22 ديسمبر، 2024 2:39 م

الدين وسياسة الإصلاح

الدين وسياسة الإصلاح

الإصلاح ليس كلمة تطلق جزافا ولا فكرة تقدح في ذهن شخص ليكون السلم الذي يرتقي به بغية حصد المكاسب الشخصية أو المناصب السياسية وعلى رقاب المساكين والمعدمين والناظرين لأفق جديد عله يحمل بارقة أمل أو نور تضئ حياتهم المعتمة ، حقيقةً أن الإصلاح يعتمد على عدة مقدمات و عوامل كثيرة من تضحيات و عقول نيرة و ضمائر حية تؤمن بالولاء للوطن و الشعب و ليس لأجندات خارجية أو داخلية و كذلك أمور جمة غابت عن الناس لصخب الإعلام وتزمير المتملقين والدجالين الذين خلطوا الأوراق فضلاً عن السرقات بالجملة و تضييع للأمانة والخداع بالنصيحة حتى غابت المقاييس و المعايير المسلم بها حتى دخلت الأمور في دهاليز العتمة وفي رابعة النهار, وكما تنبأ عنها رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) حيث قال : (كيف بكم إذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا ) فإذا وصلت الأمور إلى هذا المستوى من التعقيد والتزييف عندها ستكون النصيحة للناس عداء وابتلاء لان الناصحين في حقيقة الأمر ليس لديهم من المتملقين والمتزلفين بالقدر الكافي كما عند أهل الباطل هذا إن وجدوا أصلا .

من خلال هذه السطور البسيطة سيكون العبء والتكليف والنصيحة وكلمة الحق صعبة ثقيلة قد تؤدي بحياة أو مستقبل أو قطع رزق او تشريد المصلح حتى و إن كان نبي أو إمام فالكل في موضع الاستهداف من قبل دعاة الفساد و الإفساد في زمان و مكان , فهذه دروس وعبر ليتعلم الإنسان منها الثبات في المواقف الحرجة الصعبة لأنها سفن النجاة والفوز برضا الرب الجليل ، فعلى المرء أن يضحي بأعزّ ما يملك ، وكل ما يملك في سبيل الله ومرضاته ، لينال حب الحسين وأبيه وجده وأخيه وأمه وبنيه (عليهم السلام) ، فيكون صدقًا من التابعين والعاملين والمطبقين لمنهج الحسين وأهداف ثورة الإمام الحسين(روحي فداه)، التي خرج من أجلها في كربلاء الطفوف و كما قال الأستاذ المهندس الصرخي الحسني : (( لنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين عليه السلام و ضحَّى من أجله بصحبه و عياله و نفسه … )) .