23 ديسمبر، 2024 12:24 ص

الدين وتجار الدين!!

الدين وتجار الدين!!

في كل دين تجار دين , وتلك نزعة النفس الأمارة بالسوء الفاعلة بالبشر , والتي عجزت الأديان عن تهذيبها وتوجيهها نحو الخير والفضيلة.

كما أن المصلحين والمفكرين والدعاة ما أفلحوا بمواجهة نزعاتها الرغبوية الحامية الآنية ذات الإندفاعية المتأججة.

فالأديان من أربح التجارات التي لا تحتاج لرأس مال , سوى الأضاليل وتجهيل الناس وإقناعهم بأنهم لا يعرفون , والمدّعي بالدين هو العارف الذي عليهم أن يتبعوه.

وتأريخ البشرية يبين مسيرات المتاجرة بالأديان على مر العصور والأزمان , وسلوكيات الكنائس في أوربا وغيرها معروفة وموثقة , إذ قامت بما لا يمكن تخيله من الأعمال البشعة , التي خلاصتها وغايتها الإستثمار التجاري بالدين.

كما أن العديد من الأديان الأخرى لعبت ذات الدور , وجنى أصحابها أرباحا طائلة بتجاراتهم الدينية البهتانية المضللة.

ويبدو أن البشر يميل إلى هذه البضائع الغيبية , التي عندها أسواق رائجة ومسوقون نشطون , فيستهلكها وتستهلكه وترميه في خنادق الهلاك والفناء الأبيد.

أي أن لتجار الدي أسواقهم , وبضاعتهم لها زبائنها , ولهذا فهم ينشطون في جميع الأزمان.

وما يجري في بعض المجتمعات التي تمكنت منها أحزاب التجارة الدينية , أنها ألغت عقلها وإرادتها وإنقطعت عن حاضرها ومستقبلها , وخنعت وتبعت وأسلمت أمرها للمدعين بالدين , وربطت مصيرها بإرادتهم التي تسعى لإمتصاصهم , وإستعبادهم والنيل من حقوقهم وإعتبارهم غنائم وأرقام.

ومضت برامج تخديرهم بالخطب الإنفعالية والأحداث المشحونة بالعواطف , وإقناعهم بأن لا خيار عندهم سوى أن يتبعوا هذا أو ذاك من التجار , لكي تستقيم حياتهم , ويسلمون من الأذى وسوء المصير.

وتلك محنة سلوكية بشرية تستعصي على العلاج , وكأنها من الأمراض المستوطنة المزمنة في بعض المجتمعات.

فهل من حصانة ووقاية من آفات الألباب والنفوس؟!!