18 ديسمبر، 2024 7:41 م

الرأسمالية ترفس ثوابتها

الرأسمالية ترفس ثوابتها

على عكس ما ذهب الاقتصادي الفرنسي ،،فنسنت دي جورناي ،، الذي لخص لب الرأسمالية بمقولته المشهورة ،، دعه يعمل دعه يمر، ، يقف بايدن اليوم ليقول لا نسمح بالاستثمار خارج الويلايات المتحدة في صناعة الذكاء الاصطناعي والحوكمة الرقمية ، وخاصة مع الصين ، التي وصفها بالقنبلة الموقوتة ،  وهو يكمل ما بدأ به الرئيس السابق ترامب ، عندا وضع الحمائية التجارية في العلاقات الاقتصادية وخاصة مع الصين ، والحمائية التجارية هي قيود تفرض على الشركات والإفراد للحؤول بين حرية مسارات رأس المال وبين فكرة العولمة التي وضعها دهاقنة الرأسمالية بعد أزماتها الداخلية واختناق السوق جراء الإنتاج الواسع وانتشار الفقر وعجز قانون العرض والطلب في مواجهة عيوب نظام عدم تدخل الدولة ، وقد تعرى النظام الرأسمالي في أوربا والولايات المتحدة أمام ضعف القطاع الصحي العام في مواجهة جائحة كورونا في حين نجت الصين رغم انتشار الجائحة الواسع ، نجحت في حصر مكان الانتشار  وكان القطاع العام مستعدا رغم المفاجأة بكل قطاعاته الصحية والصناعية والخدمية في تحجيم الجائحة وسرعة خلق التطعيم المضاد .

أن نظام التسليف العقاري وما سببه من أزمة اقتصادية هزت النظام الرأسمالي في الويلايات المتحدة والاتحاد الأوربي عام 2008 أظهر هشاشة النظام المصرفي الرأسمالي المتمثل بالمظهر الخارجي الرصين الهش من الداخل حيث تفوق القروض وشروطها قدرة المدين على التسديد وعدم ،قدرة المصرف على حجب هشاشة وضعه المالي ، وهكذا يظهر حجم الدين العام الأمريكي كما في الاول من كانون ثاني عام 2023  ،والبالغ  31،4 تريليون دولار ( وهو يمثل 126 بالمئة من الناتج القومي البالغ  25 تريليون دولار ) وان ميزان المدفوعات كان لصالح الصين جراء تنوع السلع المصدرة للويلايات المتحدة ورخص أثمانها ، مما دفع بمنظري الاقتصاد الأمريكي للدفع بالرؤساء لفرض الحرب التجارية المباشرة على صادرات الصين أو العمل على إبعاد دول في امريكا اللاتينية وبعض دول القارة الأفريقية عن المضي بالتعامل مع الصين ، وما تدخل فرنسا المباشر ومن ورائها الويلايات المتحدة في إعادة الرئيس النيجيري المخلوع إلى السلطة إلا مظهرا من مظاهر الدفاع عن مستقبل الرأسمالية في العالم ولو على حساب الثوابت ، ومنها حرية التجارة وحرية مرور الشركات متعدية الجنسية  ، وهذه الحرب المكشوفة على الصين تدلل على صحة النهج الاشتراكي بقالبه الجديد وعلى خطأ رفسة حصان الرأسمالية بمنع الاستمرار بالمتاجرة مع الصين…..