دَمَغ: غلب , قهر .
(الديمقراطية) المستوردة المزروعة في تربة غير صالحة لنمائها , والقادمة من قيعان نفايات التحولات المتسابقة في أرجاء الدنيا , الزاحفة نحو آفاق إشراقية ذات مديات معرفية وعقلية فوّارة , تحوّلت إلى وسيلة للقهر والتدمير الخلاق للمجتمعات التي حلّت بها.
وللمرحوم (محمد حسنين هيكل) كتاب بعنوان “الديمقراطية الغائبة والسلام المستحيل” , كنت قد قرأته أكثر من مرة في حينها , وعندما إنطلق الكلام عن التغيرات الديمقراطية في المنطقة , عدت إلى أساسيات الأفكار المطروحة فيه , وإحترت في الأمر , فتبين بعد أن دارت الأعوام أنها جاءت وهدفها أن تأكل الأوطان نفسها , وتكون على عروشها خاوية.
القوى التي صدّرت الديمقراطية أدركت بأنها بضاعة منتهية الصلاحية , فتجاوزتها لأنظمة حكم متوافقة مع مستجدات القرن الحادي والعشرين.
فالقرن العشرون كان يخدم المصالح الأجنبية بأنظمة حكم فردية , وهذا القرن سيخدمها أكثر بآليات الديمقراطية المزعومة المعفرة بالأدينة السياسية , اللازمة لتمزيق المجتمعات وتآكلها.
وبموجب ذلك تسنمت الأحزاب المؤدينة زمام الأمور وصارت العمائم ذات سيادة ونفوذ , والفتاوى هي الدستور والقانون , والدولة بلا قدرة على فرض السيادة والأمان , والثروات مشاعة ومؤنفلة.
إنها الآلية الصالحة لتأمين الإستعباد والإستحواذ على البلاد والعباد , وتأكيد الحرمان والقهر ومساندة الجائر السجّان , وإلهاء الناس ببعضهم وتمزيق شملهم , وبهذا تخلو الساحة للسرّاق والفاسدين , والتابعين لشياطين الأفك المبين.
وما دامت المصالح مصانة على أكمل وجه , فلن يتغير الحال بل سيزداد إضطرابا وعنفوانا , وسيتحقق الإستثمار الفائق فيه , ولن تحصد الشعوب غير الدماء والدموع والأنين!!
فقل دَمَغقراطية ولا تقل ديمقراطية!!
فهل دَمَغَ الحقُ الباطلَ؟!!
د-صادق السامرائي