18 ديسمبر، 2024 9:50 م

الدينية واللاوطنية!!

الدينية واللاوطنية!!

هل أن “حُبّ الوطن من الإيمان” , حديث صحيح أمْ موضوع , قلا أساس له ولا قيمة ولا معنى ولا دور في الإسلام؟
السؤال يطرح نفسه بقوة , لأن الأحزاب التي تسمي نفسها دينية وترى أنها تعبّر عن الإسلام , لا تؤمن بالوطن ولا تعترف بوجوده , وتسعى لعولمية تمسيها الخلافة , الإمبراطورية أو غير ذلك.
فلا تعترف بالسيادة ولا بالوطن ولا بالمواطنة , ولا بما متعارف عليه في الواقع البشري المعاصر.
فلا يصحُ التحدث معها عن الوطن , لأنه غير موجود في منطلقاتها النظرية , ويتقاطع مع معتقداتها وما تتصوره وتراه , ولهذا دمّرت الدول والأوطان التي تمكنت منها بمساعدة القوى الأخرى.
نعم إنها أحزاب لا وطنية , بل ضد الوطن , ولهذا يتحقق الإستثمار فيها , وتأهيلها لتحقيق مصالح الطامعين بالوطن.
وأنظمتها تؤمن بالتبعية والعولمية , والخلافة هدفها , وتطمح بالتسيّد على الأرض , وتتخيل القوى المتشامخة ستتهاوى أمام صولاتها الجهادية على أبناء جلدتها , وبعضها يمعن بأوهامه وتخيالاته الفنتازية , فيرى بأنه سيكون السيد المُهاب في الآرض.
وتَحسبُ الأوطان ملكا مشاعا لها , وتندحر في تصوراتها البائدة , وبأنها تمتلك الحقيقة المطلقة , ومَن لا يتفق معها عدوّها ويستحق المَحق , وتحكم بالتكفير والتدمير والتخريب , ولديها نوّاب لربّ العباد وما يتصل به من قدرات ورموز وكينونات , وأمرهم مطاع ويُعبّدون , وعلى مَرامهم وهواهم يجب أن تمضي الأيام.
وفتاواهم القانون والدستور , والسمع والطاعة العمياء مذهبهم , لتأمين تجارة الدين.
فالكلام معهم عن الإهتمام بالوطن والمواطنين هراء , لأن ديدنهم إقامة الفساد والعدوان على البلاد والعباد , وإستلاب حقوق الناس , وإعتبار ما يغنمونه رزق من ربّهم الذي يعبدون.
فدعهم في غيهم يعمهون , وبئسَ مصيرهم محتوم ومعلوم!!