18 ديسمبر، 2024 11:25 م

الدين لا يصلحه الا العقل

الدين لا يصلحه الا العقل

مباني الدين فكرية وعقلية والدين يحتاج الى إعمال العقل بالاضافة الى التطبيق الذي يعتمد على الفهم الصحيح له والذي هو النقطة الاساسية والمفصلية في الحياة لانها تنطلق من هنا . الدين كالكتاب الذي يقرأه الحصيف والبليد والكيّس الفطن وكل منهم ياخذ منه على مقداره فالعاقل الذي يفهم مفردات الدين ويسبر غورها ويستفيد منها ويطبقها بعد ان يهضمها الهضم الصحيح لتتمثل على شكل سلوك حسن متزن وبصورة راقية ومتحضرة تتناسب مع العصر والتطور دون ان يخرج من روح الدين بل يبقى في حدوده الواسعة الفسيحة التي لها القابلية على ان تتناسب مع كل اشكال العصرنة والتطور لمرونته وقدرته على احتواء كل صور الحياة الحديثة من دون اضطراب ولا تلكؤ ومثل هذا الانسان الناضج يكون زينة للدين وأَلَقا يشع في سمائه .
اما الانسان الاحمق يسئ الى الدين عندما يدخله ويكون عارا ووبالا عليه ودينه مجرد عبارات عائمة وحركات جوفاء ليس لها قيمه لانه لم يدخله عن فهم وتعقل بل تقليد ونزوة ربما تكون وقتية . وكيف لا يصلح الدين الا العقل وهو صادر من لدن عزيز حكيم عاقل فاذا لم يكن عقليا فهو مجرد تعاليم لا فائدة منها تزول مع مرور الزمن فما دام مبنيا على العقل صار هناك علماء يعلّمون الناس حقيقة الدين وجوهره والغاية منه على احسن صورة وبناء فكل المفردات العبادية غايتها اخلاقية اصلاحية موضوعها الانسان والمهم ان تلقي ببصمتها عليه وتؤثر فيه التاثير الايجابي الذي يبني الحياة فالصلاة ، والصيام ، والحج والزكاة وغيرها غايتها صنع الانسان وسبكه وحاشى ان تكون مضيعة للوقت بل كلها حياة وحركة اذن الانسان كالمكيال الصغير والكبير كل ياخذ بمقدار سعته .
ان كل مفردة من مفردات الدين القويم بحد ذاتها مدرسة وهكذا فمنهم من خرج من هذه المدرسة كما دخل فيها اول مرة دون علم ولا هدى ولا كتاب منير دخل من باب وخرج من اخر خال الوفاض دون ان يكلف نفسه عناء الفهم الصحيح للدين ومنهم من استفاد منها غاية الفهم واصبح مثل المَلَك المقرب .
الكارثة التي حلت بالامة من زمن امير المؤمنين علي عليه السلام الى وقت الناس هذا هي الخوارج الذين فهموا الدين فهما اعوجا ولبسوا الفروة بالمقلوب فهم في ذلك الزمان والدواعش في الوقت الحاضر الذين هم احفاد اولئك في فهم الدين والاساءة اليه والتعامل معه هؤلاء الصم البكم الذين لا يعقلون شيئا الا القتل وهتك الاعراض قال تعالى ( ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) 22 الانفال .
لقد ابتليت الامة ايضا بعد النبي بحكام جهلاء ووعاظ بلداء لم يكن يعنيهم شرع الله لا من بعيد ولا قريب بقدر ما كانت تعنيهم شهواتهم وملذاتهم ولا دخل لهم بالذي جاع او عري من الرعية ولم تنقضي القصة فان حكامنا هم اشباه اولئك الا في الملبس والمأكل وان الافكار التكفيرية المنحرفة التي تستند الى اشخاص ما فهموا النص ولا الحديث بصورة صحيحة هي اولهم واخرهم وظاهرهم وباطنهم فاخرجوا امة محمد من الايمان والتوحيد
وادعوا بانهم اصحاب الدين الصحيح والتوحيد النقي واغروا كثيرا من المغفلين اصحاب العقول الضعيفة بالمال وادخلوهم في ملتهم المنحرفة الضالة وصنعوا منهم وحوشا تقطع اشلاء البشر وقنابل موقوته تمزق اوصالهم خدمة للدين على حد زعمهم وقد تحركت مخابرات دول كبرى لركوب هذه الافكار الخطيرة العنيفة والعقول الضعيفة الفجة التي هي براء من الاسلام وجمعوا هذه القطعان البشرية ودربوهم وزودوهم بالمال والسلاح وخلعوا عليهم القابا كالخليفة والامير وسرحوهم لياكلو لحوم البشر الابرياء وليعتدوا على النساء والاطفال ودفعوا لهم راية عليها اقدس اسم عند المسلمين لتجعله في الواجهه ولتقول للعالم ان محمدا ارهابيا – كلا وحاشا – هذه راية يهودية ظاهرها الاسلام وفق خطة محبوكة ناعمة لا تنطلي الا على الابله البليد وسلطوا عليها وسائل اعلامهم بقوة ليمعنوا في ابراز الدين كالوحش الكاسر والنبي كشخص عنيف والقرآن ككتاب دماء وقسوة . الذي يرعى هذه المجموعات المنحرفة غايته تشويه الاسلام وصورته في المجتمعات البشرية وهذا اول الكلام والحقيقة ليست هكذا فبعد ان عرفت الانسانية صدق الاسلام ورقيه واحقيته وتطابقه مع العقل والمنطق تهافت عليه الناس جماعات ووحدانا فلم تجد القوى الكبرى الا هذه الخطط الخبيثة السوداء لتشويه الصورة ووقف التهافت عليه والاقبال على معرفة كنهه نتيجة كثرة وسائل الاتصال بين العالم وما سيناريوهات باريس وبروكسل والذبح والقتل من قبل داعش الا للتشويه والتلبيس وحرف العقول عن هذه الحقيقة .
لقد استخف فرعون قومه ووجد عقولهم خفيفه غير ناضجه ولا بالقدر الكافي للتفكير والتعقل فاملى عليهم ما يريد من افكار منحرفة بعيدة كل البعد عن الحقيقة فاطاعوه بكل ما يقول فعلا في الارض علوا كبيرا الى ان قال ( انا ربكم الاعلى ) ووجدت افكاره اصداء عند قومه وقبولا . لقد باع فرعون قومه بضاعة مزيفة بعد ان استغباهم واستجهلهم كما يبيع احدهم بضاعة رخيصة تالفة على غشيم بعد ان احس البائع بجهله وانه لايملك روية ولا نظر .
ولم تنته القصة بعد فها هم فراعنة العصر متمثلين بالقوى العظمى التي تحكم العالم قد استخفت بعقول كثير من الناس ومنهم العرب والمسلمين فسلطت عليهم حكام جور ثبتوهم بالدين من خلال وعاظ السلاطين يتقيؤن الموت وينفثون السم لانهم بعيدون عن الفهم ولووا عنق الايات والروايات وفسروها وفق ما يشتهون لتتوافق مع افكارهم العرجاء التي يتبنونها والتي ليس لها وجود الا في اذهانهم التالفة وسوقوا لهم مجاميع ارهابية كداعش والقاعدة وامثالها . ان من اصدق المصاديق على استخفافهم (واستهبالهم ) للبشر هو العدوان الغبي السافر عديم الجدوى على اليمن لقتل شعب كامل وفق ارادة صهيونية واوامر اسرائيلية لتصفية الحوثيين الذين يدعون صلتهم بايران لانهم يشكلون خطرا عليهم ولا بد من القضاء عليهم او ابعادهم من خلال حملة اطلقوا عليها (عاصفة الحزم ) ومن امثلة الاستغفال هو التسويق لفكرة اسرائيل الحامية والمدافعة عن العرب ، ومنها الصاق تهمة الارهاب بحزب الله الذي حفظ لهم ما تبقى من كرامة ووقف بوجه العدو وحفظ لبنان من دنس داعش والتكفيريين ومنها توجيه صفة الطائفية للحشد الشعبي في العراق الذي يخوض معارك مشرفة من اجل تطهير وطنه من هؤلاء العتاة الفجرة الفسقة الذين هتكوا الحرمات
واحرقوا البلاد او هذا التخويف من ايران بتصويرها انها العدو الاول والاخير للعرب والتعريض بها وشن الحملات الاعلامية الفاشلة المكشوفة ضدها من قبل فضائيات واقلام خرجت من شرفها كما تخرج الحية من جلدها ، او الابقاء على الاوضاع المزرية في العراق من توالي حكومات ضعيفة ( لا تهش ولا تنش ) من سرقات على ايدي (متدنيين) وليسوا متدينين جمدوا عقولهم وحجبوها من اجل ان يسرقوا الدرهم والدينار واطفئوا جذوة الدين عندهم بنفخة الشهوة والنفس الامارة بالسوء ، والفساد الذي ياكل جسد الوطن من خلال كم من سياسيين يمثلون يد العدو الضاربة في الداخل لتنفيذ خطط الدول الاقليمية واميركا من منطلق طائفي كريه مقيت ابشع من وجوه العملاء بقتلهم الشعب بالمفخخات وغيرها او من خلال قضم ارض الوطن بتشجيع انفصال الاكراد والترويج له او السكوت على التدخل التركي في الموصل واحتلاله لارض الوطن وهكذا دواليك .
والكلمة المرة التي لابد منها ان حكامنا وشعوبنا اساءت الى الدين كثيرا فلا بد من عقول متفتحة ونيرة من اجل اصلاح بقية الله فينا وهو ( ديننا ) ولابد ان نوقف استخفاف القوى الكبرى بنا واسستغبائهم لنا بكسح ومسح وكنس كل متطرف اعمى اساء الى الله ورسوله والقران ولابد لنا ان نعلم ان هذه التحركات والاعمال التي نشاهدها على الساحة وهذه الحالة الكارثية التي نمر بها من صنع يد يهودية استضعفتنا واستخفت ولعبت بنا لعب الصبية بالكرة بواسطة بيادق سلطوها علينا زوراً حكاما وسلاطين ، وان نتبرأ بكل شجاعة من علماء السوء المتعصبين موقظي الفتن وصانعي الدمار ذيول الشيطان ومخالب ابليس الذين ضحكوا علينا وصنعوا من شبابنا دمى لاعقل لها ولا تفكير تنتهك الاعراض وتقطع الرؤس وتحرق الابرياء وان نتخلص منهم بكل ثبات كما تخلص المسيحيون من المتعصبين ذوي الافكار المنحرفة الفجة كفجاجة عقولهم .