23 نوفمبر، 2024 2:53 ص
Search
Close this search box.

الرأي الاخر وتشرين الانتفاضة والتغيير

الرأي الاخر وتشرين الانتفاضة والتغيير

من الطبيعي جدا ان نتفق او نختلف في وجهات النظر حتى داخل الحزب الواحد وتبقى وجهات النظر مهما تباينت محنرمة ما دامت لا تمس جوهر المباديء وقيمها ، بل انها قد تغني وتصحح مسيرة الحزب او الاشخاص على حد سواء .. هكذا يتم التعامل مع اي اختلاف في وجهات النظر ومع النقد الهادف لمن يؤمن حقا بقيم الديمقراطية واحترام الرأي الاخر التي يبدو انه ما زالت هنالك مسافات بيننا وبينها ، الا عند القلة من الاحزاب والشخصيات التي وعت وادركت اهمية النقد البناء والحوار فابتعدت عن لغة التخوين والردة وغير ذلك من النعوت الجاهزة لمن يخالفها .
في مجتمعاتنا العربية ، ومنها مجتمعنا العراقي ،المأزومة سياسيا واقتصاديا واجتماعياً ما زالت غالبية ان لم نقل جميع الاحزاب وبمختلف مشاربها لا تستيغ قياداتها النقد ولا حتى الاختلاف في الرؤى مع منافسيها من الاحزاب ، وهي بهذا فشلت في اداء مهمة نشر الوعي الديمقراطي في المجتمع ..اما الانظمة الحاكمة فانها لاتفهم غير سياسة القمع للاخر المعارض . ان كل هذا انعكس سلبا في عملية بناء الانسان العربي الذي يجد نفسه مضطرا امام خيارين احلاهما مر فاما الصمت والرضوخ وكبت مشاعره ازاء ممارسات انظمة واحزاب فاسدة ، اواعلان رأيه صراحة مع ما يعنيه ذلك من تبعات خطيرة قد تصل الى التصفية الجسدية . وما يؤسف له ان عدم قبول الاخر وتسفيه الرأي المعارض سمة لاتقتصر على الاحزاب الاسلاموية فقط التي تتخذ من المقدس شعارا لتكميم الافواه ، بل وهذه هي الطامة الكبرى ، نجدها حتى في احزاب مدنية ترفع شعارات الحرية والديمقراطية للمواطنين لكنها محرمة في حياتها الداخلية وما على القواعد الا تلقي التعليمات والتنفيذ !
وفي عراق ما بعد الاحتلال الذي يسمونه جزافا جديدا وما هو بجديد ، اضاعت علينا الاحزاب والشخصيات الاسلاموية او المدنية التي قبلت بصيغة مجلس الحكم المحاصصاتي ، فرصا ثمينة وحقيقية كانت متاحة لبناء انسان بشخصية تؤهله لممارسة دوره كمواطن في بناء تجربة ديمقراطية في المنطقة .
ومن تجربة السنوات العجاف التي مرت بالعراق منذ الاحتلال الى اليوم نستطيع ان نقول ان لا انتخابات شفافة ونزيهة ولا ديمقراطية ولا نهضة باستمرار هيمنة الاحزاب الاسلاموية الفاسدة .. وان علينا جميعا كمواطنين الوقوف مع ابنائنا الشباب الابطال في ساحات العز والكرامة فهم املنا بالتغيير على طريق بناء ديمقراطي صحيح يحترم الراي والراي الاخر .. وهذا ما يؤكدونه يوميا بسلميتهم وباعتمادهم الشفافية مع الجماهير برغم ما يتعرضون له من حملات قمع وتشويه .
اخيرا فان المطلوب منا جميعا ان نرتقي بمواقفنا الى خطورة الاحداث التي يمر بها وطننا العراق وان نعمل على ترسيخ وحدة الصف وثقافة احترام الراي الاخر ، فقد سبقنا العالم اشواط في نهضته وتقدمه ونحن نتراجع خطوات وهذه الكلمات موجهة لذوي العقول المنفتحة وليس لادعياء الزهد والدين ممن اثبتوا انهم منافقون والمنافق غير امين لا في قول ولا في فعل ولا يستوعب كلمات الانفتاح والحوار الهادف . ونعم لكل صوت وطني يسعى الى خدمة وطننا وشعبه باخلاص .

أحدث المقالات

أحدث المقالات