شيوع الظاهرة الدينية، في بلدان المنطقة العربية لاسيما مايعرف بدول الربيع العربي، وتضخم تلك الظاهرة الا الحد الذي جعل البعض يشعر بالملل من التحدث بها، أو الأقتناء بها، الشيوع الغير مبرر هذا من وجهة نظر الكثيرين، أدى الى أنتاج عقول متطرفة ، أصبحت النواة الأولى لصراع مذهبي بين كل الطوائف التي تدعي التدين في كل أدبياتها،لينجر ذلك الصراع الى الشارع العربي الملئ فقراً، نتيجة لسياسات حكامهِ السابقين أو الحاليين من طبلو وهللو للربيع العربي المزعوم، صراع لم يعد خافياً لدى الكثيرين ولم يعد صداماً سرياً، بل هو صراع معلن تقوم بهِ جماعات أمتهنت الفكر المتعفن، وجماعات أخرى ربما وجدت الحجة للتدخل رافعةً شعار المضلومية تارة، والسلاح الفكري تارة أخرى، وما يحدث اليوم في سوريا ودول أخرى لاسيما العراق، خير دليل على ماتم ذكرة ، فمجموعات(داعش) والنصرة وغيرها التي تقتل العشرات يومياً بحجة الثورة ونصرتها، تقابلها مجموعات أخرى لاتقل تطرفاً عنها ، مع اختلاف الأيديلوجيات الفكرية للجانبين، وكلاهما يميل لنصرة طائفة معينة على حساب طائفة أخرى أمذهب آخر، وهذا الصراع الذي خطط لهُ الغرب تحت قيادة الأحمق اوباما ومجموعة العهرة الباقين من أنصار الربيع العرباني، لم يكن صراعاً جديداً ، فالتأريخ العربي وسلسلة الأحداث التي مرت بها المنطقة آبان العقود الماضية،يثبت للكثير منا حقيقة ذلك الصراع الديني بين المذاهب الأسلامية وتحديداً المذهب الجعفري من جهة والمذاهب الأربعة من جهة أخرى،ومن يتتبع تلك المذاهب يجد أن الخلافات التي وصلت لحد الاقتتال وتكفير الأخر ، هي تفاهات بسيطة لاترتقي لتكون في سلم الخلافات العقائدية لتلك المذاهب، فصراعهم أنصب على الاختلاف في طريقة الحكم والخلافة وطرق الوضوء !! وطريقة الصلاة بدمجها أو افرادها!!
والتسائل الدائر بين الكثير من مثقفي المنطقة العربية ، هو الا متى سيستمر صراعكم لتصبحو أدوات مسيرة للغرب بعد أن أوهموكم بديمقراطيات مزعومة؟
هل من ثورة فكرية عربية شاملة لتقضي على خزعبلات التكفير والتشهير المنتشرة في عالمنا العربي اليوم؟
الكثير من الحديث الذي يدور في مخيلة الملايين من شعوب المنطقة المسلوبة أرادتهم، والمسروقة خيراتهم، ولايجدون من يصغي اليهم وينصفهم من الذين غيرو الفكر الديني المعتدل ، بأخر متطرف ، وصراع غير شريف بين مذاهب أسلامية فقدت الكثير من هيبتها أمام تيارات متطرفة،واخرى متأسلمة،رافعة شعارات نموت ويحيا الدين الأسلامي!!!
لتقابل تلك الشعارات بصمت كبير من قبل التيارات الليبرالية والعلمانية التي تنتظر توحيد صنوفها وصفوفها ودمجها بتشكيل موحد يكون الأدات لانقاذ الأمة من شرذمة الدين والمتدينين الجدد…