الثورة لايصنعها الفقر بل الوعي بالفقر نفسه (هو من يصنع الثورة )،هذه المقولة لكارل ماركس قالها قبل اكثر من قرن ونصف ، وهي اليوم تتجسد في فقر العراقيين الذين ينظرون الى اموالهم وهي نهب لمن تصدى للسلطة متذ عام 2003، والغريب ان من يسرق اليوم هو من كان يتهم ازلام النظام السابق بانهم سرقوا المال العام ، والأغرب ان من يئن من الفقر هو قريب جدا جدا من نهاب المال العام او ربما من إخوانهم او جيرانهم ، ولكن الامعان والتلاهي بالسرقة والتمتع بالمسروق يعمي الأعين عن مشاهدة الحقيقة ، لا بل يدفع بالسارق الى سد الاذن والالتفات الى الطرف المعاكس .
ان زيادة نسبة الفقر بعد التاريخ اعلاه كان بسبب النهب الغير المعقول للمال العام وان الحكومة المركزية ومجالس المحافظات اشتركوا بذات الصفة وحولوا السلطة إلى أداة للعمل على صنع التخلف وانها كانت مجالس مناكفة ومعاكسة ومجالس تحكمها العقلية الامية والعشائرية ، واليوم وبعد كل هذه الإخفاقات على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والصحية تواجه الحكومة المركزية ومجالس المحافظات الانتفاضة الشعبية بقوة السلطة التي خولها الشعب لهم متناسين أن الشعب مصدر السلطة وهو اليوم يقول للحكومات ،،لا،، لا استمرار حكمكم وجبروتكم وان الانتفاضة ستطيح بكم لانكم لم تكونوا عند مستوى المسؤولية، وأنكم كغيرهم من الحكام الأغبياء لم تقراوا التأريخ الذي على مسرحه سقط العديد من الطغاة وأنكم مطالبين بدفع ثمن الدم المراقي، وان الشعوب هي من يصنع التاريخ وان هذا التاريخ سيشهد رميكم في أوعية نفايات الشعوب الثائرة، ويكونوا عبرة لمن لا يقرأ التاريخ ويفهم معانيه ، وهنا أود ان اذكركم بوثبة كانون ، وغيرها من وثبات شباب العراق التي غيرت مجرى تأريخه الحديث …