مصطح “الذئاب المنفردة” لا يعرف بالضبط متى ظهر اول مرة، ولكن اول من استخدم الاسلوب كان جماعات (الارغون وليحي) الصهيونيتين، وغيرها في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي في فلسطين قبل قرار التقسيم عام 1948، حيث يعمد الاسلوب الى هجمات منفردة وجعل الفرد حجر الزاوية لاستئناف العمل السري عند الضرورة ولبناء نواة جديدة.
يتميز اسلوب “الذئاب المنفرد” بالاعتماد على الفرد لتنفيذ الهجمات، او لانشاء منظمة او جماعة من جديد اذا ما بقي هو الاخير دون هرم تنظيمي، ويمكن للفرد ان يقوم بعمليات تخريبية او ارهابية دون تنسيق من الاعلى، وفي الوقت نفسه دون الاتصال مع الخلايا الاخرى كي لا يصبح فريسة سهلة للتسلل الحكومي او الايقاع والتدمير، حيث تتيح تلك الطريقة تقليل المسؤولية المدنية والجنائية عن القادة.
تفتق ذهن (لويس بيم) العضو الفاعل في “الكوكلوكس كلان” في ذروة الملاحقة والاعتقالات، ان اسلوب التجمعات المنعزلة المحمية مصيدة يسهل ضربها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالية، واكشف المصير الخطير للمشاركين في الاذرع العسكرية التابعة لمنظمات ذات هرمية تنظيمية، فاصدر عام 1983 بيانا دعا الى “مقاومة بلا قيادة” ضد الحكومة الامريكية، وذكر في بيانه بأن الحركة “التي تقوم على خلايات صغيرة جدا او حتى فردية، هي وحدها يمكن لها ان تقاوم اقوى حكومة على وجه الارض”.
عام 1992 كرر (لويس بيم) دعوته مرة اخرى في اجتماع عقد لقادة الجماعات اليمينة المتطرفة، لتطوير استراتيجية ”مقاومة بلا قيادة” كنموذج للعنف الفردي غير المنسق، ولم يكن الوحيد فقد استخدم اليميني الامريكي المتطرف (توم ميتزجر) زعيم اشرس الجماعات العنصرية في امريكا (الارية البيضاء) مصطلح الذئاب المنفردة بوضوح وصراحة، فقد نشر على موقعه الالكتروني دعوة للعنف بعنوان “قوانين الذئاب المنفردة” قال فيها (انا مستعد للحرب القادمة، انا متأهب لاجتياز الخط انا المقاتل المستقل المتمرد تحت الارض، انا موجود في احيائكم ومدارسكم واقسام شرطتكم وحناتكم ومقاهيكم ومراكز تسوقكم وغيرها،انا الذئب المنفرد).
يجمع الباحثون الغربيون على ان اصول “الذئاب المنفردة” ليست اسلامية، عكس ما دائب عليه الغرب باتهام المسليمن، وان بدايته كانت عنصرية نشأت وتجذرت في الغرب وخاصة الولايات المتحدت بالاضافة، الى بعض البدايات من عصابات (الارغون) وغيرها.
منطقة المرفقات