جارتنا الشرقية تتقوى ونحن تأكلنا أُرضة الضلال والبهتان والضحك على العقول المتصحرة , والذين يكتبون مقالات ذات أحلام وردية إنما يعبّرون عن هذيانات إنفعالية وعاطفية بحتة , والذين يحسبون أن عاصفة قد هبّت وستزيح إمتداداتها وتفاعلاتها مع الدول العربية إنما هم الواهمون..
والذين يراهنون على شعبها هم أكثر وهما , لأنه شعب يضع وطنه أولا ومصالحه أولا , ولن يتفاعل مع قوى أخرى ضد وطنه كما يفعل العرب…
فالكتابة عن جارتنا الشرقية بمقاييس عربية نوع من الهذيان…
والذين يتصورون أن القوى الكبرى ستحل مشكلة عربية واحد فأنهم من المجانين أو هم بلا ذاكرة…
فهل وجدتم مشكلة عربية واحدة تم حلها منذ نهاية العقد الخامس من القرن العشرين وحتى اليوم؟
إن جميع المشاكل العربية يكون التعامل معها وفقا لآلية الإمساك بخيوط المشكلة وإستثمارها لتأكيد المصالح..
فما هي مصلحة الدول الكبرى فيما تذهبون إليه؟!!
فجارتنا تلعب دورا متميزا في تأكيد المصالح وتطويرها والمساهمة بتمزيق الوجود العربي في كل مكان.
وهي التي تمكّنت من تجنيد نسبة من العرب ليكونوا أكثر غيرة عليها من مواطنيها , وقد نجحت نجاحا منقطع النظير في دفع العربي لقتل العربي من أجلها …!!
فعن أي تغييرات يتحدثون…؟!!
وعن أي بشائر أملٍ يكتبون…؟!!
إن الإستثمار في المشاكل سيتفاقم , وستكون هيّ اللاعب الرئيسي والمهم جدا , لأنها نجحت وبإقتدار متميز في توظيف الدين لتمرير جميع المصالح , وإعتقال العرب ببعضهم وتبديد ثرواتهم بشراء الأسلحة لتدمير وجودهم بأكمله…!!
ولا نريد الجزم , لأن طبائع الأمور والأحداث تشير إلى إتجاهات أخرى , ويا ليت الذي تسوّقه التمنيات والأحلام سيكون واقعا حقيقيا…لكن “بعيد اللبن عن وجه مرزوق”…!!
فالإرادة تتكلم جميع اللغات إلا العربية!!!
وتحت الطاولة ما تقدم , وما فوقها أنتم به أعلم!!!