18 ديسمبر، 2024 4:44 م

الرئيس الأيراني بزشكيان يتحدى أمريكا بالسلام!؟

الرئيس الأيراني بزشكيان يتحدى أمريكا بالسلام!؟

بفراسة بسيطة لا تحتاج الى تمعن كبير، يستطيع أي أنسان بسيط أن يعرف ومن قسمات وجه الرئيس الأيراني الجديد بزشكيان ، بأنه رجل سلام جاء يحمل غصن الزيتون للعالم أجمع بلا أستثناء بما فيهم أمريكا العدو اللدود لأيران! ، ماداً يده للجميع بكل محبة وخير وبكل صدق ، فهو لا يقول شيء ويضمر شيء آخر، كما هو معهود في عالم السياسة ورجالاتها! ، فالرجل قال وقبل تسنمه لمنصب الرئاسة ومنذ بداية الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية قال ، أنا مع السلام ولست مع أية حرب! وبالتالي هو جاء يحمل وجها آخر لأيران عنوانه ( صفر مشاكل ، صفر أزمات مع العالم أجمع ). وهنا لابد من الأشارة الى حنكة وذكاء وبعد نظر مرشد الثورة في أيران السيد خامنائي وبقية رفاقه في ( مجمع تشخيص النظام) ، عندما أرادوا أن يكون الرئيس الأيراني الجديد من الأصلاحيين وليس من المحافظين المتشددين كما جرت العادة! ، وحسنا فعل مرشد الثورة السيد خامنائي عندما دعم السيد مسعود بزشكيان وهو من جناح الأصلاحيين ، يعني من الحمائم وليس من الصقوركما يطلقون عليهم! ، وهكذا تدار السياسة بهذه العقلية الذكية التي تحسب لمرشد الثورة في أيران! . لقد كان شعار (نحن لسنا طلاب حرب أنما رجال سلام ، وأن بلاده ليس لها أعداء مع أحد)!! ، هو زبدة خطاب الرئيس الأيراني بزشكيان في المؤتمر الكبير الذي عقده في 16/9/ 2024 ، والذي حضره أكثر من 300 مراسل ومصور من 150 وسيلة أعلام محلية وأجنبية!! ، حيث تفاجأ العالم كله وليس أمريكا وحلفائها في الغرب والشرق فحسب ، وهم يسمعون أول رئيس أيراني يخاطب امريكا والعالم بلغة السلام وبهذه الروح الأنسانية ، بعد 45 عاما عاشتها أيران منذ أنبثاق ثورتها في صراع مستمر ومرير وبلا أنقطاع مع ( أمريكا ، الشيطان الأكبر ومع دول الأستكبار العالمي ! حسب الخطاب الأعلامي الذي تعود العالم أن يسمعه من أيران من قبل!) ، والشيء الذي لمسه العالم من خطاب السلام للرئيس بزشكيان ، ودعوته لنزع فتيل أية مشكلة لأيران مع أمريكا أو أية دولة أخرى أن خطابه وندائه أقترن بالقوة وليس بالضعف! . فأول ما دعى أليه هو تعزيز العلاقات بين الدول الأسلامية وخاصة (( مع مصر والسعودية والأردن! ، منطلقا من الأية القرآنية // أنما المؤمنون أخوة ، فأصلحوا بين أخويكم// وبحسب ما نقلت عنه وكالة تنسيم الأيرانية للأخبار ، أنه قال : أن أصلاح ذات البين أهم من الصلاة والسلام!)) . وفي المؤتمر وجه الدعوة الى ولي العهد السعودي الأمير محمد أبن سلمان لزيارة أيران , وأثنى على وساطة الصين بين أيران والسعودية! ، وكذلك تطرق الى علاقة أيران مع تركيا واصفا تركيا ( صديقتنا وشقيقتنا ، وأن معتقداتنا وثقافتنا ممزوجة ، داعيا الى بلورة الأستثمارات بين أيران وتركيا) ، ودعى الى أنشاء سوق حرة بين أيران وأذريبيجان وباكستان وتركمستان ،وتشجيع الأستثمارات بين بلدانهم . وبخصوص السياسة الخارجية لأيران ، فقد أكد بانها ستمضي قدما نحو ما فيه الخير للجميع مؤكدا بأنها تقوم على ( العزة ، والحكمة ، والمصلحة) . كما أكد الى ضرورة تفعيل الأتفاق المشترك بين أيرن والصين والذي مدته 25 سنة مؤكدا بأن أيران ستكون شريكا ستراتيجيا مع الصين! . وحقيقة أن العالم وتحديدا دول المنطقة لم يسبق لهم ان تعودوا على سماع هكذ خطاب سياسي من أيران يحمل كل هذا السلام والدعوة للتصافي والمحبة . ومن وجهة نظري ، وجدت أن الرئيس الأيراني بزشكيان جاء وكأنه يحمل مطفأة حريق! ، لأطفاء كل المشاكل في المنطقة وفي العالم المضطرب الذي يقف على شفير حرب عالمية ثالثة! ، لا سيما وأن المنطقة العربية ومنطقة الخليج تحديدا تعيش على صفيح ساخن دائما ، وطالما كانت بؤرة للمشاكل والصراعات والأزمات والحروب الأقليمية والدولية! . وأرى أيضا ، أن الرئيس الأيراني بخطاب السلام ودعوته لحل المشاكل بالحوار والتفاهم ، قد قلب الطاولة وسحب البساط من تحت أقدام أمريكا وأية دولة تتربص بأيران السوء! ، وهو بالتالي يريد عبر خطابه أن يغير نظرة العالم تجاه أيران ، وكأنه يقول للعالم سترون أيران جديدة! ، فكانت لغتة لغة القوي المقتدر ولكن بسلام وبمحبة ، عندما خاطب أمريكا التي تعيش معها أيران الحرب والتوتر في العلاقات منذ قيام الثورة الأسلامية عام 1979 قائلا لهم (نحن ندافع عن حقوق أمتنا ، أنهم يجعلوننا مضطرين للدفاع عن أنفسنا يقصد أمريكا ، عندما أغلقوا علينا كل الطرق! ، وأذا كانت أمريكا تحترم حقوقنا فلا خلاف لنا معها!) . ومن الطبيعي أن هكذا خطاب سياسي لا يحرج أمريكا فحسب !، بل يحرج كل من ينوي الحروب والقتال ويدعوا الى الحرب . ومن المفيد أن أنقل هنا مقتطفات مما جاء في مقال الكاتب الصيني// تشوا تشين لينغ// عن أمريكا والمنشور بتاريخ 24/5/2023 والذي تلاقفته كل وسائل الأعلام في العالم ، ((بأن أمريكا لا تعيش ألا على الحروب! ، ومن يريد هزيمة أمريكا فليقطع عنها هواء الحروب! ليعيش العالم بسلام! ، وأن أكبر تهديد لأمريكا هو ليس الصين بل السلام! ، وعندما يكون هناك سلام في العالم ستظيع أمريكا ، التي بنيت أمبراطوريتها الدولارية وأقتصادها على تجارة الحروب)) ، ومن وجهة نظري وجدت وكأن خطاب السلام للرئيس الأيراني بزشكيان ودعوته لتسوية كل المشاكل والأزمات في العالم وليس مع أيران فحسب عن طريق الحوار، جاء متناغما مع مقال تشوا تشين لينغ!!. وذكر الرئيس الأيراني بزشكيان في المؤتمر، بأنه سيتفاوض مع الأمريكان خلال زيارته المرتقبة الى نيويورك للمشاركة بأجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في كافة الأمور العالقة بين البلدين وخاصة موضوع الملف النووي! . ، كما تطرق في المؤتمر الذي عقده قائلا ، أن أسرائيل أرادت جرنا الى حرب أقليمية بقتلها زعيم حماس ( أسماعيل هنية)! ، ولكننا مارسنا سياسة ضبط النفس!. ومن وجهة نظري ، بأن الأحداث الأخيرة الذي تعرض لها حزب الله ، المدعوم من أيران (ماليا وعسكريا ولوجستيا) ، بتفجير أجهزة الأتصالات ( الجبير والهوكي توكي) ، سوف لن تجر أيران ولا حزب الله الى نقطة القتل ( الحرب المباشرة) التي تريدها أسرائيل!! ، بل ستلتزم أيران وحزب الله بأعلى درجات ضبط النفس ، مع أحتفاظ حزب الله بحق الرد بالوقت والزمان والمكان الذي يحدده ، وهذا ما فهم من خطاب السيد حسن نصر الله بعد الأحداث! . أخيرا نقول : هل سينتصر غصن الزيتون الذي يرمز للسلام والذي حمله الرئيس الأيراني بزشكيان لأمريكا والعالم لحل المشاكل العالقة بينهم ، أم ستنتصر لغة السلاح والحرب التي طالما عاشت عليها أمريكا وأسرائيل!؟ . الأيام والأشهرالقادمة ، التي وبلا شك ستكون حبلى بالأحداث ، ستوضح وتجيب عن ذلك ، لننتظر ونرى.