23 ديسمبر، 2024 1:59 م

الديمقراطية تموت..

الديمقراطية تموت..

عشرة أعوام مرت مرور السراب،الدولة الديمقراطية المنشودة هشه وعرجاء تعاني العوق الشديد ،عجز الكل ، حتى الكتاب الذين كتبوا عن هذه الدولة الديمقراطية وتحمسوا في بادئ الامر استسلموا إلى الامر الواقع وضيعوا مشروعهم بين الانشغال بالهموم الوظيفية أو السفر وفقدان الامل، في العراق الديمقراطية الشكلية هي العلامة البارزة وأقصد اجراء الانتخابات وتغيير الوجه لا النهج ،والعمل بنظام الترقيع لا بنظام التأسيس لدولة مدنية. .
المجتمع العراقي لايميل كثيرا إلى الديمقراطية ، حاله حال اجناس العرب وانواعهم،الديمقراطية التي تعد العمود الفقري لاي نظام سياسي حر ، تعاني من مرض الهشاشة والكساح بفضل من ؟ بفضل كل من لايريد ان يعترف بنتائج صناديق الاقتراع، بفضل كل من يمضي استنادا لقاعدة “المناصب تساوي المغانم “، بفضل من يختزل العمل السياسي باشخاص، بفضل الكتل السياسية التي تعتمد وسيلة القطيعة مع الاخر وتدمر اواصر الحوار ، بفضل كل من يحابي ويجامل متناسياً هموم الوطن والمواطنين، مصيبة المصائب حتى هذه الديمقراطية العرجاء تقترب من تابوتها !
الكتل السياسية شاطرة غاية الشطارة والمهارة في دغدغة مشاعر الناس ، تنشط موسماً وتنام مواسماً ، بعضها تتحدث عما فعلته في الماضي لا عما ستفعله في المستقبل ؟والاخرى تتحدث عن اتصالها باهل البيت والصحابة والنبي والسير على خطاهم وهذا امر جيد،لكنها تغض النظر عن خطتها للمستقبل، ولاتحمل مشروعاً سياسياً ناضجاً وهي كأختها الاولى او اكثر بقليل لانية لها لبناء دولة تنتهج الديمقراطية ذهباً وايابياً إلى الكرسي، فالديمقراطية في العراق ليس كما هي في الدول المتطورة ،فهي حلوة ومرة ، حلوة عندما تصل إلى المنصب وشديدة المرارة عندما تزيحك عنه.
النظام السياسي في العراق يعيش مخاضاً عسيرا ً، فالنظام البرلماني يحكمه عشرة قادة، ومصلحة البلاد تفقد بريقاً مع كل شروق شمس ، الافق الغامض لمستقبل البلاد يوحي بأن الكتل السياسية المتصارعة فيما بينها لن تستطيع بناء دولة ديمقراطية قوية تردع المجاميع المتطرفة التي تنتمي إلى داعش الارهابية واخواتها.
القلق الكبير على مستقبل العراق من استمرار موت الجسد الديمقراطية الهش ، يرافقه نمو مذهل للمجاميع الارهابية التي تتخذ من دور العبادة والمساجد مكاناً لصناعةتطرفها وإلغاء الاخر المختلف مذهبيا أو الذي يتضارب مع مصالحها، نتخوف من أن تضيع الديمقراطية أمام تطرف الدعواش والحركات المتشددة وانشغال الكتل بالمغانم التي يبدو أنها لاتتذكر القاعدة الكبيرة التي تقول لو دامت لغيرك ماوصلت إليك ولاترغب بالتنازل عن منافعها قليلاً لتحقق منافع العامة ،اذن يتيح لنا القول أن الديمقراطية تموت شيئا، فشيئا ..!