18 ديسمبر، 2024 9:20 م

هل الحياة في الدين أم الدين في الحياة , سؤال علينا أن نبحثه بجدية وإجتهاد , ونُعمل العقل لكي نتوصل إلى جواب فيه درجة ما من الصواب.
أيهما أسبق , الدين أم الحياة؟
المتعارف عليه أن الحياة سابقة للدين , الذي جاء إلى الناس الأحياء لجعل حياتهم أفضل وأقرب للتعبير عن الإنسانية , التي يتميزون بها عن سائر المخلوقات الأخرى الساعية فوق التراب.
إذا صح هذا الإفتراض أو التقدير والإستنتاج , فأن الدين يجب أن يكون من مقومات الحياة الإيجابية , ومن أركانها المهمة اللازمة للحفاظ على ديموتها الرحيمة.
فهو جزء من الحياة وعامل مساعد على رقيها ونمائها وتأكيد ما هو صالح للبقاء فيها.
أما إذا إفترضنا أن الدين سابق للحياة , فهذا يعني أنه وعاؤها , أي أن الحياة قد وضعت في بودقة الدين , وأنها في الدين , أي جزء منه وليس العكس.
وهذا الإفتراض لا يمتلك البراهين القوية والأدلة الكفيلة بتأكيده وتعضيده وتفضيله على الإفتراض القائل بأن الدين جزء من الحياة.
فعندما تكون الحياة في الدين , تتجمد وتتحجر , لأن الأديان ذات مطلقات وثوابت راسخات لا تسمح بغيرها , ولا يمكنها أن تتفاعل وتتحاور وتتبادل الأفكار , فكل دين يحسب أنه الدين الأصلح ولا دين سواه.
والحياة لا يمكنها أن تترعرع في المطلقات , وإنما هي نهر يجري يتمتع بالتبدلات والتغييرات ويتواكب مع المكان والزمان , ويجري ولا ينضب.
فالدين عندما يكون وعاء الحياة يحولها إلى بركة أو مستنقغ , وهذا يتنافى مع نواميس الدوران والبقاء الخالد.
بينما عندما يكون الدين رافدا في الحياة فأنها تتجدد وتتطور , وتكون ذات قدرات تواصلية وطاقات إنمائية وإرادة جريان قوية.
وعليه فأن القانون المظفر يجب أن يكون متوافقا مع إرادة الأكوان وسرمدية الدوران , وتقضي بأن يكون الدين في الحياة , ويستحيل أن تكون الحياة في الدين , لأن في ذلك إعتداء على قوانين الوجود الفاعلة في الخلق باسره.
فهل من وعي لحقيقة أن الدين في الحياة.!!