع العربي”!!؟

بعد الإعتداء الإرهابي في باريس وسقوط الضحايا ظهر الرئيس الفرنسي “هولاند” أكثر من مرة شاجباً ما حصل مطالباً ومؤكداً بخروج الشعب الفرنسي والتظاهر على نطاق واسع وطالب بوحدة الشعب الفرنسي باعتبارها السلاح الأقوى في مواجهة الإرهاب في الداخل والخارج! في الوقت الذي كان الرئيس الفرنسي أول من دعم الإرهاب في “ليبيا” عندما تبنى نيابة عن الغرب وأميركا! التصدي لكتائب “القذافي” وتدميرها قبل أن تصل إلى مدينة “بنغازي” لتقمع تمرد المرتزقة فيها ولتبدأ بعدها إندلاع الفوضى “الخلاقة”!! في جميع إنحاء “ليبيا” ويقتل “القذافي” بسرعة ليطمروا معه أسرار وفضائح علاقاته بالغرب وزعمائه مثل “برلسكوني” وغيره وتبدأ كارثة الاقتتال بين الشعب الليبي وتمزيق وحدته والتي كانت من أهم أهداف التحالف الدولي المجرم بحق الشعوب! وبدأت عملية السيطرة على النفط هنا وهناك وبيعه بأبخس الأثمان ووصوله إلى أوروبا بأسهل الطرق وخزنه ومن ثم تدني أسعاره إلى درجة أضر باقتصاديات دول عديدة مقصودة وإنقاذ الاقتصاد الأميركي والغربي من التدهور أكثر مما هو عليه ونشاط مصانع السلاح وسماسرة بيعه وإيصاله إلى الجماعات المسلحة لتستمر في الاقتتال على مناطق ومنابع النفط من خلال تدمير البلاد وتشتيتها وتمزيقها.
 
إن العملية التي حدثت في فرنسا ضد مجلة نشرت صوراً ساخرة عن النبي “محمد ص” كانت تمثل تطرفا خطيراً أضر بالإسلام والمسلمين وخاصة في أوروبا وأميركا وحتى في العالم الإسلامي, وكان يمكن أن يكون الرد على هؤلاء بطرق حضارية أخرى وبالمنطق والتوضيح والحجة؛ لقد تعرض رسول الله “محمد” ص إلى أشكال عديدة من الأذى والسخرية في بداية دعوته إلى الإسلام من أبناء قومه وعشيرته وأهل مدينته ومن بعض أقرب الناس له وتعرض للضرب بالحجارة وأشياء أخرى حتى سال دمه الشريف على جبينه الطاهر؛ وكان عليه الصلاة والسلام لا يرد عليهم إلا بالنظرة المشفقة والعطف عليهم ومسامحتهم حتى استطاع أن يكسب حب الكثير منهم وانتصر هو ودينه الجديد في نهاية المطاف دون أن يستخدم العنف حتى عندما نال من أعداءه وأطلق رحمته وسماحته لهم حين قال ومن موقع القوة والنصر “إذهبوا فأنتم الطلقاء”! لذلك ننعت هؤلاء المجرمون اليوم بأنهم “إرهابيون” جهلة؛ مغفلين أو مرتزقة عملاء تسعى جهات معادية للإسلام والمسلمين بتأجيرهم ودفعهم إلى مثل هذه الأعمال التي تضعف الإسلام والمسلمين وتشوه وتزيف أهدافه ومبادئه السامية.
 
نعود إلى دعوة الرئيس الفرنسي “هولاند” لشعبه بإظهار وحدته من خلال تظاهرة اليوم “الأحد”؛ ولقد أكد على كلمة “الوحدة” التي يعرفون مدى قوتها وتأثيرها وأنها أقوى سلاح لمواجهة الأعداء! ولقد أكدنا في مقالات سابقة كما أكد الآخرين على ضرورة العمل على وحدة الشعب العراقي وأهميتها في العملية السياسية ونجاح العراق وشعبه في بناء المستقبل الزاهر والآمن؛ إلا أن دعاة “الوحدة” من الغربيين وأميركا! لا يريدونها لنا ويسعون إلى تفرقتنا وتشتيت تنظيماتنا ولقد نجحوا في ذلك وركزوا على تقسيم الشعب إلى “سني” و “شيعي” و”كوردي” و”عُربي” وإلى آخره؛ وأكثر من ذلك فقد عملوا على تكريس الخلاف والكراهية بين “الشيعة” أنفسهم فكانوا “دعوة” و”مجلس” و”صدري” و”بدري” و”خزعلي” و “صرخي”!! وكل يضمر للآخر مالا يظهر!! واستطاع صاحب دعوة “الوحدة” للشعب الفرنسي وزعماء آخرين من أقرانه أن يشقوا ويمزقوا وحدة الشعوب لأنها أقوى سلاح يمكن أن يسقط مخططاته وأهدافهم الشريرة!
 
لقد كان الزعيم الفرنسي منافقاً مراوغاً عندما طالب شعبه بالوحدة ضد الإرهاب ويسعى إلى تفرقة الشعوب الأخرى بمساعدة الإرهابيين كما فعل في “ليبيا” وحماية “بنغازي” عندما غازاها مرتزقتهم وإرهابييهم!! ويسعى الغرب وأميركا بشكل عام بمخططهم الصهيوني الجديد وهو “تقسيم المقسم؛ وتجزئة المُجزأ”!! ولكن يسعون في بلدانهم إلى “توحيد الموحد؛ وتجميع المجمع”!!.. فهل يعي “قادتنا”!! ما يحاك لهم وما يجري حولهم وعليهم وما هو مصيرهم إذا استمروا في علاقاتهم المشوبة بالشك وسوء النية والتآمر على بعضهم وتشجيع الفساد والمفسدين والجريمة والمجرمين!!؟
الوحدة الوطنية هي السلاح المجاني لحماية العراق وشعبه ولا حاجة لنا بأي سلاح “فتاك” {{اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}} {{ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}} صدق الله العظيم. آمن “هولاند” والآخرون وحتى “الصهاينة”!!؟ بهذه الآيات وتدبروها! فانتصروا علينا !..وكفر بها المسلمون!! أو الشيعة في العراق!؟ فتفرقوا وذهبت ريحهم؛ فهل هم اليوم نادمون!! أم يحتاجون إلى هزائم أخرى!!؟