18 ديسمبر، 2024 11:43 م

الذاكرة والمناعة!!

الذاكرة والمناعة!!

إذا فقدت الأمم والشعوب ذاكرتها فستفقد مناعتها , وتتحول إلى موجودات خرفة تقودها إرادات الآخرين , لأنها لا تمتلك ما يؤهلها لقيادة نفسها ومعرفة خارطة مسيرها.

وذاكرة الأمم والشعوب تتلخص بتأريخها , الذي يمكن محقه أو تحويله إلى سلاح ضدها , لتدمير وجودها في الحاضر والمستقبل.

وبما أن تأريخ أمتنا لا يمكن محقه والتخلص منه , فأعداؤها يجدّون ويجتهدون بتحريفه وتحويله إلى طاعون , لتعويقها وتفريغها من جوهرها وطاقاتها الحضارية الأصيلة.

وفي زمننا المعاصر بلغ العدوان الفكري والثقافي ذروته وتمام خطورته , بتغفيل نخب الأمة وتحويلهم إلى أدوات فاعلة في تشويه التأريخ والتقليل من قيمته , بل وتكذيبه وإعتباره حالة مغايرة مترعة بما هو سلبي ودوني , وبعيد عن المعاني السلوكية النبيلة السامية.

ويتم التركيز على الدموي والقتالي , ويبتعدون عن العلمي والثقافي , ليوهموا الأجيال بأن الأمة لا علاقة لها بالعلم والمعارف الإنسانية , وأن بطولتها في السيف وحسب.

ولهذا تجد الذين يحاولون الكتابة عن حقيقة اِلأمة الحضارية في محنة تحدي ما في رؤوس أبنائها من أضاليل وتصورات سلبية , فتجدهم يبخسون المكتوب بإيجابية عن أمتهم , ويهللون ويروّجون السلبي.

ويبدو أنهم قد أفلحوا بزرع الأكاذيب في الوعي الجمعي , وإقناع أبنائها بأنها مقعدة , عاقرة , فاقدة لمؤهلات المعاصرة , وعليها أن تتبع وتقبع في أحضان الطامعين فيها.

فهل من تفاعلات تحافظ على ذاكرة الأمة وتصونها من التشويه والتدمير؟!!