8 أبريل، 2024 3:43 ص
Search
Close this search box.

الذكاء الاصطناعي مرة اخرى……..

Facebook
Twitter
LinkedIn

حسب عاداتهم وتقاليدهم اقام الجنود الامريكيون في 2003 في القاعدة الامريكية في التاجي شمال بغداد تشيعا وتذكروا رحيل رفيقهم الغالي الراحل “بومر” الذي انقذ ارواح العديد من الجنود الامريكيين في خضم الانفجارات التي صاحبت عملية احتلال العراق. وبومر هذا لم يكن امريكيا ولا حتى عراقيا بل كان روبوت من الروبوتات.
حيث كان يتقدم امام الجنود لكشف القنابل والمتفجرات التي كان يخفيها العدو في طريقهم. وفي حفل تشيع بومر تم منحه ارفع الاوسمة الامريكية مثل القلب الارجواني والنجم البرونزي وتم دفن اجزاءه المعدنية المحطمة واطلقت المدفعية 21 اطلاقة بهذه المناسبة.
وهذا الروبوت هو عبارة لعبة بشكل شاحنة لها رقبة طويلة ومركب عليها كاميرا سعر الروبوت بالكامل ليس كبير 14000 الى 18000 دولار وليس من الصعب الاستعاضة بغيره ولكن الجنود الامريكيين هؤلاء ارتبطوا ارتباط وثيق به. وعندما لقي مصرعه حزنوا عليه كما يحزنون على حيواناتهم الاليفة.
هذا دليل على اننا نحزن على اصدقائنا من غير البشر عندما يتعرضون للأخطار ونعطيهم اسماء وحتى نتجادل حول جنس الروبوت.

واذا تقدم بنا العمر ستصبح مثل هذه الاحداث والممارسات شيء طبيعي. من هذه الامثلة ما قامت به مؤخرا بعد 15 سنة ( من 2003) مؤسسة الاذاعة الكندية عندما كرمت روبوتات تقاعدت عن العمل في المؤسسة فأقامت لها حفلة توديع كبيرة حيث كانت هناك كيكة كبيرة وموسيقى وبالونات ملونة وعصائر وبطاقة شكر وتقدير.

وبالرغم من سرقة الروبوتات لأعمال الناس وتحويلهم الى العطالة الا انه لا مهرب من اقامة علاقات “اخوية ” وطيبة بين الطرفين. فنحن ناسف اذا حدث لهم مكروه ونتصورهم اشخاص ونعطيهم الاسماء ونتجادل حول كونهم ذكر او انثى. واحد الروبوتات في مجال التدريب الطبي واسمها صوفيا منحت جنسية الدولة الموجودة فيها

كل ما نريد قوله هو ان هذه الصداقات غير المتوقعة بين الانسان والالة تمثل ميل الانسان الى شخصنة كل انواع الكينونات بما في ذلك الحيوانات والنباتات والالهة والجو وحتى الأشياء غير الحية.
كبشر بالرغم من كل ما اتت به الروبوتات من بعض الاضرار المهمة للإنسان فإننا نشعر بالاسى والاسف لما يحدث لها من مآسي . ففي تجربة اجريت في المانيا على ادمغة متطوعين وهم يشاهدون مآسي تحدث لبشر وروبوتات عندما توضع حول رقابهم اكياس بلاستيكية ويخنقون فبالرغم من تأثر المتطوعين اكثر على البشر نرى هناك ايضا نوع من التأثر لما يحدث للروبوتات.
لكن ليس كل الروبوتات مصممة على شكل انسان فبعضها مصمم على شكل صناديق مستطيلة لا وجوه لها ولكن لماذا نهتم بهم؟ وماذا يعني ذلك للمستقبل؟
تقول احد المتخصصات في ميدان تكنولوجيا النانو : عندما بدأت عملي في مختبر خصصوا لي روبوت يقولون عنده عقل مهمته التقاط صور لجنين الاسماك لدراسة تأثير المواد السامة على تطور الاسماك. وكان الربوات شريكي الوحيد في المختبر. فنشات علاقة مع هذه الالة وبدات اشعر انها محرومة من كل الحقوق باستثناء الكهرباء التي تشغلها.
وفي محاولة احد الروبوتات الانتحار واسمه ستيف ويعمل على حراسة احد المولات عندما تعثر في خطواته والقى بنفسه في النافورة القريبة هب عمال المول لإنقاذه وهو الان في حالة خطرة.
واذا تعمقنا في الامر اكثر نجد ان سبب العلاقة الطيبة بين الاثنين تعود الى عدة حوافز : اولها رغبة الانسان وارادته في السيطرة عليها وذلك بإعطائها اسماء انثوية حسب الباحثين.
والحافز الثاني هو الشعور بالعزلة عند الانسان اثناء العمل او عند التقاعد والحافز الثالث هو الحاجة الى ايجاد اوجه شبه ملموسة بين الانسان والالة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب