18 ديسمبر، 2024 8:40 م

الرئيس العبادي والزمن الصعب

الرئيس العبادي والزمن الصعب

استطاع العبادي خلال فترة حكمه أن ينجز الكثير ولكننا مازلنا نطالبه بالأكثر..
تسنم العبادي الرئاسة لمجلس الوزراء والعراق محتل أكثر من ثلثه من قبل داعش فشرد الملايين من المحافظات الغربية والموصل وقتل وأسر ورهن أهلها.. ولم يكن الوضع الأمني في بغداد بأفضل حالا فهو على شفا حفرة الانهيار والمجموعات المسلحة تجوب الشوارع بهوياتها الخاصة والدولة ضعيفة والاقتصاد منهار.. فخزينة الدولة فارغة الا من صكوك الديون.. والنفط ينحدر الى أدنى مستوى.. والعلاقة مع كوردستان علاقة عداء بلا ضابط ولا ملين لحديد مشاكلها التي تضخمت يوما بعد يوم في الحكومات السابقة..
تسنم العبادي حكومته والفوارق بين الرواتب خيالية.. والتضخم الوظيفي بلغ حدا لا يطاق.. ومع ذلك فلم تمنتنع الحكومات السابقة من التوظيف المستمر..
وأما المناصب الخاصة والوزارات هي كذلك تضخمت بفعل المحسوبيات والتحزبات والمحاصصة.. وأقربها أن له ثلاثة نواب.. ولرئيس الجمهورية مثل ذلك..
لم يقبل العبادي أن يبقى الوضع على حاله بعد أيام من تسنمه المنصب وبعد أن تعالت أصوات الجماهير وصدح صوت المرجعية بالمطالبة بالإصلاح وإيقاف نزيف الفساد وتحسين الخدمات وغيرها من المطالب…
ولا ننسى أن هذا الرجل قادم من نفس الحزب الذي حكم العراق طيلة السنوات الماضية بعد 2003 الا هنيهة.. ولكنه برغم ذلك لم يهادن حزبه وان كانت الضغوطات فوق الطاقة..
أنجز العبادي كثيرا من حزم الاصلاح في ظروف عصيبة خانقة تجعل المرء فيها يقاتل وحده مع فريق عمله المعروفين بالكفاءة والإخلاص… واذ توقفت عجلة الاصلاح اكثر من مرة أو أحرفت عن مسيرها بسبب هيمنة الأحزاب المتغولة والضغوطات الإقليمية والدولية فإن ذلك لم يمنعه من المضي بتحقيق مايمكن تحقيقه..
من المعيب أن لا نذكر منجزات الرجال في الزمن الصعب وأن نفرط في الذم والنقد من أجل مكاسب شخصية و سياسية..
ومن المعيب أن لا نقف وقفة متأنية أمام ماحققه الرجل وحتى أن نشكره.. فعلى يديه حدث الانتصار الكبير على داعش ولم يبق الا القليل لتحرير العراق من دنس هؤلاء الأشرار وهم أعتى وأقذر وأشرس عدو للإنسانية عرفته التواريخ والجغرافيات..
ويكفيه هذا الانتصار فخرا ولكنه حسن من أداء حكومته ببعض الوزراء الجدد وبسط هيمنة الحكومة على السلاح بواسطة القانون ومارس انضباطا عاليا في اعتى الأزمات التي صنعها المقربون بعد أن ركنوا الى الشارع لتحقيق مايبغون.. ولم يضع في ذهنه التفرد والتسلط وانما جاهد في أن يشرك الجميع وحسب القدرة على انجاز التغيير..وتغيرت بعض ملامح العلاقة بين الحكومية الاتحادية والإقليم على الرغم من مشاكل اقتصادية وسياسية وحكومية تعتري هذا الجزء المهم من العراق.. واستطاع أن يضع سلما للرواتب أقل فوارق وأكثر عدالة من ذي قبل.. وانخفضت موازنة الرئاسات الثلاثة الى الخمس أو أكثر قليلا..
نعم هناك هنات كثيرة لأن التركة ثقيلة ولأننا ما زلنا في زمن التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية وحتى الأخلاقية.. ومن أكبرها أن يستغل المفسدون هذه الأجواء ليحققوا مآربهم فيلبسوا ثوب المصلحين وحينها تكبر المظالم وهو مانلاحظه بالعدد الهائل للقضايا في المحاكم الإدارية.. وأيضا مايتعرض له الذين جاهدوا بأقصى غاية الجود من إهمال لعوائل الشهداء ولمن أصيب منهم.. وهناك الكثير أيضا مما لم نذكره هنا ولكننا نكرره في مقالاتنا ومقابلاتنا.
.
ماحدث حتى الان من الرجل وفريقه وحكومته كثير ولكننا مازلنا نطالبه بالأكثر..
والعراق من وراء القصد