19 ديسمبر، 2024 2:47 م

1 ـــ كثيرة هي الأشياء التي لا نفهمها في وطن الفوضى والغموض, نبحث عن انفسنا وبعضنا في هروب الى الأمام, ان كنا في منتصف الطريق, او بين النهايتين, كأي شعب لا بداية له, اجنحة احلامنا وحدها الصاعدة الى قمة الأفتراضات, يوقضنا وجع الواقع على مقالة لكاتب غريب الأطوار والأهواء, او تصريح لسياسي افقد الفساد رشده, او موعظة لمرجع متهماً بسرقة اسم الله, كل يدعونا ان نبدأ من نهايته, نحو بداية لجحيم جديد, ما عسانا ان نفعل وقد دخل السياف عقر ارواحنا, ليختبر فيه الله صبرنا, رسبنا في الأختبار… ورسبنا, وخوفنا من زمن لم يجد فيه الرب من يختبره.

2 ـــ نجهل انفسنا ونتوسل اشقائنا الألداء, ان يضمدوا جراحهم فينا, كجراد صحراوي, دخلونا من شرقنا وغربينا وشمالنا وجنوبنا, ليفترسوا حقول العافية, او انها طيور ابابيل, تطلق صواريخها الذكية من خليج اخوتنا, وان افرغت الصراعات ملاكاتها, يملؤها بمجندي السياسة والثقافة والدين “ليچملوا الغرگان غطه”, المواطن البسيط الجائع المريض المكبوس تحت ثقل التضليل, مشغول بالحفاظ على نفسه الأخير, وهناك من يغريه بديمقراطية وتكنوقراطية وفضاءات وطنية, ومصالحات وتوافقات ودستور, ومن اجله عراق جديد, وان حدث ما كتبوه عليه, فأنه “فوزاً عظيما” وللأرامل والأيتام (هريسة) الصبر الجميل!!.

3 ـــ نتحدى من يدلنا على من زور اصواتنا وشكل منها حكومة, وكتب لها شروط استسلامنا, او من جند مليشيات للتأديب بالذخيرة الحية, ويبتر الاصابع اذا ما ارتفعت رافضة, او قطع الألسن ان قالت للباطل ــ لا ــ, بعض مثقفينا تركونا في منتصف الطريق, وراحوا يفرغون رصاص الكلمات في صدر بداياتهم, وواصلوا السير مع السائرين, وكمن يحلب نملة, يطالب البعض من عادل مهدي المستقل!! كما انتظروا, من العبادي والمالكي وقبلهم الجعفري وعلاوي, ان يبني دولة مستقلة, وحكومة مستقلة, واحزاب مستقلة, وميلشيات تكنوقراط مستقلة, لو فهموا انفسهم, لكان بالأمكان فهمهم, الله والشعب وحدهما يفهمان ما في القلوب, لأن الرب مسروقاً اسمه, والشعب مسروقاً رغيف خبزه.

4 ـــ لو حاول البعض, الأنحياز الى الوطن والناس, لكانت مجازفة, سيفقدون فيها ارزاقهم واعناقهم احياناً, وربما ينكسرون لو اصروا الوقوف على كامل قاماتهم, وسيدفعون ثمن بسالتهم, لكنهم سيخلدون في الذاكرة العراقية, كآخر الأوفياء وانبل المضحين, بعكسهم من اصاب نرجسيته العمى وغروره الشلل, او توج نعش نهايته بالأستعارات, لا نعلم ماذا يريدون حصراً, من شعب لا يحترم حكومة التزوير, ويتهمون متظاهري الجوع بالأندساس, ورفض الفساد والأرهاب الملشياتي, خدمة للبعث, وينصحون الآخر, ان يرقص معهم على كل الأيقاعات, لم نفهم امرهم ولا هم يعرفون ماذا يريدون, ربما تحت جلد المقالة ما نجهله, او ربما هي العادة, يكتبون.. ليكتبون وغيرهم يقرأون… ليقرأون “والعشه خباز”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات