22 ديسمبر، 2024 8:15 م

الذئب بدأ يخترق اسوارنا .. فاحذروا !

الذئب بدأ يخترق اسوارنا .. فاحذروا !

منذ أشهر، اثرت على هامش ما يجري من تطورات عسكرية في الجانب السوري، أن القتال سيكون على أسوار العراق وإستندت في ذلك على مُعطيات التحرك الروسي والأمريكي والداعشي والتركي..

وفي هذا السبيل أقول : عِندما شَعَرتْ أنقرة بخطورة القوات الكردية، على شريط حدودها الجنوبي مع سوريا تحركت بقوة وإندفعت نحو عفرين والمناطق المجاورة لها الى منبج؛ في حين انتجت المُصالحات المحلية التي جرت في الساحة السورية تجميع المجموعات الارهابية في ادلب وجرابلس..

ان امريكا ” ترامب” التي عملت على ايقاف التعاون مع الدواعش، حيث عملت عليهم الإدارة الأمريكية السابقة وتوجه ترامب الى التعاون مع “البي كي كي” “والبيدة ” وقوات سوريا الديمقراطية، إعتقدت بهذا التحول مع الدواعش الى القوات الكردية، إن استمرار دعم الدواعش وجبهة النصرة “القاعدة”، سيشكل خطراً على أمريكا والدول الاوربية من خلال العمليات الإرهابية التي جرت وستجري في عدد من العواصم الغربية..

لكن خيار التعاون مع القوى الكردية واجهته تركيا بعنف وحصل تقاطع حاد بين تركيا وامريكا والاتحاد الاوربي ما جعل الحليف التركي ينأى بنفسه عن حلف الناتو ويقترب من المحورين الروسي والايراني!.

هذا ما دفع ترامب التفكير جديا بإعادة العمل بسياسة اوباما بدعم داعش وجبهة النصرة من جديد .. وهو ما حصل في جنوب سوريا في الشريط الحدودي”60كيلومترا ” شمال طبريا على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة حيث تتواجد قوات داعش وجبهة النصرة والجيش الحر !.

الغريب: ان اكثر من 2500 عنصر داعشي تم معالجتهم في المستشفيات الاسرائيلية مع عائلاتهم؛ بالتنسيق مع ادارة ترامب ثم ينطلق هذا التنسيق لتتحرك امريكا واسرائيل بتجميع الدواعش حصراً بين شرق الفرات في سوريا والحدود السورية – العراقية الممتدة من البو كمال جنوباً حتى حدود محافظة الحسكة..

ان استبعاد جبهة النصرة والجيش الحر من هذه المساحة المحاذية لأسوار العراق يراد منه استخدام الدواعش من جديد في اختراق الحدود العراقية لإعادة بناء حواضن في المحافظات الغربية والوسطى بهدف ان تكون داعش من جديد ورقة ضغط امريكية على الحكومة العراقية والشعب العراقي للتلويح في مواجهة من يستخدم ورقة اجلاء قواعدها العسكرية الخمسة في العراق!.

حين قامت الطائرات الاسرئيلية بقصف مواقع كتائب حزب الله على بعد 1500 متر عن حدودنا لم استغرب قيام اسرائيل باستهداف المجاهدين العراقيين الذين يدافعون عن حدود العراق لحمايته من غائلة الدواعش واخلاء اي وجود في هذه المنطقة للجيش السوري الذي استهدف في القصف والحشد الشعبي والجيش العراقي!.

ان استعانة امريكا بإسرائيل تأتي للتغطية على مخططاتها الاستراتيجية في العراق وسوريا والافادة من بعض الدول العربية مما يجري في اليمن!.

لا أستبعد حصول تطور عسكري بدخول طائرات اسرائيلية في عمق الفرات العراقي “الحلم الاسرائيلي” لاستهداف تجمعات الحشد الشعبي لتسهيل مهمة داعش امريكا في اختراق حدودنا ليصلوا الى اسوار محافظاتنا في كربلاء والنجف والانبار وبغداد وشمالها.

ان الحكمة والواقعية والتفكير الإستراتيجي يتطلب وقفة وطنية مسؤولة لوضع خطة متكاملة لمواجهة الأخطار المحدقة بأسوار العراق، التي بدأت خروقاتها تظهر في الموصل وسامراء والانبار والمناطق المحيطة ببغداد!.

اتمنى على المسؤولين العسكريين والقادة الامنيين ان لا ينشغلوا بالانتخابات والعد والفرز وخلاف الكتل لان ذلك من شأن القضاء حصرا وعلى هيئة الحشد الشعبي ان تضبط ايقاعات حركة منتسبيها كما الشرطة والجيش لان من شأن الانشغال في معارك جانبية اضعاف شوكتنا وتهديد وحدتنا الوطنية وتشغلنا عن العدو الرئيسي لان الذئب بدأ يخترق اسوار العراق!.