17 نوفمبر، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

الذين يكتبون!!

الواقع العربي يزخر بالمكتوب بحبر الإفتراءات والأكاذيب , الهادفة لترويج وتسويق إرادة الكراسي الساعية لإستعباد الناس , وتسخيرهم لغاياتها العلنية والخفية , ولكل كرسي أقلامه وفقهاؤه وحاشياته التي لا تشبع من مال ولا من إبتذال.
لو تصفحنا ما خطته أقلامنا على مدى نصف قرن , سنجد أن النسبة العظمى من المنشور سلبي نُواحي رثائي تدميري للذات والموضوع , ومعادي لجوهر الأمة وحقيقتها.
وإنطلاقا من توجهات الحداثة المحشوة بالأفكار السلبية , والقراءات العدوانية للحاضر والماضي , فأن الإبداع موتي الطباع والمميزات ولا تجد فيه رمق حياة.
القصائد نُواحية , عبثية إزدرائية , فالشعراء يتربصون للحوادث والنوازل لينطلقوا بلطمياتهم , التي يسمونها شعرا , ولا يوجد فيما كتبوه , ما يستنهض الهمم ويبني النفس الأبية القادرة على التوثب نحو المستقبل.
وهذا النهج التخميدي , الترقيدي لإرادة الأمة يطغى على كافة النشاطات , فحتى ما تطرحه الأحزاب يصب في الخندق الدامع الدامي , ولهذا لم تنجز ما يصلح للحياة , وتلطخت أياديها بالدماء والآثام والخطايا.
لتؤكد مسيرة الوجيع , ولتؤسس لدوامة مفرغة من الإنحطاط والخسران والإنهزام .
وفي زمننا المعاصر , تجد المواقع والصحف تزدحم بالمقالات , وكتابات جلد الذات , والإمعان باليأس والقنوط , وإيهام الأجيال بأن مصيرها أسود , وعليها أن ترقد في أحضان الأحزان والويلات , وتستلطف نشاطات الثبور ومصادرة حقوقها الإنسانية المشروعة.
فما أنتجه الحداثيون وما بعدهم وما قبلهم , أناضيد أفك وإفتراء , وطمس لحقيقة وجود أمة ذات طاقات حضارية سامقة.
وتجدنا اليوم أمام أدباء وكتاب من إنتاج تلك العقود , ولا يستطيعون تقديم قدوة صالحة للأجيال.
بل همهم الحط من قيمة كل شيئ , وإعلاء شأنهم المقتول بنرجسيتهم.
ولا بد من القول أن الأمة بخير , وأجيالها أكثر وعيا وإدراكا ومعاصرة , وفهما لواقعهم , وجذورهم الإنسانية الحضارية الراسخة في قلب الحياة الحرة الكريمة.
وستداس أفكار وكتابات اليائسين البائسين , بسنابك التفاؤل والثقة العالية بالنفس , وبقدرات الأمة المطلقة على أن تكون حرة أبية ذات أنوار لا تنطفئ!!

أحدث المقالات