9 أبريل، 2024 4:22 م
Search
Close this search box.

الدين وثقافة الحياة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الدين رسالة لصناعة الحياة الطيبة , ويخاطب الإنسان بكل ما فيه , وينير له سبل التفاعل مع ذاته وموضوعه وفقا لما يساهم في التعبير عن إنسانيته وتأكيده على السلوك القويم.

والأنبياء والرسل مناهجهم تصب في هذا النهر الدفاق الذي لا يمكن عبوره مرتين , وتواصلت خطبهم ومواعظهم وما قدموه من قدوات سلوكية , تمضي على ذات السكة الإنسانية السامية الهادفة إلى تحرير الإنسان من قبضة النفس الأمارة بالسوء.

ومعظم الأنبياء والرسل ذوي خبرات واسعة وعملية في الحياة , فثقافتهم إنسانية وإدراكاتهم مطلقة الإتساع , ومستوعبة للمستجدات وما تجود به الأيام والتفاعلات البشرية.

ولهذا تمكنت الرسالات الواعية لجوهر ثقافة الحياة ومعطياتها من الترسخ والتواصل والنماء.

وما يدمر الأديان ويجهض الرسالات , أن الذين يدّعونها بعد رحيل رسلها وأنبيائها , يتمتعون بأمية مروعة بمعاني وجواهر ثقافة الحياة وفهم السلوك البشري , وأكثرهم يميل إلى الإنغلاق والتخشب في نمطيات وآليات حجرية غير قادرة على إستيعاب حركة الحياة , ولا يمكنها التحسس بمواضعها وعدم شعورها برياح الزمن وهي تتحرك صوب آفاق أخرى.

ولهذا فعندما تتأمل آراءهم وطروحاتهم لن تجد شيئا متوافقا مع زمانها ومكانها , وإنما هي ذات الإسطوانة المشروخة التي تم تدويرها منذ عشرات القرون , ويريدون من مجتمعات القرن الحادي والعشرين أن تتمثلها وتعمل بموجبها , تحت دعاوى بهتانية وتسويغات تضليلية , وهم الغارقون في النقل حتى الموت , ولا يفهمون في تنفس هواء الحياة.

ومن هنا فهم يطلقون الخطب والمواعظ الإلهائية التي تبعد الناس عن الهدف الحقيقي , فتجدهم يتحدثون عن الخمر وتحريمه وما رأيتهم يتحدثون عن الشرور المدلهمة التي تتحقق بإسم الدين , فهذه فيها نظر , وأنها تمضي وفقا لرؤية هذا الفقيه أو ذاك من الذين داست عليهم القرون , وما عادوا حتى رميما.

نعم كل شيئ فيه نظر ويمكن تسويغه وتبريره , والإتيان بعشرات الفتاوى والآيات والأحاديث لتعزيزه وتكراره كسلوك أثيم , أما الخمر فهذا حرام , ومشكلة المجتمع والدين , فما يصيبكم من فساد وفقر وظلم وإمتهان بسبب الخمر.

الخمر الخمر فأنه مشكلة المجتمعات ومبعث الفساد والقهر وسفك الدماء , وإنتهاك حقوق وحرمات الناس وقهر المسلم لأخيه المسلم , وقتله وفقا لفتوى ورأي أصولي تدميري فتاك , تسانده طوابير عمائم تدين بالدين القويم وترفع رايات لا إله إلا الله , لتقتل من ينادي أشهد أن لا إله إلا الله .

وتلك معضلة ما بعدها معضلة , وإنها جوهر ويلات الأمة , ما دامت الملة ضد الملة , ولكل ملة خلة , وفي مقدمتها مَن في رأسه ونفسه علة , وعاش الدين القويم الذي يقوده ذوي العاهات السلوكية والرأي السقيم.
فالخمر هو المشكلة , وأبو المشاكل وأمها , فاقتلوا شاربه وبائعه وانكروا أن في الجنة أنهار خمر لذيذ!!

وعاشت العمائم المخمورة بالهتان!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب