لا يمكن الإختلاف على تغلغل النهج المذهبي داخل العقيدة ( الإسلامية ) منذ أيام الخلافة الراشدة الأولى .. ولا أقول أن هناك إختلافاً في الرأي على الخلافة بين ( المهاجرين – الأنصار) فقط بل وصل الى خلاف داخل البنية الموحدة للمهاجرين في مكة ومحاولة القوى المعادية آنذاك من إستثمارها وتغذية هذا الخلاف بوسائل شتى أدت إلى ماأدت إليه من حدوث الفتنة الكبرى في عهد الخليفة الراشد سيدنا الخليفة عثمان رضي الله عنه ثم دخول الصراع منحى آخر بين بني هاشم وبني أمية ووصوله إلى منعطف خطير جداً بعد معركتي الجمل وصفين وقتل الخليفة الراشد سيدنا الامام علي رضي الله عنه من نفس الجماعة التي كانت تؤيده في تصديه لبني أمية والّذين أطلق عليهم فيما بعد بالخوارج .. هذا الإختلاف تحول بقوة إلى خلاف خطير جداً على العقيدة حاول المعتدلون من الصحابة والتابعين إستئصاله .. لكن بدون جدوى فجذور الخلاف تعمقت أكثر بعد إستشهاد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه في الطف وأسر وسبي آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ما ألهب مشاعر المسلمين حتى يومنا هذا لأن المؤامرة لم يكن هدفها القتل أو التشريد أو السبي أو الأسر بل هدفها الدين والعقيدة بعد ضراوة وشراسة ووحشية التعامل بين جيش كبير جداً يدافع عن الدولة الأموية وجيش صغير جداً وخيانة الكثيرين ممن أعطى لسيدنا الحسين رضي الله عنه عهوداً لم يلتزموا بها .. من هنا تحديداً إنشقت صفوف المسلمين وتحولوا إلى معسكرين .. وهذان المعسكران لم يبنيا على خلافٍ على النهج القرآني أو العقائدي بل ماهو أخطر وهو السياسة والخلافة التي تجمع نفس نسِب المؤيدين من المعارضين ..
هذا قبل 1400 عام .. إذن علينا ألا نستغرب من وقوع خلاف كبير الآن بين المذاهب الإسلامية بعد تعرض الأمة إلى عشرات الإحتلالات ومئات المعارك التي نزف بها الدم العربي الإسلامي مانزف .. دماً وفكراً وعقيدةً .. أدت إلى تمسك المؤيدين والموالين كلٌ على عقيدته ودفاعهم عنها بطرقٍ شتى .. حتى في الوقوف إلى جانب المذهبية أو ضدها إنفصل وإنشق المسلمون لكنَّ هذا الإنشقاق هل يدعوا حقاً إلى وقوع هذه الكوارث ولحد الآن على الأمة لو لم يكن هناك طرفٌ مخفيٌ آخر قد يكون بيننا .. في بعض الإستنتاجات المنطقية لايمكن لأي متمسك بأي دين أو مذهب أو طائفة أن يعترف بخطأه مطلقاً .. فلايمكنك أن تقول للشيعي أو السني أو حتى الديانات الأخرى أنك على خطأ إلا وأقام عليك الدنيا ولايقعدها ! مرةً واحدة فلنتمسك بدياناتنا ومذاهبنا وعقائدنا بلا إحتقارٍ أو إنتقاصٍ للطرف الآخر .. ومرةً أخرى لابد من الإعتراف أن هناك أخطاءً لابد من الإعتراف بها بين الجميع .. الجميع بدون إستثناء فهل سيأتي اليوم الذي نعترف بها ؟
سؤال مختصر ..
متى لأنَّ الأمر أصبح لا يطاق ..